الدكتور بطرس غالي أول عربي ومصري يتولى منصب الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، وافته المنية اليوم بالقاهرة عن عمر يناهز 94 عاما
توفى الدكتور بطرس بطرس غالي أول عربي ومصري يتولى منصب الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، في القاهرة عن عمر يناهز 94 عاما، بعد معاناة مع المرض.
وتعرض غالي لأزمة صحية نقل على إثرها الأسبوع قبل الماضي إلى أحد مستشفيات القاهرة، حيث أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي اتصالا هاتفيا به يوم الخميس الماضي للاطمئنان على صحته، كما أعرب خلال الاتصال عن تمنياته للدكتور بطرس غالي بالشفاء العاجل، مؤكدا مكانته العلمية والسياسية في مصر والعالم، وما يمثله من قيمة كبيرة لدى الشعب المصري.
وردا على اتصال " السيسي " أعرب الدكتور بطرس بطرس غالي عن تقديره وامتنانه البالغ لاتصال الرئيس به، للاطمئنان على حالته الصحية.
وقال في آخر تصريحات صحفية له يوم الجمعة الماضي إن "هذه اللفتة الكريمة ليست بغريبة أبدًا على شخص الرئيس السيسي، الذي التفت مصر من حوله في ثورة 30 يونيو باعتباره قيادة فذة جسدت كل معاني الأمل في عملية تحديث وتنوير الدولة المدنية الحديثة".
وأضاف: "إننا على ثقة كاملة أن مصر تلتف حول الرئيس، تؤيده وتؤازره، ومؤيدة عمله ليلا ونهارا من أجل إتمام مسيرة التحديث والبناء وتحقيق التنمية لمصرنا الحبيبة، وكلنا أمل في أن مصر في عهده ستؤكد مكانتها ودورها المعهود إقليميا ودوليا".
وفي بيان له اليوم الثلاثاء، نعى الرئيس السيسي " غالي" ، مقدما العزاء لأسرته ولتلاميذه في أرجاء الوطن وخارجه.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان لها تلقت "بوابة العين " الإخبارية نسخة منه: إن "مصر والعالم أجمع فقدا اليوم قيمة وقامة سياسية وقانونية رفيعة، حيث أثرى الفقيد عبر مسيرته الطويلة السياسة الدولية فكراً وعملاً، بوصفه دبلوماسياً قديراً وخبيراً في القانون الدولي وكاتبا نُشرت مؤلفاته على نطاق واسع وهو ما أهله ليتبوأ أرفع المناصب على المستويين الوطني والدولي".
وأضاف البيان الرئاسي أن "للفقيد إسهامات عديدة في مجالات القانون الدولي، وحقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن مشاركته الفعالة في مفاوضات كامب ديفيد التي ساهمت في عودة سيناء الحبيبة إلى أحضان الوطن الغالي مرة أخرى".
وأكد البيان أن "القارة الإفريقية لن تنسى للفقيد دوره الكبير في الاهتمام بقضاياها والمساهمة في تنمية دولها".
يذكر أن بطرس غالي ولد في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 1922 في محافظة بني سويف، جنوبي القاهرة، وهو من عائلة قبطية مصرية وأم أرمينية، وهو حفيد بطرس نيروز غالي رئيس وزراء مصر في أوائل القرن العشرين، وشقيق والد وزير المالية الأسبق يوسف بطرس غالي .
وتخرج غالي في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1946 ، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة السوربون في باريس عام 1949، حيث عين في أعقاب عودته إلى مصر، رئيسا لقسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة منذ عام 1949 حتى عام 1977.
وعمل "غالي" أيضا لفترة بالصحافة، حيث كان رئيسا ومؤسسا لمجلة السياسة الدولية منذ عام 1965 حتى تعيينه أمينا عاما للأمم المتحدة.
وعين الفقيد الراحل وزيرا للدولة للشؤون الخارجية من أكتوبر 1977 وحتى مايو 1991 ، وعضوا بمجلس الشعب (البرلمان) عام 1987 ، وتقلد منصب نائب رئيس منظمة الاشتراكية الدولية 1990 ، ثم نائبا لرئيس الوزراء للشؤون الخارجية في مايو/أيار 1991 ، وترك هذا المنصب بعد انتخابه أمينا عاما للأمم المتحدة عام 1992 ، وانتخب عقب انتهاء فترة عمله بالأمم المتحدة رئيسا لمنظمة الفرانكفونية الدولية.
كما انتخب رئيسا لأكاديمية القانون الدولي في لاهاي بهولندا، وكان حتى وفاته رئيسا لمجلس إدارة الأكاديمية، وهو أعلى مجمع فقهي قانوني في العالم ويجاور محكمة العدل الدولية بلاهاي.
وشغل بطرس غالي مناصب رئيس الجمعية الإفريقية للدراسات السياسية، ونائب رئيس الجمعية المصرية للقانون الدولي، وعضو لجنة تطبيق اتفاقيات وتوصيات منظمة العمل الدولية، وعضو أكاديمية العلوم الأخلاقية والسياسية في باريس، ورئيس معهد القانون الدولي منذ عام 1975 حتى 1987 .
وحصل غالي على الدكتوراه الفخرية من جامعات أوبسالا السويدية، ورينيه ديكارت في باريس، وحصل على عدة أوسمة من كل من بلجيكا وإيطاليا وكولومبيا وجواتيمالا وفرنسا والأرجنتين والأكوادور ونيبال ولوكسمبورج والبورتغال والنيجر وألمانيا الاتحادية واليونان وعدد من الدول الإفريقية.. كما سبق وأن حصل الدكتور بطرس بطرس غالي على قلادة النيل.
وفي جلسة مجلس الأمن اليوم، نعى مندوب فنزويلا في الأمم المتحدة رافائيل داريو راميريز كارينو الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الأمن ، غالي .
وجاء الإعلان عن وفاة غالي في بداية جلسة مجلس الأمن لبحث الأزمة الإنسانية في اليمن، وقد وقف أعضاء المجلس دقيقة حداد على روح الفقيد.
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4xMzYg جزيرة ام اند امز