الحايك لـ "العين" :سنوات الحصار الـ10 الأسوأ في تاريخ فلسطين
خسائرنا بالمليارات ومطلوب المصالحة لاستعادة القوة
إنها أسوأ 10 سنوات في تاريخ الشعب الفلسطيني .. هكذا يلخص رئيس جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين في قطاع غزة علي الحايك
إنها أسوأ 10 سنوات في تاريخ الشعب الفلسطيني .. هكذا يلخص رئيس جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين في قطاع غزة علي الحايك، الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في القطاع؛ بسبب سياسة الحصار الإسرائيلي المتواصلة، فيما يرى الحل باستعادة الوحدة وتحقيق المصالحة لاستعادة أسباب القوة ومجابهة التحديات
ويقول الحايك في مقابلة شاملة مع "بوابة العين" الإخبارية: "إنها أسوأ 10 سنوات في تاريخ الشعب الفلسطيني، كان هناك حصار شديد، مس كل جوانب الحياة الفلسطينية وأضعف بل دمر البنية الاقتصادية". وفرضت إسرائيل حصارا على قطاع غزة عقب فوز "حماس" بالانتخابات الفلسطينية عام 2006، وتشدد عقب انفرادها بالسيطرة على القطاع إثر اقتتالها مع حركة "فتح" عام 2007.
حروب مدمرة
وأشار الحايك إلى أن الحروب الثلاثة التي شنتها قوات الاحتلال فاقمت المأساة التي خلفها الحصار، كانت 3 حروب طاحنة على قطاع غزة، وخاصة الحرب الأخيرة صيف 2014، التي استهدفت القطاع الاقتصادي الخاص بشكل كبير، ما أدى إلى تدمير وتجريف آلاف المنشآت الاقتصادية، وأخرجتها من العملية الإنتاجية".
وأكد أنه قبل حرب 2014 قدرت خسائر الشركات والمصانع المباشرة وغير المباشرة بـ11 مليار دولار، مشيرا إلى أنه كان هناك رجال أعمال يمتلكون مصانع بملايين الدولارات باتوا في لحظة على قارعة الطريق بعد تدمير الاحتلال مصانعهم ومنشآتهم.
سحب التصاريح
وكشف الحايك، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي سحبت اليوم الثلاثاء، تصاريح عدد كبير من رجال الأعمال، والتجار والمسؤولين الفلسطينيين من قطاع غزة، وقال إن عدد التصاريح التي تم سحبها كثيرة جدًا، وتقدر بالعشرات مبدئيًا، وأن أصحابها قدموا شكاوى رسمية للجمعية وإلى هيئة الشؤون المدنية.
ولفت إلى أن الاحتلال الآن يمنع مئات السلع من دخول غزة وخاصة المواد الخام والماكينات والمعدات، ويفرضون على التصدير من غزة للضفة قيودا، ويقيدون حركة رجال الأعمال على المعابر، ويعتقلون العشرات منهم بحجج واهية.
تبعية الاقتصاد
وعبر عن مرارته وهو يلخص المشهد بكلمة "الاقتصاد الفلسطيني تابع للإسرائيلي وهم يتحكمون في سير حياتنا اليومية".
وفنّد المزاعم الإسرائيلية عن تسهيلات للاقتصاد والقطاع الخاص، قائلا: "هذا كله كلام للإعلام، ويبقى حبرا على ورق"، مشددا على أن مطلبهم "الحرية الكاملة للاستيراد والتصدير، وتوسيع المعابر التجارية وتأهيل القائم منها لذلك، فمعبر كرم أبو سالم غير مناسب إطلاقاً".
وأضاف: "لا يوجد تصدير من غزة للعالم الخارجي.. التصدير إعلامي فقط" أنت تتحدث عن تصدير حوالي 200 شاحنة في الأسبوع الواحد، بينما كنا قبل عام 2000 نصدر من غزة أكثر من 300 شاحنة يوميا من غزة"، مؤكدا أن حجم صادرات القطاع خلال هذه الفترة يشكل 6% فقط من حجم الصادرات قبل فرض الحصار على القطاع في يونيو 2007.
وتابع: "ما كانت تستورده غزة يزيد عن ألفي شاحنة يومياً، اليوم لا يزيد عدد الشاحنات عن 800، أكثر من نصفها تذهب للمشاريع الإنشائية (450 شاحنة حصمة) فضلا عن حوالي 200 شاحنة تذهب للمؤسسات الدولية، فما يدخل لا يقوم اقتصادا لأنه يخلو من مستلزمات الصناعة".
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يختلق يوميا مشاكل على المعابر، وقال: "نحاول باستمرار العمل على حل تلك المشاكل عبر التواصل مع السلطة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي والجهات الدولية لكن الاحتلال ينفذ مخططا كاملا لتدمير القطاع الاقتصادي الفلسطيني بالكامل".
اتهام السلطة بالتقصير
ولم يخف امتعاضه من سياسات السلطة الفلسطينية، قائلً: "القطاع الخاص يشعر أنه لا يحظى باهتمام لدى السلطة، فلا برامج تعويض عن خسائره لإعادة الإعمار، ولا برامج تنموية لغزة".
وقال: "للأسف لم يحظَ القطاع الخاص بالاهتمام المناسب في التعويض، فالسلطة الفلسطينية لم تقدم أي دعم، هناك مساعدات من الاتحاد الأوروبي بـ32 مليون دولار عن خسائر حرب 2008.. بينما حربا 2012 و2014 لم يتلق القطاع الخاص أي تعويض مالي".
ولفت إلى أنه "حتى البنوك العاملة في غزة عليها قيود، فهي لا تقدم التسهيلات والدعم المطلوب للقطاع الخاص، نظراً لعدم وجود استقرار سياسي في المنطقة، والبنوك تريد ضمانات حقيقية عندما تضخ الأموال في السوق".
ونبّه إلى أن الوضع في غزة "صعب جدا"، لافتا إلى أن كل الجهات "تتحجج بوجود انقسام بين غزة ورام الله ووجود سلطتين".
مطالبات ورؤية الحل
وطالب برفع الحصار بالكامل عن غزة، وحرية الاستيراد والتصدير، وعدم التبعية للاقتصاد الإسرائيلي، ووقف الاعتقالات للتجار، ووقف سياسة مصادرة البضائع والسلع، هذه التسهيلات التي نريدها، وليس تسهيلا بسيطا هنا وتشديدات تبقى تحول بيننا وبين الانطلاق.
وأضاف: "مطلوب إلغاء العمل باتفاقية روبرت سيري (الخاصة بإعادة الإعمار) التي تتحكم بحياة المواطن.. وفتح المعابر التجارية التي أغلقها الجانب الإسرائيلي قبل سنوات (المنطار، ناحل عوز) كانا مجهزين لاستيعاب كميات ضخمة من البضائع بخلاف معبر كرم أبو سالم.. لقد أغلقت المعابر لزيادة الحصار على غزة".
وعبر عن أمله أن تنجح المصالحة ليستعيد الفلسطينيون قوتهم وينهض الاقتصاد من جديد بعد التدمير الممنهج الذي طاله خلال السنوات الماضية.
aXA6IDE4LjIyMy4yMzcuMjQ2IA== جزيرة ام اند امز