مظاهرات تعم الشارع الفلسطيني تضامناً مع "القيق"
عائلته تحذر: الساعات المقبلة "حاسمة"
عشرات الفعاليات التضامنية شهدتها الأراضي الفلسطينية مع الأسير محمد القيق المضرب عن الطعام
شهدت الأرضي الفلسطينية اليوم الخميس عشرات الفعاليات التضامنية مع الأسير محمد القيق المضرب عن الطعام منذ 86 يوما، تخلل إحداها إغلاق مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية.
وأكدت فيحاء شلش زوجة الأسير محمد القيق المضرب عن الطعام، أن وضع زوجها "حرج للغاية" وقد يفارق الحياة في أية لحظة، وشددت على أن الساعات المقبلة "حاسمة" ودعت لاستثمارها في ممارسة مزيد من الضغوط على سلطات الاحتلال للإفراج عن زوجها.
وقالت شلش في مؤتمر صحفي عقدته نقابة الصحفيين بمدينة رام الله اليوم، إن وضع زوجها (محمد القيق) حرج للغاية وقد يفارق الحياة في أي لحظة، مشيرة إلى آلام حادة في صدره وتشنجات شخصها الأطباء أنها بدايات جلطة .
وأكدت شلش أن الاحتلال أغلق كل الطرق القانونية عندما رفض التماس محمد نقله لمستشفى برام الله، ليتلقى العلاجات اللازمة فيه.
وشددت على أن الساعات الحالية "حاسمة" ومن المهم مواصلة الفعاليات في الشارع الفلسطيني، وتكثيف التحرك السياسي والدبلوماسي لإلزام الاحتلال بالإفراج عن زوجها.
إغلاق مقر الصليب الأحمر
وصب عشرات المتظاهرين الغاضبين في محافظة الخليل، غضبهم على مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في المحافظة، وأغلقوه بالسلاسل، ومنعوا موظفيه من دخوله، احتجاجاً على ما وصفوه تقاعس المنظمة الأممية عن دورها تجاه قضية القيق.
وسلم المتظاهرون رسالة مكتوبة لموظفي الصليب، طالبوهم فيها ببذل مزيد من الجهود والضغوط على حكومة الاحتلال للإفراج عن القيق المحتجز في مستشفى العفولة.
وعبر أطفال فلسطينيون عن تضامنهم مع القيق بعقد "حصة مدرسية" أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة. أمام الصليب وضعت مقاعد الدراسة ولوحة، ومدرس قدم دروسا عن القيق، والأسرى، والإضراب عن الطعام.
وردد الطلبة هتافات التضامن والدعم للقيق في خطوته الاحتجاجية، ودعوا المجتمع الدولي إلى مغادرة الصمت تجاه قضية القيق.
ونظم الفلسطينيون عشرات الفعاليات في مدن رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة، ونابلس وطولكرم وجنين شمالي الضفة، والخليل وبيت لحم جنوبها، ومدينة رام الله وسط الضفة التي شهدت عدة فعاليات تضامنية مع القيق.
وبرلمانياً، نظمت كتلة التغيير والإصلاح بالمجلس التشريعي وقفة لنوابه أمام مقره بمدينة غزة، فيما ناقشت الكتل والقوائم البرلمانية في اجتماعها بمقر المجلس برام الله إجراءات الاحتلال التعسفية بحق القيق.
واعتبرت هيئة الكتل والقوائم البرلمانية اعتقال القيق جريمة جديدة يرتكبها الاحتلال بحق الأسرى، مرتئية أن ما يحدث للقيق هو محاولة قتل واغتيال حقيقية تحدث على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
وحذرت الكتل البرلمانية من تعرض القيق لخطر كبير على حياته، ويحمل الاحتلال المسؤولية عن أية تداعيات.
من جهته، أكد النائب محمد الغول أمين سر كتلة التغيير والإصلاح، خلال وقفة نظمتها كتلته أمام مقر التشريعي بغزة، أن استمرار اعتقال القيق تعد جريمة وعملية قتل منظمة يرتكبها الاحتلال بحق القيق بإدارة مباشرة من المؤسسة الأمنية والحكومة والقضاء.
وأشار إلى أن ما يحدث يشكل وصمة عار في جبين الإنسانية التي ما زالت تصمت على هذه الجريمة المنظمة لقرابة ثلاثة أشهر، مطالباً في الوقت نفسه الإفراج الفوري عنه.
وحمل الغول الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة القيق وتداعياتها ، ودعا البرلمانات الدولية والأوربية المؤسسات الحقوقية والاتحادات الصحفية بالوقوف وقفة جادة وحقيقية وعملية اليوم للضغط على الاحتلال لإنهاء هذه الجريمة، ووقف انتهاك قواعد القانون الدولي واحترام حقوق الإنسان.
وطالب المجتمع الدولي بممارسة الضغوطات الحقيقية على الاحتلال لوقف الاعتقال الإداري الممنهج بحق الفلسطينيين، والإفراج عن القيق المعتقل إدارياً على خلفية عمله الصحفي.
من جهتها، حملت وزارة الخارجية الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة القيق، وطالبت بإنهاء اعتقاله الإداري، والإفراج الفوري عنه وفقاً للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، والمبادئ السامية لحقوق الإنسان.
وقالت الوزارة، في بيان صحفي، إنها تتابع وعلى مدار الساعة، تطورات الوضع الصحي للأسير القيق، وتواصل اتصالاتها السياسية والدبلوماسية مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية المختصة، من أجل حشد الضغط الدولي اللازم لإجبار سلطات الاحتلال على الإفراج الفوري غير المشروط عن الأسير القيق وغيره من الأسرى الإداريين، وإلزام إسرائيل، كقوة احتلال، بالامتثال لمبادئ القانون الدولي الإنساني التي تجرم سياسة الاعتقال الإداري التعسفية.
وأكدت أن ما يتعرض له القيق يمثل شكلاً من أشكال الإرهاب والقمع والتنكيل الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يستدعي صحوة ضمير دولية تنصف الشعب الفلسطيني، وتنهي معاناته والظلم التاريخي الواقع عليه منذ عشرات السنين، عبر تحرك فعلي وجاد من المجتمع الدولي لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وإنهاء حالة استفراد إسرائيل كقوة احتلال بالشعب الفلسطيني.