وزير الخارجية المصري يعلن في مؤتمر المانحين أن بلاده تقدم دعمًا سنويًّا للاجئين السوريين يُقدَّر بـ170 مليون دولار.
قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن بلاده تدعم اللاجئين السوريين في القاهرة الذين قُدِّر عددهم بنصف مليون لاجئ بنحو 170 مليون دولار سنويًّا، مطالبًا دول العالم بزيادة المنح للاجئين السوريين بما يتناسب مع حجم الأزمة في بلادهم.
وشدد شكرى، خلال كلمته بمؤتمر المانحين لمعالجة الأوضاع الإنسانية في سوريا المنعقد بالعاصمة البريطانية لندن الخميس، على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية مع توفير المناخ الحقيقي للجبهة الداعمة لمنطق الدولة المدنية العادلة في مواجهة جميع جبهات قوى الإرهاب والتطرف".
وأبدى وزير الخارجية أسفه على تعليق عملية التفاوض على الحل السياسي في جنيف، مبديًا أمله في أن يقوم الجميع في الأيام المقبلة بتوفير الأساس والظروف المطلوبة لاستئناف العملية التفاوضية المطلوبة.
وأكد شكري أن مصر تحملت مسؤوليتها من خلال استقبال السوريين بأراضيها الذين يقدر عددهم بنصف مليون شخص يعيشون وسط إخوانهم المصريين، قائلًا إن "مصر تعد من الدول الخمسة الرئيسية المضيفة للاجئين السوريين، وتشمل الجهود المصرية لاستضافة السوريين القرار الرئاسي بمساواة اللاجئين السوريين بالمواطنين المصريين في العلاج والتعليم".
وقال: إن "اللاجئين السوريين يستفيدون من الدعم المقدم للمصريين في قطاعات مثل الغذاء والنقل والطاقة والتي تقدر وحدها بنحو 170 مليون دولار سنويًّا".
ولفت شكري إلى أن احتواء التداعيات الإنسانية في سوريا ليس بديلًا عن الحل السياسي الذى يُنهي المشكلة جذريًّا ويلبي حقوق ومطالب الشعب السوري في الوطن وخارجه .
وقال: إن "أملنا بالحل السياسي هو ما يوفر المناخ الحقيقي للدفع قدمًا بالجبهة الداعمة لمنطق الدولة المدنية الديمقراطية العادلة في مواجهة جميع جبهات وقوى الإرهاب والتطرُّف بما في ذلك البعض الذي يستتر في رداء المعارضة، بينما تكمُن بداخله أهداف لتسييس الدين وتوظيف الطائفية وتعزيز الانقسام والتطرف".
ولفت إلى أن القاهرة تنظر للأزمة الإنسانية في سوريا من زوايتين؛ أولهما: ضرورة التنبُّه الدولي لحجم المشكلة ولتفاقُم الأزمة وتدفقها خارج المنطقة، وصولًا لأوروبا وغيرها من البلدان، لافتًا إلى أن مصر دعت "مرارًا وتكرارًا لتحمُّل الجميع للمسؤوليات وفقًا لالتزاماتهم وتعهداتهم"، خاصة أن أعداد اللاجئين السوريين، في معظم الدول الأوروبية، لا تقارن بأعدادهم في دول الجوار السوري والتي تُعد بالملايين.
أما الأمر الثاني: فقال الوزير المصري إنه يتعلق بضرورة تكثيف الدعم الدولي ومن جانب الأطراف المانحة باتجاه الدول المضيفة الأساسية، ومنها مصر التي نستشعر أنها يمكن أن تحظَى باهتمام أكبر في سلم أولويات المانحين.
وأضاف: إن "مصر تجري حاليًّا اتصالات مع السلطات السورية لتسهيل وصول مساعدات إنسانية تضاف إلى مساعدات الأمم المتحدة إلى كل من بلدات مضايا وكفرية والفوعة دون تمييز".
على صعيد متصل، عقد شكري، على هامش مشاركته في المؤتمر الدولي للمانحين في سوريا، محادثات مع وزراء خارجية كل من فرنسا والصين والبرازيل ومدير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بالإضافة إلى مستشار النمسا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، إن تلك اللقاءات تناولت الأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية في سوريا، والجهود التي تبذلها مصر من أجل المساعدة في تسوية الأزمة السورية، والدعم الذي تقدمه للاجئين السوريين على أراضيها، وسبل تنسيق الجهود الدولية من أجل التعامل مع التداعيات الإنسانية الخطيرة للأزمة السورية.
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4xMTkg جزيرة ام اند امز