بالصور.. جنازة مهيبة لـ"هيكل" صديق عبد الناصر وخصيم السادات
مشاركة حاشدة للسياسيين والمثقفين في وداع "الأستاذ"
من مسقط رأسه في حي الحسين بالقاهرة، شيعت جنازة هيكل، صديق عبد الناصر، أحد أشهر الصحفيين والكتاب العرب بحضور لافت للسياسيين والمثقفين
وسط حضور لافت من جانب السياسيين والمثقفين، شُيعت عصر اليوم الأربعاء جنازة محمد حسنين هيكل أحد أشهر الصحفيين العرب من مسجد الحسين بقلب القاهرة التاريخية.
واختارت أسرة الكاتب الكبير الملقب بـ"الاستاذ"، مسجد الحسين للصلاة عليه طبقًا لوصيته، حيث ولد هيكل في منطقة الحسين الشعبية بالقاهرة ومن مسجده تشيع جنازته، تاركًا وراءه أكثر من 70 عامًا من السياسة والتاريخ والصحافة والفكر.
وتربى هيكل المولود في 23 سبتمبر أيلول 1923 في بيت جده لأمه بمنطقة الحسين، في بيت أقيم على أنقاضه مستشفى الحسين الجامعي، بحسب كتاب "هيكل.. الحرب.. الحياة" ، للصحفي عادل حمودة.
وحضر جنازة" "الأستاذ" عدد من تلامذته وأصدقائه والصحفيين والسياسيين ورجال الأعمال، بينهما الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، والأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، وعصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون، والمهندس عبد الحكيم عبد الناصر نجل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وتم دفن الكاتب الصحفي الذي اشتهر بكتابة خطاب الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، بمقابر أسرته في منطقة مصر الجديدة، بالقاهرة .
وتدهورت الحالة الصحية لهيكل، خلال الأسابيع الماضية، وأجرى العديد من الفحوصات والتحاليل، بعد معاناة مع "الفشل الكلوي"، وخضع لعميلة غسيل كلى أكثر من مرة، خلال الأسبوع الماضي.
كما عاني هيكل من تراكم المياه على الرئة، ما أدى لامتناعه عن تناول الطعام والاكتفاء بالمحاليل، قبل أن توافيه المنية اليوم.
ونعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الكاتب الراحل ببالغ الحزن والأسى، معربًا عن خالص التعازي والمواساة لأسرته وذويه وكافة تلاميذه ومحبيه من أبناء الوطن وخارجه.
وقال السيسي، في بيان للرئاسة: إن "مصر فقدت علما صحفيا قديرا أثرى الصحافة المصرية والعربية بكتاباته وتحليلاته السياسية، التي تناولت فترات ممتدة من تاريخ مصر والأمة العربية، فكان شاهدا على أحداث ومحطات تاريخية هامة في التاريخ المعاصر، فضلا عن إسهاماته العديدة من خلال الكثير من المؤلفات التي تناولت الأزمات والأحداث التي مرت بها مصر ومنطقة الشرق الأوسط.
كما نعى شريف إسماعيل، رئيس الحكومة المصرية، بعميق مشاعر الحزن والأسى، الكاتب الراحل، كما توجه بخالص التعازي إلى أسرة الراحل متمنيًا أن يلهمهم الله الصبر والسلوان.
كما نعته نقابة الصحفيين المصريين، التي ينتمى لها هيكل، وقال نقيب الصحفيين يحيى قلاش لبوابة "العين": إن رحيل هيكل "خسارة كبيرة للمهنة وللوطن"، فقد كان قيمة كبيرة وجزءًا من ذاكرة مصر، وهو الصحفي المصري والعربي الوحيد، الذي تجاوز تأثير قلمه المحلية والإقليمية لآفاق دولية.
ورصدت بوابة "العين" ردود أفعال مثقفين وسياسيين هيكل على وفاة "الأستاذ"، وقال وكيل البرلمان المصري محمود الشريف: إن وفاة الكاتب الراحل هيكل خسارة فادحة لمصر والوطن العربي بالكامل، وليس للوسط الصحفي فقط.
وأضاف الشريف لـ"العين" أن مصر فقدت كاتبًا مميزًا، ومؤرخًا عظيمًا، عاش وعاصر أحداث تاريخية هامة ومختلفة، واجتمعت في ذاكرته مواقف وأحداث ليست بالقليلة، كان لها حاملًا وساردًا، مشيرًا إلى أن الراحل كان له دورًا بارزًا في مراحل تاريخية مختلفة.
وبنبرة تملؤها الحزن نعى أحد أصدقائه وناشر كتبه الوحيد في مصر رئيس مجلس إدارة مجموعة الشروق إبراهيم المعلم رحيل هيكل .
وقال لـ"العين": إن رحيل "الأستاذ" أوجع قلوب أصدقائه ورفاقه وتلامذته. مضيفًا أن هيكل قضى عمره في الكتابة والبحث والتحليل، وترك لنا ميراثًا من الإبداع والريادة ستبقى نموذجًا للدراسة والاقتضاء".
وقالت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد لـ" العين": إن "هيكل" كانت قضيته هي التواصل العربي والقضية العربية بكل مشكلاتها، وإنه كان في منزلة لا تقل عن مكانة رؤساء الدول نختلف أو نتفق مع بعض آرائه أو تحليلاته وتوجهاته، لكن لا أحد يستطيع أن يختلف مع قيمته وقامته الصحفية المصرية والعربية والدولة وحقيقي مصر فقدته".
وساهم "هيكل" في صياغة السياسة في مصر، منذ فترة الملك فاروق حتى الآن، بدرجات متفاوتة، وكان من أكثر المقربين للرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
وتدرج الراحل في المناصب فتولى رئاسة تحرير "الأهرام" في 1957، ثم عين في 1970 وزيرا للإعلام، وأصدر عشرات المؤلفات، ووصفه البعض بـ"مؤرخ التاريخ العربي الحديث"، خاصة تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي.
كان رئيسًا لتحرير جريدة "الأهرام" حتى سنة 1974. وعمل في مؤسستي "أخبار اليوم"، و"روز اليوسف" في مرحلة الستينيات، وفي عام 1970، عين وزيرًا للإرشاد القومي.
وكان هيكل صديقًا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكان على خلاف وخصومة مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وله مقالات لا تحصى في وسائل إعلام عديدة، وكتب في السياسة والتاريخ.
من كتبه "خريف الغضب" الذي نشر في 31 لغة، و"عودة آية الله"، و"الطريق إلى رمضان"، و"أوهام القوة والنصر"، و"أبو الهول والقوميسير".
كما نشرت له مجموعة "حرب الثلاثين سنة" من 4 أجزاء عن الصراع العربي الإسرائيلي، و"المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل" من 3 أجزاء.