شبح ديبورتيفو وبلاكبيرن يهدد مستقبل ليستر
ليستر سيتي هو بطل الساعة على مستوى الكرة العالمية، غير أنه ينبغي عليه تفادي تجارب مشابهة أصبح أبطالها من الماضي.
أصبح نادي ليستر سيتي الإنجليزي، بطل الساعة على مستوى كرة القدم العالمية، ولم تعد حدود تجربته قاصرة على المحيط الإنجليزي، بعد تأكيد صدارته للبريميرليج عقب فوزه على مضيفه مانشستر سيتي 3-1، في المباراة التي جمعت الفريقين على ملعب "الإمارات" ضمن الأسبوع الـ25 من المسابقة.
تجربة ليستر سيتي تستحق الدراسة، باعتبار أن الفريق الذي كان يكافح الموسم الماضي للهروب من شبح الهبوط لدوري الدرجة الأولى بات زعيم الكرة الإنجليزية في الوقت الحالي، بعد أن تربع على صدارة الدوري بفارق 5 نقاط عن توتنهام الوصيف، و6 نقاط عن مانشستر سيتي ثالث الترتيب.
وأول من ينبغي عليه القيام بهذه الدراسة هي إدارة ليستر سيتي نفسها؛ إذ إنه إلى جانب الإشادة بما قام به الإيطالي كلاوديو رانييري مدرب "الثعالب"، الذي جعل مجموعة من صغار اللاعبين يصبحون كبارًا ونجومًا تسعى كبرى الأندية الأوروبية للفوز بخدماتهم، فإنه يجب أيضًا أن تشمل هذه الدراسة تجارب سابقة لأندية حققت طفرات مفاجئة، ثم تلاشت بعد ذلك وأصبحت في طور النسيان، مثل ناديي بلاكبيرن روفرز وديبورتيفو، اللذين أصبحا من الماضي..
بلاكبيرن روفرز
مع البداية الجديدة للدوري الإنجليزي عام 1992 تحت مسمى "البريميرليج"، لم يتوقع أحد على الإطلاق أن يكون بلاكبيرن هو الحصان الأسود لهذه البطولة، لا سيما أنه صعد للبطولة في العام نفسه من دوري الدرجة الأولى.
في موسم 1993/1994، نجح بلاكبيرن بفضل الأموال الضخمة التي ضخها مالك الفريق وقتها جاك والكر في أن يصعد بشكل جنوني على سلم الترتيب لينافس على اللقب، ويخسره في النهاية لصالح مانشستر يونايتد، بينما احتل "الروفرز" المركز الثاني، وهو ما زاد من طموح الجماهير بإمكانية تحقيق معجزة طال غيابها منذ آخر لقب حققه النادي عام 1914.
وبالفعل، نجح نادي بلاكبيرن بقيادة الأسطورة الهجومية آلان شيرار في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 1994/1995، متفوقًا على مانشستر يونايتد بنقطة وحيدة، وسط فرحة جنونية من الأنصار.
ولكن بعد ذلك، تدهور الحال بالنادي بسبب رحيل العديد من النجوم وبعض الأزمات المالية، ليهبط لدوري الدرجة الأولى في 7 مايو 2012 بعد 11 موسمًا متتاليًا عاشهم في الدوري الممتاز.
ديبورتيفو لاكورونيا
سيظل موسم 1999/2000 محفورًا في ذاكرة نادي ديبورتيفو لاكورونيا؛ إذ إنه الموسم الذي شهد تتويجه بلقبه الوحيد على صعيد الدوري الإسباني، ليدخل التاريخ باعتباره أول فريق يحقق الليجا في الألفية الحالية.
الظفر بالدوري لم يكن بالأمر السهل، ولكنه جاء أيضًا نتيجة توافر عدة عوامل أبرزها بالطبع اللاعبون، الذين لم يكن أحد منهم بالشهرة الكبيرة في ذلك الوقت، فضلاً عن محاولات الفريق المستمرة منذ بداية التسعينيات لتحقيق اللقب، وهو ما يظهر في حصوله على وصافة الجدول في أعوام 1994 و1995، فضلاً عن الفوز بكأس ملك إسبانيا 1995، قبل أن تأتي لحظة المجد لجيل كان يقوده المدافع المغربي الشهير نور الدين نيبت، التي شهدت الظفر بلقب الليجا الوحيد في تاريخه بفارق 5 نقاط عن كل من برشلونة وفالنسيا.
واصل ديبورتيفو تواجده بين الكبار بعد ذلك، وحصل على وصافة الدوري في عامي 2001 و2002، إضافة إلى الفوز بالكأس عام 2002، والتواجد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا سنة 2004، غير أن الانهيار بدأ لاحقًا بعد مغادرة كبار النجوم للنادي، ليهبط الفريق في عام 2011، وعلى الرغم من عودته الحالية فإن أقصى طموحه بات ضمان البقاء ضمن أندية النخبة.
aXA6IDMuMTQ0LjkyLjE2NSA= جزيرة ام اند امز