فرشاة الأسنان الكهربائية تضر الأسنان وتدمر اللثة
فرشاة الأسنان الإلكترونية يتجاوز عدد الذبذبات فيها 8 آلاف للدقيقة الواحدة، وعلى الرغم من ارتفاع أسعارها التي تتعدى 170 جنيها إسترلينيا.
يرغب الكثيرون في الحصول على أسنان بيضاء ونظيفة، لا سيما ذلك الشعور الإيجابي بالانتعاش والجمال الذي تضفيه بعض الأدوات، كاستخدام فرشاة الأسنان الكهربائية مع معجون الأسنان الخاص بها، غير مدركين للأضرار التي قد تسببها فيما بعد على صحة الأسنان واللثة.
ونشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقريراً حول إحدى الحالات، التي دفعت ثمن استخدامها لهذا النوع من فرش الأسنان، وهي البريطانية ناتاشا فيجيل (40 عاما)، التي اضطرت منذ ثلاث سنوات لاستبدال فرشاة أسنانها اليدوية بأخرى كهربائية.
وكانت ناتاشا تقوم على رعاية سيدة كبيرة مصابة بالشلل الدماغي في ذلك الوقت، وكانت تراها تستخدم هذه الفرشاة في تنظيف أسنانها، ودهشت من النتائج الفورية التي تحققها هذه الفرشاة وطريقة تنظيفها للأسنان بكل سهولة ويسر.
وقامت فيجيل بشراء هذه الفرشاة، لتستخدمها مرتين يومياً، حتى بدأت تشعر بتغيرات معينة أثارت قلقها، مثل تراجع اللثة عن مستوى الأسنان الأمامية في الفك السفلي بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى الحساسية المفرطة عند تناول أي شيء ساخن أو بارد، فسرعان ما تشعر بالألم الشديد، لدرجة تدفع عيناها لذرف الدموع.
واعتقدت فيجيل في بادئ الأمر أن ذلك الألم بسبب تسوس في الأسنان أو بسبب حدوث خراج، حتى علمت بتشخيص الطبيب الذي أرجع السبب إلى استخدام الفرشاة الكهربائية والإفراط في استخدامها لمدة تتجاوز الدقيقتين خلال المرة الواحدة، ولعلاج ذلك الأثر قام الطبيب بملء المناطق المتضررة والتي تآكلت طبقة الأمينا فيها، بالحشو الذي كلفها أكثر من 50 جنيها إسترلينيا.
ولا تعد حالة ناتاشا الحالة الوحيدة، فقد لوحظ في الفترة الأخيرة إقدام الكثيرين على شراء فرشاة الأسنان الإلكترونية التي يتجاوز عدد الذبذبات فيها 8 آلاف للدقيقة الواحدة، وعلى الرغم من ارتفاع أسعارها التي تتعدى 170 جنيها إسترلينيا، يوصي الأطباء بعدم استعمالها، والعودة إلى فرشاة الأسنان اليدوية التقليدية.
ويقول طبيب تجميل الأسنان، بيتا سالك حدادي، في لندن: "كل يوم يتزايد عدد المرضى الذين يعانون من التسوس أو مشاكل اللثة، وغالباً يكون السبب في ذلك هو سوء استخدام تلك المواد الكهربائية، مما يسبب أضرارا للأسنان".
يذكر أن الطبيب السويسري فيليب فوج اخترع فرشاة الأسنان الكهربائية عام 1954، وصنفت كأحد الابتكارات الطبية العظيمة، نظراً لفوائدها الكبيرة في إزالة طبقات البلاك والجير من على الأسنان، وتقليل حالات التهاب اللثة التي غالباً ما تكون سبباً في فقدان الأسنان بنسبة تصل إلى 17% كل 3 أشهر.
وتقول الطبيبة سيما باتيل إن الأضرار غالباً ما تنتج بسبب الاستخدام الخاطئ للفرشاة الكهربائية، فبالكاد ما نرى شخصا يستخدمها بالشكل الصحيح، موضحة أن تمرير الفرشاة الكهربائية على سطح الأسنان وبزاوية حوالي 45 درجة من اللثة، هو الاستخدام المطلوب لتحقيق الفوائد.
وتتابع أن أغلب الأشخاص يستخدمون الفرشاة الكهربائية على نفس طريقة استخدامهم للفرشاة اليدوية، مما يسبب تآكل طبقة الأمينا وتراجع اللثة وانحسارها جزئياً، مما يسبب حساسيتها على المدى البعيد.
وعندما تتآكل طبقة المينا، فإنها تختفي للأبد، حيث لا يكون هناك سبيل لإصلاحها أو إعادة نموها، إلا باستخدام الحشو أو تغيير موضع اللثة، الذي عادة ما يكون مكلفا وغير مريح.
وينصح طبيب الأسنان إديث مورير بوسينك، الأشخاص إما بتعلم الآلية الصحيحة لاستخدام الفرشاة الكهربائية، أو استخدام فرشاة الأسنان اليدوية، وانتقاء الفرشاة ذات الشعيرات الناعمة التي يمكنها الدخول بسهولة لتجاويف الأسنان واللثة لتنظيفها.