إنجازات الطاقة المتجددة.. تاريخ مستدام للإمارات في عهد خليفة بن زايد
قاد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، دولة الإمارات إلى الريادة عالميا بقطاع الطاقة المتجددة، متخذا من المصادر النظيفة أساسا راسخا للتنمية المستدامة.
وفي الذكرى الأولى لوفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان قائد مرحلة التمكين في دولة الإمارات، تلقي "العين الإخبارية" الضوء على مشاريع الطاقة المستدامة في عهده ورؤيته لها، وما وصلت إليه من مراحل متقدمة، وضعت دولة الإمارات بين كبار الصناعة في العالم.
ويوافق اليوم 13 مايو/أيار 2023 الذكرى الأولى لوفاة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والذي ترك إرثا من الإنجازات العظيمة التي حققها خلال فترة حكمه لدولة الإمارات.
وخلال فترة رئاسته لدولة الإمارات العربية المتحدة، تم إطلاق الكثير من مبادرات ومشروعات الاستدامة، والتي تنوعت ما بين المحلية والإقليمية والعالمية.
تنويع مصادر الطاقة المتجددة
من محطة "شمس 1" للطاقة الشمسية، وتدشين مدينة مصدر ومحطة "نور أبوظبي"، حرصت دولة الإمارات في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، على تبني سياسة التنوع في مصادر الطاقة المتجددة.
وكانت رؤية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ترمي إلى دعم هذه المشروعات، ورفد اقتصاد دولة الإمارات بها، وتحقيق مستقبل ا مستداما للأجيال المقبلة في إطار النهضة التنموية الشاملة التي تشهدها الإمارات في مختلف المجالات والقطاعات.
وتأتي المكانة البارزة لدولة الإمارات في سوق الطاقة العالمي اليوم، نتيجة للرؤية الحكيمة للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حيث تكتسب الدولة اليوم احتراماً عالمياً وتقديراً خاصاً من الدول وكبرى المؤسسات العاملة في مجال الطاقة، بوجود المشاريع النوعية والرؤى بعيدة المدى.
ففي عهده، تأسست العديد من المشروعات التي أصبحت فيما بعد نموذجا يحتذى به عالميا في قطاع الطاقة المتجددة.
واستهدفت جهود دولة الإمارات في مجال الطاقة، ضمان حصول الجميع على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة بتكلفة ميسورة، وتحقيق زيادة كبيرة في حصة الطاقة المتجددة من منظومة مصادر الطاقة، بالإضافة إلى مضاعفة المعدل العالمي للتحسن في كفاءة استخدام الطاقة.
ولعب قطاع الطاقة دورا هاما في السياسات الداخلية والخارجية لدولة الإمارات، ومنذ اكتشاف النفط والغاز قبل أكثر من نصف قرن، أصبحت دولة الإمارات عضوا رئيسيا في أسواق الطاقة العالمية، وهي تلعب دورا مهما في تحقيق الاستقرار في أسواق النفط العالمي.
وحرصت دولة الإمارات، على اتخاذ سياسة التنوع في مصادر الطاقة، حيث قررت عدم الاعتماد بشكل رئيسي على المصادر التقليدية للطاقة والتي تشمل النفط والغاز، مما يساعد على الحد من الآثار الجانبية على البيئة.
شراكات دولية
في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، سعت دولة الإمارات إلى تأهيل جيل من الموارد البشرية والكوادر المواطنة، وعقدت اتفاقات وشراكات دولية لتبني أفضل الممارسات، مما ساهم في تبني حلول مستدامة للطاقة المتجددة.
وحققت دولة الإمارات مجموعة من المنجزات طوال السنوات الماضية، منها صعود دولة الإمارات بين الـ10 الكبار عالمياً في 20 مؤشراً رئيسياً من مؤشرات التنافسية العالمية الخاصة بقطاع الطاقة والبنية التحتية لعام 2021، وفقاً للمركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء.
وكان اهتمام المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بقطاع الطاقة، قد بدأ خلال السبعينيات، إبان توليه ولاية العهد في إمارة أبوظبي، حيث أنشأت أبوظبي أول مصنع لتسييل الغاز عبر شركة أبوظبي لتسييل الغاز المحدودة في عام 1973 ليبدأ مصنعها تصدير الغاز المسال لليابان عام 1977 ولتكون دولة الإمارات أول دولة مصدرة للغاز المسال في الخليج والشرق الأوسط.
