مصر: الكونجرس الأمريكي قلق من الأوضاع في سوريا وليبيا
وزير الخارجية: على ليبيا قيادة جهود مكافحة "داعش"
أعضاء من الكونجرس الأمريكي ومجلس الشيوخ عبروا عن قلقهم إزاء الأوضاع المتدهورة في سوريا وليبيا
قالت مصر إن الكونجرس الأمريكي قلق بشأن ما آلت إليه الأوضاع في سوريا وليبيا، كما أن ليبيا في حاجة إلى تشكيل حكومة موحدة، قبل أن تختار الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون التدخل العسكري ضد آلاف من مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي في البلاد.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري: إنه يتعين على ليبيا قيادة جهود مكافحة التنظيم الإرهابي "داعش"، وإن هذه عملية يجب أن تكون بقيادة ليبية"، لكنه أقر بأن جهود تشكيل حكومة واحدة من حكومتين متنافستين في ليبيا "صعبة".
وناقش مسؤولون أمريكيون شن ضربات جوية في ليبيا، أو نشر قوات أمريكية خاصة، لكنهم يقولون إن أي حملة عسكرية لن تكون قبل أسابيع أو حتى أشهر.
وأكد شكري -في مقابلة مع "رويترز"- أن التدخل الدولي دون موافقة ليبية قد يأتي بنتائج عكسية، وقال "أعتقد أننا جميعًا ندرك أن هذه مسألة يجب أن يتعامل معها الليبيون في المقام الأول."
ورفض" شكري" الانتقادات المتزايدة لسجل حقوق الإنسان في مصر، مشيرًا إلى أنه يعترض على "التعميم الواسع واستخدام أرقام غير مدققة أو لم يتم التحقق منها."
وأضاف وزير الخارجية المصري أن هناك بالتأكيد أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين في السجن يواجهون المحاكمة لارتكاب أعمال وأنشطة خارج إطار القانون.
وتابع شكري قائلا: "نقوم بذلك في إطار نظام قضائي دون أي لجوء إلى إجراءات خارج نطاق القضاء."
على صعيد متصل، أجرى "شكري" في العاصمة الأمريكية واشنطن لقاءات مكثفة مع رؤساء وأعضاء اللجان الرئيسية بالكونجرس الأمريكي.
والتقى الأربعاء رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وزعيم الأقلية الديمقراطية باللجنة، وزعيم الأقلية بلجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ، والسيناتور جون ماكين رئيس لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ وغيرهم.
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبوزيد: إن اللقاءات استهدفت بالأساس شرح حقيقة ما تمر به مصر من تطورات وعملية تحول في المجالين السياسي والاقتصادي، واستعراض لأهم التحديات القائمة، لا سيما في المجال الأمني والاقتصادي.
واعتبر " أبوزيد" -في بيان، وصل بوابة "العين" الإخبارية نسخة منه- أن محادثات شكري مع أعضاء الكونجرس اتسمت بقدر كبير من الإيجابية والرغبة المتبادلة في تحقيق المزيد من التفاهم والتقارب بين مصر والولايات المتحدة، وتجاوز مرحلة التوتر التي خيمت على العلاقات في بعض مراحل السنوات الأخيرة.
وحول التحول الديمقراطي وملف حقوق الإنسان في مصر وتأثيرهما السلبي على بعض مناحي العلاقات المصرية الأمريكية قال "شكري": إن الإرادة السياسية المصرية في عملية التحول الديمقراطي ثابتة ولا رجوع عنها، وإن الشعب المصري الذي قام بثورتين على مدار خمسة أعوام ليطالب بحقوقه يعلم جيدًا طريقه ووجهته، وإن صوت الشعب المصري لا يمكن تكميمه بأي حال من الأحوال.
واسترشد وزير الخارجية المصري بالحرية الكاملة التي يتعامل بها الإعلام المصري مع الأوضاع الداخلية، وحرية حركة المجتمع المدني، وقال: "لدينا 48 ألف منظمة غير حكومية تعمل بكامل الحرية".
وعن الأوضاع في سوريا وليبيا، قال "شكري": لاحظنا القلق المتزايد من جانب قيادات الكونجرس المعنيين بموضوعات العلاقات الخارجية والدفاع والاستخبارات والاعتمادات تجاه الأوضاع في سوريا، وما يمكن أن تؤول إليه خلال المرحلة المقبلة.
كما أبدى أعضاء الكونجرس قلقهم من احتمالات الانهيار الكامل للوضع في ليبيا، وقضية مكافحة الإرهاب بكافة جوانبها.
ويزور سامح شكري واشنطن منذ الأحد الماضي، وأجرى خلالها مقابلات مع مسؤولين أمريكيين على رأسهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
ويشعر مسؤولون أمريكيون في مجال مكافحة الإرهاب بالقلق من توسع فرع تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا؛ حيث حشد آلاف المقاتلين واستولى على قطاع ساحلي يشمل مدينة سرت، علاوة على مهاجمة البنية التحتية النفطية.
وغرقت ليبيا في حالة من الفوضى في أعقاب الانتفاضة التي أطاحت بحكم معمر القذافي، بمساعدة حملة جوية بقيادة حلف شمال الأطلسي في 2011.
وعلى الرغم من الاتفاق الذي وقع في ديسمبر/كانون الأول أخفقت الحكومتان المتنافستان في ليبيا في وضع الترتيبات النهائية لحكومة الوفاق الوطني.