"ضغوط ناعمة" من الصين على استراليا لوقف صفقة تسليح يابانية
الصين تعتمد "الضغوط الناعمة" لتعطيل صفقة تحديث الغواصات الاسترالية، التي تلقت سيدني عروضا لها من طوكيو مؤخرا
تسبب التدخل الصيني في تعطيل صفقة تحديث الغواصات الأسترالية، التي تلقت سيدني عروضا لها من طوكيو مؤخرا، إذ أثارت تصريحات وانغ يي، وزير الخارجية الصيني، عن الاتفاق المحتمل بين استراليا واليابان لشراء أسطول غواصات، أزمة بين بكين وطوكيو، حيث قال وانج إن "استراليا عليها دراسة دور اليابان في الحرب العالمية الثانية أثناء تطوير علاقتها العسكرية بطوكيو".
وكان وانغ يتحدث للصحفيين أثناء إفادة صحفية مشتركة مع جولي بيشوب، وزيرة الخارجية الاسترالية خلال الجولة الثالثة من الحوار الدبلوماسي والاستراتيجي الثنائي في العاصمة الصينية بكين.
وأضاف وانغ: "نأمل أن تضع استراليا أثناء التعاون العسكري مع اليابان في حسبانها هذا السياق التاريخي وتفكر أيضا في مشاعر الدول الآسيوية بسبب هذا التاريخ".
وتابع وانغ قائلا: "نأمل أن تتخذ استراليا إجراءات ملموسة لدعم التطور السلمي لليابان وجهود طوكيو لدعم دستورها السلمي وليس العكس".
وستختار استراليا هذا العام تصميما لأسطول جديد من الغواصات في اتفاق حجمه نحو 40 مليار دولار استرالي (29 مليار دولار أمريكي)، وتتنافس اليابان للفوز بهذا العقد مع عرضين آخرين من ألمانيا وفرنسا.
وتشجع واشنطن التعاون الأمني الوثيق بين اليابان واستراليا، في الوقت الذي تسعى لأن يقوم حلفاؤها في منطقة المحيط الهادي بدور أمني أكبر مع تغير ميزان القوى في المنطقة جراء صعود تأثير الصين في المنطقة.
وتمارس الصين "ضغوطا ناعمة" على استراليا لثنيها عن التعامل مع اليابان بالذات، التي تعتبرها الصين ندا لها منذ الحرب العالمية الثانية.
ووجه وانج دعواته إلى استراليا لتعزيز العلاقات في مختلف المجالات خلال الجولة الثالثة من الحوار الدبلوماسي والاستراتيجي الثنائي في بكين، التي ترأسها مع نظيرته الاسترالية جولى بيشوب.
وأضاف وانغ أن العلاقات بين الصين واستراليا تواجه "فرصا كبيرة"، وحث الجانبين على زيادة الثقة السياسية المشتركة وتوسيع التعاون متبادل المنفعة وتبادل احترام المصالح الأساسية لكل منهما وإضافة محتوى جديد للشراكة الاستراتيجية الشاملة الثنائية.
وشدد على أن الدولتين بمقدورها تعزيز التكامل والدمج بين مبادراتهما واستراتيجياتهما الكبرى للتنمية فضلا عن فتح مجالات جديدة للتعاون الاقتصادي منذ سريان اتفاقية التجارة الحرة، كما عبر أيضا عن رغبة في تعميق التعاون الدفاعي والتعاون في إنفاذ القانون مع استراليا وحث البلدين على تعزيز التنسيق والتعاون بينهما في الأمم المتحدة ومجموعة العشرين.
من جانبها، قالت بيشوب إن "عملية تقييم شاملة" تجري إزاء صفقة الغواصات بحيث تلبي قدرات استراليا ومتطلباتها التكنولوجية.
والجدير بالذكر أن البيئة الأمنية المتغيرة في أستراليا أدت إلى المطالب الجديدة التي وضعت لتطوير قوة الدفاع الأسترالية، رغم عدم وجود توقعات أن تواجه أستراليا خطر هجوم مباشر، لكن الجماعات الإرهابية والتوترات بين الدول في شرق آسيا تشكل تهديدا حاليا للأمن الأسترالي.
ومن الناحية الأخرى، تحاول الصين قيادة الموقف بالتدخل في الصراعات الكبرى في آسيا، والتي تؤثر تباعا على الأمن القومي الاسترالي، كالأزمة الكورية على سبيل المثال.
لكن تركيز الصين على إحباط محاولات اليابان إقامة علاقات إقليمية عسكرية ينبع من تاريخ دموي بين البلدين، حيث قامت القوات اليابانية التابعة للإمبراطورية باجتياح الصين وارتكبت انتهاكات أشهرها مذبحة نانكنج التي راح ضحيتها أكثر من 250 ألف شخص.
ولذلك، فإن استراليا من المرجح أن تبحث عن بدائل أخرى لتطوير أسطول غواصاتها، نظرا لما قد تشكله صفقة اليابان من زيادة التوتر في المنطقة، بالإضافة إلى تلويح الصين بعصا التبادل التجاري بين البلدين، الذي وصل إلى 136.9 مليار دولار في عام 2014 بالإضافة الى 74.9 مليار دولار قيمة استثمارات الصين في استراليا، حيث أكدت بيشوب أن استراليا ترغب في تعزيز التعاون مع الصين في مختلف المجالات وفى الشؤون العالمية، وهو ما يعطي مؤشرا لرضوخ سيدني لتهديدات بكين.