الصين في صدارة الدول الجاذبة للاعبي كرة القدم العالميين
الصين توجه استثماراتها بقوة في مجال كرة القدم لتصبح إحدى أهم وجهات لاعبي الكرة العالميين.
أصبحت الصين مستعدة للدخول بكامل ثقلها في خريطة كرة القدم العالمية، ولا توجد طريقة أفضل من جلب اللاعبين المحترفين عبر دفع الأموال الضخمة. لقد استحوذت الصين على أكبر أربع صفقات في موسم الانتقالات الشتوية الأخير، وعلى رأسها لاعب الوسط البرازيلي تيكسيرا والكولومبي جاكسون مارتينيز.
ومثّل انتقال لاعب كرة القدم البرازيلي أليكس تيكسيرا لصفوف جيانجسو سونينج الصيني، قادما من شاختار دونيتسك الأوكراني مقابل 50 مليون يورو، الصفقة الأغلى في تاريخ دوري العملاق الآسيوي.
وأعلن النادي الصيني قبل عشرة أيام التعاقد مع لاعب الوسط البرازيلي البالغ من العمر 26 عاما، والذي كان قد انضم إلى شاختار دونيتسك في ديسمبر 2009، ليرحل بعد مشاركته مع الفريق في 223 مباراة، سجل فيها 89 هدفا، وتوج بخمس بطولات للدوري الأوكراني وخمس أخرى لكأس السوبر المحلية.
ويدرب جيانجسو المدير الفني الروماني دان بتريسكو، وأنهى الفريق الموسم الماضي من الدوري الصيني في المركز التاسع، لكن النادي يسعى إلى تشكيل فريق قوي للموسم الجديد.
وأصبح تيكسيرا اللاعب الأغلى في تاريخ الدوري الصيني، بعدما تخطت قيمة صفقته تلك التي انتقل بها المهاجم الكولومبي جاكسون مارتينيز من أتليتكو مدريد إلى جوانجزو إيفرجراند، بطل الدوري المحلي في المواسم الخمسة الأخيرة، مقابل 42 مليون يورو (45 مليون دولار).
فبعد فترة محبطة استمرت لستة أشهر سجل فيها ثلاثة أهداف فقط في 22 مباراة رسمية، ترك مارتينيز فريقه الإسباني، الذي ينافس بقوة على الدوري الإسباني وكذلك دوري أبطال أوروبا.
وأكد المهاجم الكولومبي البالغ من العمر 29 عاما، والذي كان قد وصل لأتليتكو في يوليو 2015 قادما من بورتو البرتغالي مقابل 35 مليون يورو (38 مليون دولار): "لقد كان شرفا لي أن أكون بين صفوف هذا النادي، لكني أعتقد أن الوقت قد حان لكي أبدأ مرحلة جديدة في مسيرتي. لقد تحدثنا كثيرا خلال الأيام الماضية واتفقنا على أن رحيلي سيكون أفضل للجميع".
وشارك مارتينيز في 136 مباراة رسمية مع النادي البرتغالي طوال ثلاثة مواسم، وزار شباك الخصوم في 62 مناسبة، وخلال تلك المدة كان المهاجم الكولومبي هو هداف الدوري البرتغالي.
وفي مرحلته الجديدة، سيرتدي "تشا تشا تشا"، وهو لقب مارتينيز، قميص إيفرجراند، المتوج بآخر خمس بطولات للدوري في الصين وبطولتين لدوري الأبطال الآسيوي، للمواسم الأربعة القادمة، بقيادة المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري.
وذكرت مصادر بالنادي بطل الصين أن صفقة جاكسون ستفيد من أجل الترويج لشعاره وصورته على المستوى الدولي، وفي جذب مزيد من اللاعبين من الطراز العالمي لهذا الفريق.
ومثّلت عملية انتقال تيكسيرا وجاكسون خير نهاية لموجة انتقالات ضخمة للاعبين قادمين من كبرى الدوريات الأوروبية إلى الصين، وهو الحدث الذي لم يكن له مثيل حتى الآن.
فقد أسهم ثراء الأندية الصينية وإصرار العملاق الآسيوي على تنظيم مونديال لكرة القدم –حيث تعمل بكين على الترشح لاستضافة نسخة 2030- في قفزة نوعية كبيرة لدوري السوبر الصيني.
وأسهمت صفقة تيكسيرا ومارتينيز في اعتلاء الدوري الصيني للمركز الأول في سوق الانتقالات العالمي الأخير لصفقات كرة القدم.
