خبراء ومحللون يرجحون عدم التزام نظام الأسد باتفاق "وقف الأعمال القتالية"، مستشهدين بمواقف سابقة للنظام السوري
شكك خبراء وباحثون في إمكانية صمود اتفاق "وقف الأعمال القتالية" في سوريا، والذي من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ، مساء السبت المقبل.
ورأى الخبراء أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد "يناور" لكسب الوقت بعد ضغط روسي أجبره على قبول الاتفاق.
وفي تصريح خاص لبوابة "العين" الإخبارية قال محمد عباس ناجي، الخبير في مركز "الأهرام" للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن نظام الأسد "دائما ما كان يحاول التحايل وكسب الوقت لعدم الدخول في نزاع مع المجتمع الدولي"، مشيرا إلى أن نظام بشار لم يلتزم باتفاقات مسبقة وأهمها اتفاقات "جنيف" مع المعارضة السورية.
ورأى أن فرص تنفيذ الاتفاق، حتى بعد أن أعلن نظام يشار قبوله، ستكون دائما محل شك، خصوصا مع تاريخ الأسد في التهرب من الاتفاقات لصالح لتحقيق مزيد من الانتصارات العسكرية على الأرض.
وأشار إلى أن الضغط الروسي كان وراء إعلان الأسد قبول الاتفاق رغم النداءات الدولية في هذا الصدد منذ سنوات.
وقال تيسير النجار، المحلل السياسي السوري: إن الحديث عن الهدنة السورية "لا يبشر بأي جدية" لأن نظام الأسد غير مستعد لتنفيذ الهدنة.
وقال النجار، لقناة "سي بي سي اكسترا" المصرية: إن بشار الأسد يعتبر كل من يقف ضد نظامه بأنه "إرهابي"، وهذا أبسط دليل على أن فرص صمود الهدنة ضعيفة، مضيفا أنه بدون الدعم الدولي لن يكون هناك معنى للهدنة، لأنه سيكون بها الكثير من الخروقات، متمنيًا نجاح تلك الهدنة للحد من نزيف الدماء.
من جانبه رأى أندرو جيه. تابلر، خبير الشؤون السورية في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" أن "سياسة واشنطن المعلنة ليست لإنهاء الحرب السورية"، وفق تصريحه لجريدة "نيويورك تايمز الأمريكية".
وأضاف: "إنهم يريدون فقط تهدئة الوضع، وليس إنهاء الحرب، هي محاولة أخرى لاحتواء الصراع الذي لا يمكن احتواؤه".
وقال فريدريك سي وولف، المسؤول السابق في إدارة ملف سوريا بالبيت الأبيض: إن "هذا يعتمد كليا على حسن النية من روسيا وإيران ونظام الأسد"، قبل أن يضيف: "لم يظهر أي منهم حسن النية في السنوات الخمس الماضية"، حسب تصريحه لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وأعلن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم الثلاثاء "قبول وقف الأعمال القتالية" في البلاد، وفق اتفاق أعلنت عنه الولايات المتحدة وروسيا، مساء الاثنين، يستثني تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة".
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية، في بيان حصلت وكالة "فرانس برس"، على نسخة منه، "تعلن الجمهورية العربية السورية عن قبولها بوقف الأعمال القتالية، وعلى أساس استمرار الجهود العسكرية بمكافحة الإرهاب ضد داعش وجبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية الأخرى المرتبطة بها وبتنظيم القاعدة وفقا للإعلان الروسي الأمريكي".
وأعلنت الولايات المتحدة وروسيا، في بيان مشترك بثته وزارة الخارجية الأمريكية، أن اتفاقا لوقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ في سوريا يوم السبت المقبل 27 فبراير/ شباط، اعتبارا من منتصف الليل بتوقيت دمشق.
لكن وقف الأعمال الحربية، التي أوقعت عشرات آلاف القتلى وملايين اللاجئين منذ خمس سنوات، لن يشمل تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" ذراع القاعدة في سوريا، بحسب البيان.
وجاء في البيان أن "وقف الأعمال العدائية سيطبق على الأطراف المشاركة في النزاع السوري التي أعلنت أنها ستحترم وستطبق بنود" الاتفاق.