التشكيلي السوري نذير نبعة يودّع أغصان الزيتون وزهور الياسمين
رحل نذير نبعة (1938-2016)، ليلة الاثنين، وهو صاحب مجموعة "الدمشقيات" والمولود في حي المزة الدمشقي العريق.
ككثير من الفلسطينيين الذين غلبت زهور الياسمين الدمشقي على أغصان الزيتون في حياتهم، عاش الفنان التشكيلي السوري نذير نبعة في وسط الشام، دون أن يعرف الكثيرون أنه سوري بل مقدسي.
عمله الطويل كعضو في "حركة فتح" الفلسطينية وتسخيره الكثير من حياته وفنه لأجل قضية العرب المركزية والمقاومة، حيث تصميم شعار حركة "فتح" المعروف فضلاً عن ملصقاتها في أواخر ستينيات القرن المنصرم، جعلته من الفنانين الاستثنائيين الذي يُعتبرون من مؤسسي الحداثة في التشكيل السوري.
رحل نذير نبعة (1938-2016)، ليلة الاثنين، وهو صاحب مجموعة "الدمشقيات" والمولود في حي المزة الدمشقي العريق، فله دور بارز في تعليم الكثير من الفنانين تجربة اللون والبصر والتشكيل، كونه كان مدرساً في كلية الفنون الجميلة بالعاصمة السورية.
وعادة ما يذكر أصدقاؤه منزله الكائن في ساحة الروضة بدمشق القديمة، وتحويله إياه إلى منارة ثقافية يجتمع فيها محبو الفن والمثقفون.
المكان والطبيعة والتاريخ
قال نبعة قبل رحيله لصحيفة عربية: "كثيرون كانوا يظنون أنني فلسطيني؛ كون رسوماتي كانت بمثابة الناطق الرسمي بلسان الحراك الفلسطيني؛ فهزيمة حزيران كانت صفعة على وجوهنا جميعاً؛ جعلتنا جميعاً في حالة إحباط، لكن كانت شخصية الفدائي هي من أنقذتنا من هذا الاكتئاب".
ولا يمكن المرور على تجربة نبعة الفنية دون تذكر زوجته الفنانة التشكيلية السورية – المصرية المعروفة شلبية إبراهيم.
ولعل أبرز ما عُرف به مؤخراً نبعة هو رسوماته التي فضحت جرائم التنظيمات الإرهابية في سوريا والعالم، مثل داعش وغيرها.
يرى نقاد تشكيليون أن نبعة تميز في لوحاته في عرض عناصر المكان والطبيعة ومفردات التاريخ والحضارات القديمة بشكل ملفت للغاية.
وغالباً ما اعتبر نبعة نفسه تلميذاً لدى كل من محمود جلال وناظم الجعفري من سوريا، وحسين بيكار وعبد العزيز درويش وعبد الهادي الجزار وحامد ندى من مصر، وغيرهم.
وشكلت العاصمة العراقية بغداد هاجسه الأكبر في الرسم، وخاصة بعد أن احتلتها الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي دفعه إلى إطلاق مجموعته "المدن المحروقة"، التي لم تقتصر على بغداد، بل امتدت إلى مدن أخرى تعرضت للدمار والموت.
ظل نبعة يتغزّل بدمشق حتى ودعها
درس نذير نبعة الفن في العاصمة الفرنسية باريس، وذلك في الأكاديمية العليا للفنون الجميلة للفنون، إلا أنه سرعان ما عاد إلى دمشق وبقي فيها، وظل يتغزل فيها إلى أن ودعها.
وأقام بعد دراسته معارض سورية وعربية وعالمية بدأت منذ نهاية الخمسينيات، مثل معرض في متحف الفن الحديث في الكويت، ومعرض المجمع الثقافي الإماراتي في أبوظبي، ومعرض غاليري بوزار في دبي، ومعرض صالة غاليري واحد في بيروت، ومعرض صالة المعارض في المركز العربي في دمشق، وغيرها.
أما الجوائز التي استحقها فكانت جائزة معرض غرافن آ عام 1967، وجائزة بينالي الإسكندرية عام 1967، وجائزة المدرسة العليا في باريس، فضلاً عن وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة.
aXA6IDMuMTQzLjUuMTYxIA== جزيرة ام اند امز