تركيا تقصف الأكراد في ريف حلب.. وواشنطن تدعوها للتوقف
المدفعية التركية تستهدف مناطق سيطر عليها المقاتلون الأكراد في ريف حلب شمالي سوريا، فيما دعت واشنطن أنقرة للتوقف عن القصف
استهدفت المدفعية التركية، السبت، مناطق سيطر عليها المقاتلون الأكراد خلال الأيام الماضية في ريف حلب الشمالي في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصدر كردي، فيما دعت الولايات المتحدة أنقرة إلى التوقف عن القصف.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: إن "القوات التركية قصفت أماكن خاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية في ريف أعزاز وريف حلب الشمالي، حيث استهدف القصف قرية المالكية ومنطقة منغ التي سيطرت عليها الوحدات الكردية قبل نحو يومين، بالإضافة إلى منطقة عفرين".
من جهته، أكد مصدر في وحدات حماية الشعب الكردية لفرانس برس، استهداف المدفعية التركية قرية المالكية ومطار منغ العسكري الذي سيطر عليه المقاتلون الأكراد في 11 فبراير/شباط الجاري.
ويأتي القصف المدفعي التركي بعد إعلان رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، أن بلاده ستتحرك عسكريًّا عند الضرورة ضد وحدات حماية الشعب الكردية، الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي تصنفه أنقرة "إرهابيًّا".
وبموازاة تقدم الجيش السوري بغطاء جوي روسي في ريف حلب الشمالي منذ بدء هجومه بداية الشهر الحالي، تقدمت وحدات حماية الشعب الكردية بدورها في مناطق عدة.
وتمكن المقاتلون الأكراد والمتحالفون معهم من العرب من السيطرة على مدينة منغ ومطارها العسكري بعد اشتباكات عنيفة استمرت أيامًا عديدة.
من جانبها، دعت الولايات المتحدة أنقرة إلى التوقف عن قصف مواقع الأكراد والنظام في شمال سوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيري -في بيان له-: "لقد دعونا الأكراد السوريين وقوات أخرى تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إلى عدم استغلال الفوضى السائدة للسيطرة على مزيد من الأراضي.. لقد رأينا أيضًا تقارير بشأن قصف مدفعي من الجانب التركي للحدود، ودعونا تركيا إلى وقف هذا القصف".
وأضاف "نحن قلقون إزاء الوضع في شمال حلب.. ونعمل على وقف التصعيد من كل الأطراف".
وتأتي هذه الدعوة الأمريكية إثر إعلان أنقرة أن مدفعيتها قصفت مواقع للنظام السوري وأخرى لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في شمال سوريا، مؤكدة أن قصفها هو رد على تعرض الأراضي التركية لإطلاق نار.
ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء عن مصدر عسكري قوله إنه حسب قواعد الاشتباك قصفت القوات المسلحة التركية أهدافًا لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي على مشارف مدينة اعزاز في محافظة حلب، كما رد الجيش على نيران أطلقتها قوات النظام السوري على نقطة حراسة في محافظة هاتاي جنوب تركيا.
بدوره، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الضربات التي استهدفت حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وقال -كما نقلت عنه وكالة الأناضول، خلال زيارته مدينة ارزنجان التركية، في شرق البلاد-: "عملا بقواعد الاشتباك، قمنا بالرد على القوات الموجودة في اعزاز ومحيطها التي تشكل تهديدًا".
وفي إشارة على ما يبدو إلى حزب الاتحاد الديمقراطي، تحدث داوود أوغلو عن "مجموعة إرهابية تشكل فرعًا للنظام السوري ومتواطئة في الغارات الروسية ضد المدنيين".
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان مع مصدر في وحدات حماية الشعب الكردية أعلنا في وقت سابق السبت أن المدفعية التركية استهدفت مناطق خاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية في ريف حلب الشمالي، من بينها قرية المالكية ومطار منغ العسكري.