سياسيون يمنيون:صالح أفشى الفساد بالبلاد وحوَّل جيشها لـعائلي
سياسيون يمنيون أكدوا أن بلادهم عانت من قمع كبير، مختلفين حول التسوية السياسية للأزمة اليمينة.
قال سياسيون يمنيون، إن الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح أفشى الفساد في اليمن بنظام قمعي دعم مفهوم القبيلة، كما انتزع من البلاد جيشها الوطني واستبدله بجيش عائلي.
وأضافوا خلال الحلقة النقاشية التي انعقدت، السبت، بالعاصمة المصرية القاهرة، تحت عنوان "اليمن والتحديات الراهنة"، أن عبد الله صالح خلق من اليمن خلال فترة حكمه الدولة الأكثر فسادًا والديكتاتورية، مطالبِين بتحقيق العدالة الانتقالية.
وقال نبيل عبد الحفيظ الأمين العام للمنتدى الاجتماعي الديمقراطي باليمن، إن الدولة اليمنية تحتاج عمل تسوية سياسية يشهد عليها العالم بأكمله، للتأسيس لدولة ديمقراطية حقيقية، يحيا بها الفرقاء جميعًا في توافق وأمان.
وأضاف عبد الحفيظ، خلال كلمته بالحلقة النقاشية أن هناك سلطة شرعية أتت إلى اليمن عبر حوار وطني شاركت فيه جميع القوى السياسية، وتم تمثيل جميع الطوائف اليمنية به، مشيرًا إلى أنه لابد من الانصياع للأرضية الأساسية التي تضمن النجاح في وضع أسس لإقامة الدولة، والتي تتمثل في مسودة الدستور اليمني.
ولفت الأمين العام للمنتدى الاجتماعي الديمقراطي باليمن إلى أن صالح يلعب على عنصر الخوف لدى الشعب اليمني على اختلاف توجهاته، للضغط من أجل عدم محاسبته على جرائمه السابقة.
وتابع: "هو أبعد ما يكون عن تحقيق العدالة الانتقالية، خصوصًا في ظل مطلبه السابق بالحصانة، ليس فقط لنفسه ولكن لـ611 شخصًا آخرين".
وقال عبد الحفيظ، إن الوضع الحقوقي في اليمن يعكس معاناة الشعب اليمني على مدار 4 عقود من نظام قمعي بقيادة علي عبد الله صالح، مشيرًا إلى أن الرئيس المخلوع "أفشى الفساد ودعم مفهوم القبيلة لينتزع من اليمن جيشًا وطنيًّا واستبدله بجيش عائلي يعث في الأرض فسادًا".
وأضاف أن عبد الله صالح خلق من اليمن الدولة الأكثر فسادًا والديكتاتورية، مطالبًا بأن تتحقق العدالة الانتقالية، قائلًا: "نتمنى أن تشرق شمس العدالة الانتقالية على اليمن الذى عانى من نظام علي عبد الله صالح".
وأشار إلى أن الوضع مأساوي في اليمن، مؤكدًا أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي "لجأ للتدخل العربي لعودة الأمور إلى نصابها في ظل الانقلاب الذي تم".
من جانبه، قال عز الدين الأصبحي، وزير حقوق الإنسان في الحكومة الشرعية باليمن: إن "التسوية السياسية أمر جيد، لكن لابد من محاسبة كل من أخطأ في حق الشعب أو تورط في الفساد"، مضيفًا أنه "إذا لم تحدث المحاسبة فلن تستقر البلاد، بل سيستمر العنف لسنوات مستقبلية".
وأكد أن الحرب الحالية في اليمن "كارثية"، لكنه حذَّر في الوقت نفسه من ازدياد حدة العنف، وحدوث مزيد من الاختلالات الأمنية حال عدم عودة دولة المؤسسات والقانون، لافًتا إلى أن هناك أطرافًا لها مصالح في استمرار العنف وعدم الاستقرار باليمن.
بدوره، قال أحمد يوسف، المتخصص في الشؤون اليمنية، إن التسوية السياسية ستجنب اليمن الكثير من الكوارث والمآسي التي تحدث الآن، والتي ستحدث مستقبلًا إذا لم يسعَ الفرقاء لإتمام التسوية.
وأضاف يوسف، في كلمته بالحلقة النقاشية، أن هناك عائقين أمام إتمام التسوية، أولهما أن الأمور في اليمن لم تنضج بالقدر الذي يسمح للطرف المعتدي على الشرعية بالدخول في تسوية سياسية، أما الأمر الآخر فيتعلق بأن الخصوم ليسوا على نفس المستوى أو التكافؤ الذي يجعلها تدخل في تسوية سياسية، مشيرًا إلى أن الفكرة المتداولة الخاصة باستبعاد الخصم من الحياة السياسية، لا تتناسب بأي حال مع التسوية.
بينما أكد حسن أبو طالب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في كلمته خلال الحلقة، أن التسوية السياسية تحتاج إلى شروط غير متوافرة في اليمن حاليًّا.
وقال، في الحلقة النقاشية التي عقدتها المنظمة العربية لحقوق الإنسان، إن أبرز الشروط المفتقدة هي تقبُّل الفرقاء لبعضهم البعض.
وتابع: "لابد من إلغاء الفكرة المُستقِرَّة لدى بعض القوى التي تعني إما أن أحكم أنا أو ليذهب الجميع إلى الجحيم"، مشيرًا إلى أن البيئة الدولية السياسة ترى أنه لا توجد فرصة حقيقية للحل السياسي.
aXA6IDE4LjIyNi44Mi45MCA= جزيرة ام اند امز