كما تم إنشاء شركة أبوظبي لصناعات الغاز المحدودة (غاسكو) للغرض نفسه، كما تم تنفيذ مشاريع مختلفة للغاز لإنتاج الغاز ونقله إلى مواقع استخدامه في المصانع ومحطات توليد الطاقة وتحلية المياه.
وخلال توليه رئاسة المجلس الأعلى للبترول، منذ عام 1988، دعم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، خطط وجهود تطوير قطاع النفط والغاز وزيادة القدرات الإنتاجية فيه ودعم مساعي شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" لاستثمار موارد الطاقة بما يضمن تحقيق قيمة مستدامة لدولة الإمارات وشعبها.
وبعد تولي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، مقاليد الحكم في دولة الإمارات، شهدت الدولة نقلة نوعية في مجال الطاقة النظيفة، عبر إنشاء العديد من المشاريع النوعية، حيث دشن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، مشروع "شمس 1" للطاقة الشمسية المركزة، وفقا لوكالة أنباء الإمارات.
استضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة
وتقديرا للجهود الدولية لدولة الإمارات في الطاقة المتجددة، وتجسيدا للتقدير والاحترام العالمي لهذه الجهود، فازت دولة الإمارات باستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "إيرينا" وهي منظمة حكومية دولية تدعم البلدان في انتقالها إلى مستقبل من الطاقة المستدامة، وهي تمثل المنصة الأساسية للتعاون الدولي، كما تعد مركزاً للامتياز وللسياسات والتكنولوجيا والموارد والمعارف المالية في مجال الطاقة المتجددة.
وأصدر المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، قانون تأسيس الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، لتصبح الجهة الرقابية المسؤولة عن تنظيم القطاع النووي، كما أصدر قانون تأسيس مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، مدشنا بذلك البرنامج النووي السلمي الهادف لإنتاج الكهرباء ودعم التنمية الاقتصادية وتوفير العديد من فرص العمل لمواطني دولة الإمارات.
تأسيس مدينة "مصدر"
وفي عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تم تدشين مدينة "مصدر" والتي تمثل مشروعاً مستداماً منخفض الكربون، كما تم إنشاء شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، والتي تأسست باعتبارها شركة عالمية رائدة في مجالَي الطاقة المتجددة والتطوير العمراني المستدام، حيث استهدفت الشركة المساهمة في ترسيخ الدور الريادي لدولة الإمارات ضمن قطاع الطاقة العالمي، إلى جانب دعم تنويع مصادر الاقتصاد والطاقة فيها بما يعود بالنفع على الأجيال القادمة.
وقامت "مصدر" بتطوير مشاريع طاقة متجددة ذات جدوى تجارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأسواق العالمية، ودعم الابتكار في مجال التكنولوجيا النظيفة، كما وفرت منصات تتخصص في المعرفة والأعمال لتحفيز المزيد من النمو في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، وبالتالي خلق مصادر إيرادات جديدة لدولة الإمارات على المدى الطويل.
وشهد عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تدشين محطة "نور أبوظبي"، أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية في العالم، حيث شكَّلت "نور أبوظبي" مصدراً آمناً وموثوقاً ومُستداماً للطاقة المتجددة، بالاستعانة بأحدث الابتكارات التقنية.
وتستخدم المحطة أنظمة آلية فائقة التطور للتنظيف، تم اعتمادها بعد إجراء دراسة تفصيلية شاملة. وتتضمن المحطة 1400 من الأنظمة الآلية للتنظيف من دون استخدام الماء، تقطع مسافة 800 كيلومتر مرتين يومياً لتنظيف ملايين الألواح الشمسية لضمان استمرارية عملها بأعلى كفاءة ممكنة.
وإيماناً من المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بأهمية استشراف المستقبل في قطاع الطاقة، عملت الجهات المعنية على إطلاق الاستراتيجيات والمبادرات والرؤى التي تتواكب مع متطلبات المستقبل، حيث أطلقت دولة الإمارات استراتيجيتها للطاقة 2050 التي تعتبر أول خطة موحدة للطاقة في دولة الإمارات توازن بين جانبي الإنتاج والاستهلاك، والالتزامات البيئية العالمية، وتضمن بيئة اقتصادية مريحة للنمو في جميع القطاعات.
وتبنت دولة الإمارات خلال عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان مبادرات مهمة تدعم العمل المناخي العالمي لا سيما المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي بحلول عام 2050 والتي أعقبها الإعلان عن فوز دولة الإمارات باستضافة مؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ "COP28".
aXA6IDMuMTMzLjE1Mi4xODkg جزيرة ام اند امز