أول مفتشة قضائية بالأردن: المرأة أكثر تميزًا من الرجل
إحسان بركات عملت كمحامية لمدة 15 عامًا، وكقاضية 14 عامًا، وتعمل حاليًا مفتشًا قضائيًّا من بين 6 مفتشين في المملكة الأردنية.
لم يعد العمل في السلك القضائي الأردني حكرًا على الرجال، فأصبحت المرأة تلعب دورًا أساسيًا من خلال المشاركة به واعتلاء المناصب المهمة، فالعمل الحثيث ودرجات العلم العالية من أهم الأسس لتطور من يريد أن يثبت ذاته في هذا المجال.
المفتش القضائي احسان بركات تعتبر من أبرز الشخصيات النسائية التي رسمت وما زالت تبني نهجًا واضحًا لها في القضاء الأردني، وتعمل حاليًا مفتش قضائي من بين 6 مفتشين في المملكة، واعتلت هذا الموقع منذ عام 2014 وحتى الآن، ووصلت لمواقع متألقة تحدت بها تابوهات المجتمع حول قدرة المرأة على التطور، فالتحديات في الانخراط في المناصب القيادية القضائية كثيرة، في مجتمع ما زال يحمل في باطنه منطقًا ذكوريًّا، ويصعب عليه تقبل تقييمات صادرة من امرأة، ولكن بعد رصد مجموعة المناصب التي تولتها بركات تبين أنها تملك القدرة التامة والعمل المتقن.
بركات تسرد لـ"العين" حكاية النجاح التي خطتها بجهدها ومؤازرة عائلتها، فتقول: "وصلت إلى هذه المرتبة بعد سنوات من العمل الحثيث في مهنة المحاماة، فأنا من مواليد عام 1964، ودرست القانون في الجامعة الأردنية، وتزوجت من محام، ولدي الآن ابنتان، وكان التطور في عملي الهدف الأساسي الذي أسعى له، وبين العمل والأمومة سنوات رسمت خطوطها على جبيني، لكن بفضل الله حصدت جهدي ولم يذهب هباء منثورًا".
وتشرح طبيعة عمل المفتش القضائي قائلة: "يكمن تخصص المفتش القضائي بالتفتيش على أعمال المحاكم وتقييم أداء القضاة بمعظم درجاتهم، وهو عمل دقيق وسري ويحتاج لجهد وتركيز عالٍ، وهو عمل في غاية الصعوبة، فالمفتش القضائي لديه مهام كثيرة من بينها التحقيق بالشكاوى المقدمة بحق قضاة المحاكم، أو قضاة التنفيذ، أو أعضاء النيابة العامة، أو مساعدي المحامي العام المدني، أو جميع الموظفين في مختلف دوائر وأقسام المحاكم، والتي تحال لنا من رئيس المجلس القضائي المقدمة من المحامين أو الجمهور، وأيضًا نعمل على تقييم أعمال القضاة من حيث حسن تطبيق القانون واستيفاء إجراءات التقاضي والإثبات وأسباب التأجيل والمدة التي استغرقها فصل الدعوى، واستيفاء القرارات والاحكام لأسبابها وعللها، وسلامة النتائج التي تم الوصول إليها، وتحديد نسبة الفصل السنوي للقاضي، إضافة إلى التفتيش على دوائر النيابة العامة ودوائر التنفيذ ودائرة المحامي العام المدني ودوائر الكاتب العدل وموظفي المحاكم".
يوجد في الأردن ما يقارب ألف قاضي بكل الدرجات، وتبلغ نسبة مشاركة المرأة في السلك القضاء 18% من العدد الكلي، أي 176 قاضية بتخصصات متعددة، وهي نسبة آخذة بالزيادة بفضل العلم وتغير نظرة المجتمع التدريجية، وإتاحة الدولة الأردنية الفرص للمرأة.
عملت بركات كمحامية لمدة 15 عامًا، وكقاضية لـ14 عامًا، ولديها خبرة واسعة، وتجد طريق النجاح يقوم على عدة أسس من بينها الموضوعية، وعدم وجود ملاحظات خلال المسيرة المهنية قد تعيق من التطور.
بركات شغلت منصب قاضي استئناف في محكمة استئناف عمان، وهي أول قاضية أردنية شغلت منصب نائب عام عمان، ورئيسة محكمة بداية غرب عمان، وتقول: "شغلت منصب نائب عام في المملكة الهاشمية عام 2011، وهو موقع في غاية الحساسية، ويتضمن هذا المنصب تقييم أداء المدعين العامين والنظر في الأدلة والبينات التي تم جمعها على الفعل الجرمي الذي ارتكبه الجاني، فالنيابة تمثل الحق العام، وكانت هذه المهمة صعبة؛ لأن الفترة التي تسلمت بها هذا الموقع كانت الدول العربية تعاني مما يسمى الربيع العربي، والأردن لم يخل وقتها من المسيرات والاحتجاجات وغيرها، وفي ذلك الوقت تم إحالة مجموعة من القضايا الهامة ذات الطبيعة الخاصة إلى النيابة".
المرأة مؤهلة
تؤكد بركات أن المرأة في هذا الوقت أصبحت مهيأة وقادرة على تولي كافة المناصب على الإطلاق، بسبب قدرتها واجتهادها وتميزها، وتعمقها في العلم، بل تذهب إلى القول إن المرأة تتميز عن الرجل بمجموعة صفات، من بينها قدرتها على تحمل عدد من المسؤوليات في ذات الوقت، واهتمامها بأن يكون عملها متقن ويركز على الجزئيات والتفاصيل، فقد تكون أم متميزة في أمومتها، وفي نفس الوقت امرأة عاملة ويشهد لها في إخلاصها بالعمل.
تروي الصعوبات التي واجهتها: "لم أصل إلى هذه المواقع بسهولة، وخاصة أني متزوجة ولدي مسؤوليات تجاه عائلتي، أذكر أنني في بعض الأيام لم أكن أنام إلا ساعات قليلة، حتى لا أشعر أنني لم أؤد الواجبات المطلوبة مني بالشكل الأمثل، وعملي الآن تكمن صعوبته في الانتقال بين المحافظات لتأدية المهام، وأيضًا التحقيق ليس مع القضاة فقط بل مع أعوانهم مثل الكاتب والطابعة وغيرهم".
نصيحة
تنصح بركات الأم بأن تكون القدوة الحسنة لأطفالها فهي الأساس في تهيئة الطفل للعالم وتطوير شخصيته أو تهميشها، وتقول: "عائلتي لعبت دورًا مهمًا في تنمية شخصيتي وصقلها، فأمي -رحمها الله- كانت معلمة متميزة، وتعاونت هي وأبي -أطال الله في عمره- على تعليمنا جميعًا، فلدي سبعة إخوة وجميعنا متعلمين، واتبعت نفس الأسلوب في تربية بناتي، والآن ابنتي الكبرى سهام، تدرس الحقوق في لندن في جامعة لندن، وانتظر ابنتي الصغرى علا أن تنهي التوجيهي الدولي لتلتحق بالجامعة".
aXA6IDMuMTQ1Ljg5Ljg5IA== جزيرة ام اند امز