تشكيل حكومة انتقالية في سوريا خلال ستة أشهر وانتخابات خلال 18 شهرًا
محادثات فيينا.. جدول زمني للانتخابات في سوريا وخلاف على مصير الأسد
جون كيري يعاود انتقاد سياسة بشار الأسد ويصفه بـ"غير المناسب ليكون قائدًا لبلاده"
اتفق المشاركون في محادثات فيينا حول الحرب في سوريا، التي خيمت عليها هجمات باريس، اليوم (السبت)، على جدول زمني لإجراء انتخابات في سوريا، إلا إنهم لا يزالون مختلفين بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وهيمنت موجة الهجمات التي هزت العاصمة الفرنسية وخلّفت 129 قتيلا على الجولة الثانية من المحادثات الهادفة إلى إنهاء الحرب في سوريا، ودفعت ممثلي 20 دولة ومنظمة إلى إيجاد أرضية مشتركة رغم الخلافات العميقة بينها.
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، إن المشاركين في المحادثات اتفقوا على جدول زمني محدد بشأن سوريا يؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية في هذا البلد خلال ستة أشهر، وإجراء انتخابات خلال 18 شهرًا.
وأضاف شتاينماير: "لا أحد يكذب على نفسه بشأن الصعوبات التي نواجهها، ولكن التصميم على إيجاد حل أحرز تقدما خلال 14 يوما"، أي منذ الجولة الأولى من المحادثات التي جرت في فيينا.
وجاء في بيان ختامي أعقب المحادثات، أن الهدف هو عقد لقاء بين ممثلي النظام السوري وممثلين من المعارضة بحلول الأول من كانون الثاني/ يناير.
وذكر وزير الخارجية الأميركي جون كيري: "يجب أن يرافق هذه العملية السياسية وقف لإطلاق النار. وسيساعد ذلك على إنهاء سفك الدماء بالسرعة الممكنة، وسيساعد بسرعة على تحديد من يريد أن يتم اعتباره إرهابيًّا ومن لا يريد ذلك".
وتابع: "لا شك في أن عزمنا أصبح أقوى بعد هذه الوحشية المطلقة"، في إشارة إلى الهجمات التي هزت باريس وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنها.
دماء سوريا تمتد إلى كل الدول
أدت الحرب المستمرة منذ نحو خمس سنوات في سوريا إلى مقتل 250 ألف شخص، وأسفرت عن أزمة لاجئين في أوروبا، وقادت إلى ولادة تنظيم داعش، الذي استهدف العديد من الدول المشاركة في مفاوضات فيينا.
وقال جون كيري: "تأثير هذه الحرب يمتد إلى جميع الدول سواء على شكل تدفق المهاجرين اليائسين الباحثين عن ملجأ، أو المقاتلين الأجانب الذي يتوجهون إلى سوريا، أو المقاتلين المتطرفين الذين يعيشون بيننا، وقد سممت عقولهم دعاية وأكاذيب داعش".
وذكر شهود عيان أن المسلحين الذين شنوا هجمات باريس انتقدوا فرنسا لتدخلها العسكري ضد متطرفي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وتعهد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في فيينا بأن فرنسا لن تُوقف "تحركها الدولي"، مشددا على أن الاعتداءات أكدت ضرورة "زيادة التنسيق الدولي في القتال ضد داعش".
ووافقه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي أكد أن الهجمات "لا تبرر" تخفيف استهداف الجهاديين المتطرفين مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وأكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني، أن الدول المشاركة في محادثات فيينا "عانت جميعها تقريبًا من نفس الآلام ونفس الإرهاب"، مشيرة إلى كارثة الطائرة الروسية التي تحطمت في مصر مؤخرا، والتفجيرات الانتحارية التي شهدتها بيروت وتركيا.
واتفقت تلك الدول على أن تقود الأمم المتحدة المشاورات لتحديد حيثيات وقف إطلاق النار، الذي لن يشمل العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات التي لم تحدد بعد. كما اتفقت على إجراء الانتخابات طبقا لدستور جديد بإدارة الأمم المتحدة.
دور بشار الأسد
لم يتفق المجتمعون على مصير الرئيس السوري بشار الأسد. وتطالب دول غربية وعربية بتنحيه للسماح لحكومة انتقالية بتوحيد البلاد خلف عملية تصالحية وهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.
إلا أن روسيا التي تشن غارات جوية ضد جماعات معارضة سورية مسلحة منذ أواخر أيلول/ سبتمبر، تقف مع الأسد وإيران التي لا ترغب في هيمنة السُّنّة على سوريا.
وقال وزير الخارجية الأميركي: "من الواضح أننا لم نتفق في فيينا اليوم على جميع القضايا المتعلقة بسوريا. فما زلنا نختلف حول قضية مصير الأسد، ولا يمكن لهذه الحرب أن تنتهي ما دام بقي الأسد".
ولفت كيري إلى أن تصريحات الأسد إثر اعتداءات باريس التي انتقد فيها سياسة فرنسا، تُظهر أنه "غير مناسب ليكون قائدا لبلاده".
aXA6IDE4LjE4OC45MS4yMjMg جزيرة ام اند امز