700 مليار دولار.. فاتورة تحرير معادن أفريقيا وإطلاق التحول الأخضر
في وقت تحولت فيه القارة الأفريقية إلى قبلة عالمية لاستخراج المواد الخام اللازمة للشركات بهدف التحول الأخضر في مجال الطاقة الشمسية والرياح، فإن القارة السمراء تواجه نقصا في التمويلات يفوق 700 مليار دولار.
ويكشف تقرير حديث صادر، الأحد عن مجموعة Standard Bank Group، أن أفريقيا ستحتاج إلى أكثر من 700 مليار دولار من التمويل على مدى العقد المقبل لتطوير الطاقة المتجددة والمناجم لاستخراج المعادن اللازمة لانتقال الطاقة الخضراء.
وينقل التقرير عن كيني فيهلا، الرئيس التنفيذي لوحدة الخدمات المصرفية للشركات والاستثمار في ستاندرد بنك، إن المؤسسات المالية في القارة لن تكون قادرة على توفير حتى نصف ذلك المبلغ، وستحتاج معظم الأموال إلى أن تأتي من مستثمرين في أماكن أخرى.
وقال فيهلا: "توجد العديد من المعادن اللازمة لبناء الألواح الشمسية وبطاريات الليثيوم وتوربينات الرياح، وما إلى ذلك في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.. قام فريقنا بتحديد مقدار الاستثمار المطلوب في تلك المساحة بما يصل إلى مئات المليارات من الدولارات".
يأتي ذلك، في وقت تتعرض الحكومات الأفريقية لضغوط لتوسيع إمدادات الطاقة إلى 600 مليون شخص - حوالي نصف سكان القارة - الذين لا يحصلون حاليا على الكهرباء.
في الوقت نفسه، يُنظر إلى رواسب النحاس والكوبالت في جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا واحتياطيات الليثيوم في زيمبابوي والبلاتين والمنغنيز في جنوب إفريقيا، على أنها أساسية لتوفير المواد اللازمة لكل شيء من الألواح الشمسية إلى بطاريات السيارات الكهربائية.
إلا أن الموارد المالية التي يمتلكها القطاع المصرفي في إفريقيا جنوب الصحراء، لن تكون كافية لتكون الشركات قادرة على دعم هذه المبادرات بشكل كامل.
وبحسب التقرير، "يجب أن يأتي الجزء الأكبر من هذه الأموال من المستثمرين الدوليين الذين يرغبون في النمو في الطاقة المتجددة أو لعب دور فيها أو في تعدين تلك المعادن الهامة
أزمة في الأفق
واليوم، تتعرض أفريقيا لضغوط هائلة لتطوير مدنها بطرق يمكن لشعوبها أن تزدهر وتلبي احتياجاتهم. إذ تتغير مدنها بسرعة من خلال الانتقال السكاني من الريف إلى الحضر بشكل أسرع من أي مكان آخر في العالم.
ومن المقرر أن يتضاعف عدد السكان في الأربعين سنة المقبلة داخل القارة الأفريقية، الأمر الذي يرسم تحديات في توفير الطاقة الرخيصة لمئات ملايين السكان.
وتواجه المدن الأفريقية تهديدات كبيرة من تأثيرات تغير المناخ، مع تعرض العديد من المراكز الرئيسية في القارة وعواصمها لخطر الفيضانات والجفاف وموجات الحر؛ وكلا التحديين يضاعفه الآخر.
280 مليار دولار مطلوبة
واليوم، هناك 35 مدينة رئيسية في إثيوبيا وكينيا وجنوب أفريقيا والمغرب ومصر، وجد التقرير أن تقديم تنمية أكثر إحكاما بها، سيتطلب استثمارا إضافيا قدره 280 مليار دولار، ولكنه ينتج عائدا يزيد على أربعة أضعاف ذلك بإجمالي فوائد تبلغ 1.1 تريليون دولار بحلول عام 2050.
وفي شمال أفريقيا، يبلغ إجمالي الإنتاج الحالي من الطاقة المتجددة 24.84 غيغاواط، ونحو 10 ميغاواط قيد الإنشاء، بينما في أفريقيا الوسطى هناك 10.4 غيغاواط يتم إنتاجها فعليا من الطاقة المتجددة و15.2 غيغاواط قيد الإنشاء.
وفي غرب أفريقيا، يبلغ إجمالي الإنتاج الحالي من الطاقة المتجددة 13.1 غيغاواط، بينما هناك فقط 100 ميغاواط قيد الإنشاء.
بينما في شرق أفريقيا هناك 6.3 غيغاواط قيد الإنتاج، ونحو 5.5 غيغاواط، قيد الإنشاء، وفي جنوب أفريقيا هناك 4.3 غيغاواط يتم إنتاجها فعليا، ونحو 2.3 قيد الإنشاء.
وفي عام 2021 -وهي أحدث بيانات متوفرة- جاء 10% من إجمالي الطاقة المولدة في أفريقيا من مصادر متجددة، مقارنة مع 9% في عام 2020 وفقا لتقرير Statista.
وتعتبر دول شمال أفريقيا هي الرائد الحالي في القارة من حيث قدرة الطاقة المتجددة؛ بينما يتخلف جنوب أفريقيا عن الركب، بسعة تزيد قليلاً عن 4000 ميغاواط؛ وعندما يتم الانتهاء من جميع المشروعات قيد الإنشاء، من المقرر أن تتضاعف قدرة وسط أفريقيا.
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjE1OCA=
جزيرة ام اند امز