ترحيب دولي "حذِر" باتفاق ميونخ والمعارضة السورية تطعن بصحته
اتفاق ميونخ الذي توصلت إليه المجموعة الدولية لدعم سوريا أول أمس لقي ترحيبًا دوليًّا "حذِرًا" وسط دعوات إلى الإسراع في تنفيذ بنوده
لقي اتفاق ميونخ الذي توصلت إليه المجموعة الدولية لدعم سوريا أول أمس، ترحيبًا دوليًا "حذِرًا" وسط دعوات إلى الإسراع في تنفيذ بنوده، فيما ظهرت تصريحات من قبل المعارضة السورية تطعن في صحته.
وتنص خطة العمل التي أسفر عنها اجتماع ميونخ وحضره ممثلو حوالي 20 دولة ومنظمة دولية، على ثلاثة بنود رئيسية تنص على وقف إطلاق النار في سوريا، واستئناف محادثات السلام، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق المحاصرة.
كما تضمن اتفاق ميونخ، وقفًا للأعمال العدائية عبر سوريا -بناء على مقترح روسي- سيتم تنفيذه ابتداء من الأسبوع المقبل على أن تقام مجموعة عمل بقيادة الولايات المتحدة وروسيا للتعامل مع التفاصيل المتعلقة بالاتفاق في التقليل من العنف ووقف إطلاق النار مستقبلا في سوريا.
ووافقت جميع الأطراف المشارِكة على فتح قنوات لتقديم مساعدات إنسانية إلى المحتاجين إليها في سوريا خلال هذا الأسبوع، وكذا تم التوافق على أن يتم العمل على بدء محادثات السلام السورية من جديد في جنيف بـ"أسرع ما يمكن".
وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير من جانبه رحب بالاتفاق، إلا أنه اعتبر أنه "لا يمكن الحكم على نجاح الاتفاق إلا خلال الأيام القادمة"، مضيفا "سيكون بمقدورنا فقط رؤية ما إذا كانت هناك انفراجة خلال الأيام القليلة المقبلة".
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إنه "إذا نفذ بالكامل وبشكل مناسب، فإن هذا الاتفاق سيكون خطوة مهمة نحو تخفيف حدة القتل والمعاناة في سوريا"، إلا أنه اعتبر أن "وقف العمليات القتالية في سوريا لن ينجح إلا إذا أوقفت روسيا ضرباتها الجوية".
كذلك ربط وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان، مصير نجاح خطة السلام التي أقرّها اجتماع ميونخ، بالتزام روسي للضربات الجوية التي يشنها في سوريا.
وقال لو دريان في مؤتمر أمني في ميونيخ "يمكن لاتفاق الليلة الماضية أن يسمح بتحقيق تقدم إذا أفضى إلى وقف إطلاق النار، وإذا أدى إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية بوجه عام وشمل وقف عمليات القصف دون تمييز التي ينفذها النظام السوري وروسيا".
محادثات جنيف مجهولة المصير
من جهته، قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا حريص أشد الحرص على عقد جولة جديدة من محادثات السلام بعد أن اتفقت القوى الكبرى على ضرورة الإسراع بوقف القتال، لكنه أشار إلى أن خطط استئناف المحادثات لا تزال "غائمة".
وكان دي ميستورا قد علق فجأة الجولة الأولى من المحادثات بين الأطراف السورية قائلا إن هناك حاجة للقيام بمزيد من العمل من قبل القوى الكبرى التي ترعى المحادثات، معبّرًا عن أمله في استئناف الحوار في جنيف بحلول 25 فبراير/شباط الجاري.
تأييد تركي
بدوره قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، على حسابه على تويتر، إن الاتفاق بين القوى الكبرى على وقف القتال في سوريا من أجل السماح بوصول المساعدات الإنسانية "خطوة مهمة" للتوصل إلى حل للأزمة.
وأضاف أنه يتعين على أطراف الصراع "اغتنام الفرصة" التي يوفرها الاتفاق لوقف الضربات الجوية والتوقف عن استهداف المدنيين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
اتفاق زائف
إلا أن المنسق العام لهيئة المفاوضات العليا المعارضة، السيد رياض حجاب، طعن بصحة اتفاق وزير الخارجية الأمريكي ونظيره الروسي والذي يقول "بوقف المعارك في سوريا".
وقال للصحفيين عقب المؤتمر: "ما صدر عن بيان كيري ولافروف، لم يتم الاتفاق عليه إطلاقًا ولم نوافق عليه البتة".
وأردف "نحن نرفض وقف إطلاق النار طالما بقي الرئيس السوري على رأس السلطة، وطالما أن هناك قوات إيرانية وميليشيات إيرانية تقاتل في سوريا".
وأضاف حجاب أن اتفاق ميونخ لا يشمل اتفاق وقف إطلاق النار على مواقع تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرها من الجماعات المتشددة، هذا يعني أن حوالي ثلاثة أرباع سوريا لا يشملها الاتفاق المزعوم، بسبب تداخل مناطق نفوذ الفصائل المعتدلة مع مناطق داعش والنصرة، سواء في ريف حلب الشمالي أو في الجنوب السوري أو في الغوطة الشرقية".
وعن تصريح عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، السيد سالم المسلط، القائل "نحن بحاجة إلى آلية تنفيذية على الأرض"، قال حجاب إن هذا التصريح جاء خلال مؤتمر صحفي بعيد اجتماع كيري ولافروف، مضيفًا أن وفد المعارضة غادر مكان الاجتماع قبل إيضاح جميع البنود وقبل إعلان البيان النهائي.
وتوصلت الولايات المتحدة وروسيا وأكثر من 12 دولة أخرى لاتفاق في ميونيخ في ساعة مبكرة اليوم نص على وقف العمليات القتالية ويهدف إلى تمهيد الطريق لانتقال سياسي في سوريا.
aXA6IDMuMTQ5LjIzMS4xMjIg جزيرة ام اند امز