والشيء الغريب أن الدوري الصيني الذي يبدأ في مارس المقبل أبرم أكثر من صفقة ضخمة أيضا.
فقد دفع جيانجسو لنادي تشيلسي الإنجليزي 28 مليون يورو (30.5 مليون دولار) لجلب لاعب الوسط البرازيلي راميريس، الذي سيلعب إلى جانب مواطنه تيكسيرا.
كما دفع شنغهاي سيبج 18.5 مليون يورو (20.1 مليون دولار) للاستفادة بخدمات البرازيلي إليكسون، قادما من فريق صيني آخر، وهو إيفرجراند.
وترك الإيفواري جيرفينيو أيضا كرة القدم الأوروبية، وبالتحديد روما الإيطالي الذي ينافس في دوري الأبطال الأوروبي، للتعاقد مع الصاعد حديثا لأضواء الدوري الصيني هيبي فورتشن، مقابل 18 مليون يورو (19.6 مليون دولار).
وقام الدولي الكولومبي فريدي جوارين بنفس الرحلة، مغادرا صفوف إنتر ميلان الإيطالي للانضمام لشنغهاي شينخوا مقابل 13 مليون يورو (14.3 مليون دولار).
وسيلعب جوارين في فريقه الجديد مع مواطنه جيوفاني مورينو، ومع المدرب الإسباني جريجوريو مانزانو، حيث أعرب عن شعوره بالسعادة للتواجد إلى جانبهما "من الصعب الانتقال لبلد آخر، خاصة إلى الصين بسبب اللغة، ولأنني لا أعرف أي شخص هناك، هذا أراحني كثيرا.
كما انتقل لاعبون آخرون للعملاق الصيني، هم: الكاميروني ستيفان مبيا (هيبي فورتشن) قادما من الدوري التركي، والمهاجم الكولومبي فريدي مونتيرو الذي ترك سبورتنج لشبونة للذهاب إلى تيانجين تيدا، والبرازيليون ريناتو أوجوستو ولويز فابيانو ويوري دي سوزا.
فأوجوستو لاعب الوسط ترك كورينثيانز البرازيلي للانتقال إلى بيجين جوان، بينما انضم لويز فابيانو لصفوف تيانجين سونجكيانج الذي يلعب بدوري الدرجة الثانية الصيني.
وبالمثل سيلعب يوري دي سوزا لصفوف كوينجداو هوانجهيان بدوري الدرجة الثانية، بعد ستة مواسم كمهاجم في صفوف فريق بونفيرادينا، الذي يلعب أيضا بدوري الدرجة الثانية الإسباني، لكن الفارق أن دي سوزا سيحصل على "عشرة أضعاف" راتبه الذي كان يتقاضاه مع الفريق الأوروبي، حسبما أكد رئيس النادي نفسه، خوسيه فيرنانديز.
لذلك يتضح بالتحديد أن العامل الرئيسي الجاذب للاعبي كرة القدم المحترفين إلى الصين هو الراتب المادي الضخم.
فعلى سبيل المثال، يتقاضى الغاني أسامواه جيان، في نادي شنغهاي سيبج الذي يدربه السويدي سفين جوران إريكسون، 320 ألف يورو أسبوعيا (350 ألف دولار)، وهو الراتب الذي لا يملكه سوى نجوم قلائل بكرة القدم الأوروبية.
وهناك أمر آخر عزز من قوة كرة القدم الصينية وهو التعاقد مع مدربين من ذوي الصيت: فحاليا هناك مديرون فنيون أمثال لويز فيليبي سكولاري وجريجوريو مانزانو وسفين جوران إريكسون الذين يقودون فرقا كبيرة بالدوري، كحال الإيطالي ألبرتو زاكيروني (بكين جوان) والبرازيلي فانديرلي لوكسمبورج (تيانجين سونجيانج)، وقبل وقت قليل كان الصربي رادومير أنتيتش يدرب هيبي فورتشن والإيطالي مارسيلو ليبي يدرب جوانجزو إيفرجراند.
كل هذه العناصر أسهمت في جعل البلد الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم وأحد الاقتصادات الأكثر قوة، مرشحا لأن يصبح قريبا أحد عمالقة كرة القدم، ومن أجل تحقيق هذا يبدو أنه لن يبخل في إنفاق الأموال ولا في جلب النجوم.