فولكسفاغن لن تعوض ضحاياها في أوروبا
عكس زبائنها الأمريكان، استغلت فولكسفاغن هامش المناورة في القوانين الأوروبية وقررت الاكتفاء بسحب سياراتها في أوربا دون التعويض
كشف مسؤول في شركة فولكسفاغن الألمانية، عن أن السيارات المعنية بفضيحة الغش في المحركات، لن يعوض أصحابها في أوروبا لأن القوانين لا تفرض ذلك، عكس تلك المسوقة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح جاك ريفوال رئيس فولكسفاغن فرنسا، خلال جلسة استماع في البرلمان الفرنسي، أن الوضع مختلف بين أوروبا والولايات المتحدة، إذ سيتم في دول الأولى سحب السيارات لإعادة تأهيلها وفي الثانية تعويض الزبائن على الضرر الذي لحق بهم بعد اكتشاف فضيحة الغش في محركات السيارات.
وفصّل ريفوال أسباب ذلك قائلا: "التشريعات والقوانين تختلف بين ضفتي المحيط الأطلسي، ففي الولايات المتحدة، تحديد انبعاث أكسيد الآزوت من عوادم السيارات هو شرط تعاقدي في عملية البيع، بينما في أوربا ليس كذلك وهو ما جعلنا نعتبر أن الإشكال الحاصل في المحركات ليس ضررا يستوجب التعويض بل يتطلب الإصلاح فقط".
وتابع يقول: "لهذا السبب لم يكن ممكنا لفولسفاغن في الولايات المتحدة اللجوء إلى الحل التقني لمعالجة الإشكال، في حين يمكننا في أوربا القيام بسحب السيارات وإعادة تأهيلها".
وأبرز ريفوال أن السيارات المعنية في أوربا بالسحب، هي تلك التي تحتوي على محركات 1.2 و1.6 لتر ديزل والتي تخضع للمعيار الأوروبي يورو5، مشيرا إلى أن مدة عملية إعادة التأهيل تختلف من نوع لآخر لكنها لن تفوق 45 دقيقة في أكثر الحالات تعقيدا.. وأضاف العملية ستطال نحو مليون سيارة في فرنسا لوحدها.
وكان الصانع الألماني العملاق لصناعة السيارات، قد أقرّ في سبتمبر أيلول من العام الماضي، بوضع برنامج معلوماتي في محركات الديزل لنحو 11 مليونا من سياراته للغش في اختبارات مكافحة التلوث، وذلك بعد اكتشاف الفضيحة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وشكلت هذه الفضيحة صدمة مدوية للألمان الذين يعتبرون فولسفاغن مفخرة وطنية، في بلد يمثل فيه قطاع صناعة السيارات 20% من الصادرات و14% من إجمالي الناتج الداخلي، ويبلغ عدد موظفي الصانع الأول في ألمانيا 600 ألف في العالم وينتج 12 نوعا من الشاحنات والسيارات.
وبلغت فولكسفاغن -التي تعني بالألمانية سيارة الشعب- مرتبة متقدمة عالميا، حيث سوقت العام الماضي 9.93 مليون سيارة وكادت أن تتجاوز تويوتا اليابانية لولا أن الفضيحة أطاحت بها من المرتبة الأولى في الثلث الأخير من سنة 2015.