لم يكن أحد ينتظر أن تتحول الليلة التي يقضيها السائحون في باريس إلى هذه المجزرة الدموية.. روايات من موقع الحادث
كان من المفترض أن تكون ليلة جمعة عادية في وسط باريس يشاهد فيها السكان وزوار العاصمة الفرنسية عرضًا فنيًّا، أو يتناولون وجبة أو يسقطون عن كاهلهم هموم الأسبوع.
لكن وللمرة الثانية في أقل من سنة تتساءل فرنسا والعالم كيف يمكن أن تقع مذبحة في قلب هذه المدينة المحبوبة، وفي مواقع مختلفة من بينها قاعة للحفلات الموسيقية على بعد مئات الخطوات عن موقع هجوم مميت على صحيفة "شارلي إبدو" الساخرة في يناير.
وقالت كاترينا جياردينو وهي إيطالية تقطن باريس: "بينما كنا في طريقنا إلى سيارتنا رأينا العشرات يهرعون للخروج من باتاكلان"، في إشارة إلى مسرح يعود إلى القرن التاسع عشر تحول إلى قاعة للعروض الموسيقية وقتل فيه مسلحون متشحون بالسواد قرابة مائة شخص بشكل ممنهج.
وأضافت جياردينو بينما كانت تجلس بجوار صديق لها وتتذكر خروج شاب من القاعة وعلى قميصه بصمة كف بالدماء "كانت الدماء تغطي الكثيرين منهم وكان الناس يصرخون".
وسمع دوي الانفجار الأول أمام استاد فرنسا وهو الاستاد الرياضي الوطني، حيث كانت تقام مباراة دولية في كرة القدم بين فرنسا وألمانيا في حضور الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند، وسمع جمهور المباراة صوت انفجار ثان بعد ذلك بدقيقتين تقريبًا.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها حتى الآن، لكن شهودًا في قاعة باتاكلان الموسيقية سمعوا القتلة يرددون هتافات إسلامية ويدينون الدور الذي تلعبه فرنسا في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش في سوريا.
وداخل القاعة كان فريق الروك الأمريكي ايجلز اوف ديث ميتال يحيي حفلة للترويج لألبومه الموسيقي الرابع عندما بدأ الجمهور يشعر بأن شيئًا ما ليس على ما يرام.
وقال جوليان بيرس وهو صحفي في إذاعة أوروبا 1، وكان في المسرح وقت الهجوم "التفتت ورأيت أحد هؤلاء المهاجمين كان صغيرًا جدًّا في السن ربما في العشرين من عمره، وله لحية صغيرة".
وتابع "ظننا في أول الأمر أن ما حدث جزء من العرض... ألعاب نارية أو ما إلى ذلك، لكن عندما التفتت ورأيته مسلحًا ببندقية، ورأيت النيران تخرج من فوهة السلاح أدركت أنها ليست مزحة" وعندما توقف المسلح عن إطلاق النار لإعادة تزويد السلاح بالذخيرة تمكن بيرس من التسلل من جانب المسرح والخروج من أحد منافذ الخروج، لكن شهودًا وصفوا كيف لم يحالف هذا الحظ السعيد آخرين.
وقال شاب يبلغ من العمر 22 عامًا خرج من باب المسرح فيما بدأ ثلاثة مسلحين في إطلاق النار العشوائي على الموجودين بالداخل "كان الناس يسقطون كقطع الدومينو".
وأضاف الشاب الذي قال إن اسمه تون وإنه هرع للهروب من المكان "كان أحدهم يضع قبعة كبيرة وكانوا جميعًا متشحين بالسواد".
aXA6IDMuMTQ1LjU5Ljg5IA== جزيرة ام اند امز