تنديد فلسطيني بمشروع تعليمي إسرائيلي لـ"توحيد القدس"
مشروع الوزير المتطرف يأتي مع مرور 50 عاماً على احتلال الجزء الشرقي من القدس، والذي تعتبره إسرائيل عام "توحيد القدس"
ندد مسؤولون فلسطينيون بإعلان وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينت، أن شعار السنة التعليمية القادمة في إسرائيل سيخصص لموضوع " توحيد القدس"، بهدف ترسيخ الأيديولوجية الصهيونية في المضامين التربوية، واعتبروا ذلك تحدياً لقرارات المجتمع الدولي.
وقال نفتالي بينت، وهو زعيم حزب "البيت اليهودي" اليميني، إن السنة الدراسية المقبلة ستخصص لموضوع "توحيد القدس" وستبادر وزارته إلى فعاليات ونشاطات في المدارس حول الموضوع، بهدف ترسيخ الأيديولوجية الصهيونية في المضامين التربوية.
ويأتي مشروع الوزير المتطرف، مع مرور 50 عاماً على احتلال الجزء الشرقي من القدس المحتلة، والذي تعتبره إسرائيل عام "توحيد القدس".
وأدان الأمين العام للجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم الفلسطينية مراد السوداني، إعلان الوزير الإسرائيلي، مشدداً على عروبية القدس.
وأكد السوداني، في بيان تلقت بوابة "العين" نسخة عنه، أن القدس لا شرقية ولا غربية وستظل أقرب نقطة بين السماء والأرض ومدينة الله التي تدافع عن سقف العروبة والأمة الإسلامية، وستظل عصيّة على الانكسار والسقوط، لأنها محمولة على الدم المجيد والمقدّس العالي.
وشدد على أن ما يفعله الاحتلال يومياً هو تهويد للمدينة، فضلا عن التزييف والمحو والإلغاء الذي ينتهجه الاحتلال في مدينة الله، من خلال فرض المنهج الاحتلالي لتعميم رواية الاحتلال على أبنائنا، كل ذلك سنرفضه ونقاومه بكافة الأساليب والسياقات.
وأشار السوداني إلى مدى خطورة الأوضاع الأمنية في مدينة القدس وهيمنة سلطات الاحتلال، منذ ساعات صباح اليوم الثلاثاء، على المدينة وتحويلها إلى ثكنة عسكرية، حيث أغلقت جميع مداخل محيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى بالكامل تحضيراً لما يسمى بـ" عيد توحيد القدس".
تطرف خطير
واعتبر الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى، إعلان نفتالي بينت، بأنه إصرار إسرائيلي واضح على التطرف والاستيلاء على القدس المحتلة ضارباً بعرض الحائط حقوق المسلمين والمسيحيين في المدينة.
وقال عيسى لبوابة "العين"، إن قواعد القانون الدولي أكدت أنه لا يجوز لقوات الاحتلال الإسرائيلي أن تضم أو تعلن ضم المناطق التي احتلتها كلها أو بعضها إليها بأي شكل من الأشكال، وكل إجراء من هذا القبيل تتخذه القوات المحتلة تحت أي اعتبارات من جانب واحد هو إجراء باطل ولا يترتب على مثل هذا الإجراء أي أثر قانوني أو شرعي أو دولي.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس لا يؤدي إلى نقل السيادة للقوات المعتدية لأن الاحتلال مؤقت ومحدود الأجل ويجب أن ينتهي إما بعودة القدس المحتلة إلى سيادتها الفلسطينية الأصلية أو بتسوية النزاع بالطرق السلمية التي حددها ميثاق الأمم المتحدة أو بالتدابير اللازمة القسرية التي يجب أن يتخذها مجلس الأمن انسجاما مع صلاحياته
منطقة تحت الاحتلال
من جهته قال يوسف جبارين، العضو العربي في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، إن القدس الشرقية منطقة تحت الاحتلال، ولا يوجد أية دولة في العالم تعترف بشرعية ضمّها إلى إسرائيل.
وأكد أن مشروع وزير التعليم الإسرائيلي يأتي استمرارًا للتغييرات التي يقوم بها الوزير في سلك التربية والتعليم منذ تسلمه منصبه، بهدف تعزيز مشروعه الأيديولوجي الذي يقوم على فكرة توسيع الاستيطان وترسيخ "أرض إسرائيل الكبرى".
وأشار جبارين، في بيان له اليوم، إلى أن وزير التعليم يستغل وزارته لمآرب سياسية خطيرة تخدم حزبه المتطرف، كما أنه بهذا القرار يضرب بعرض الحائط كافة المواثيق والاتفاقيات الدولية بشأن مكانة القدس، مؤكدا أن قرار بينيت هو جزء من سياسة ممنهجة لتهويد القدس وتفريغها من أهلها الفلسطينيين.
وأضاف أن بينت يسعى جاهدًا لتطبيق الأفكار السياسية المتطرفة لـ"البيت اليهودي"، ويستغل تأثيره على المضامين التربوية والثقافية من أجل تنشئة الأجيال القادمة على أيديولوجية حزبه، التي تتنكر لحق الشعب الفلسطيني بالاستقلال وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وتحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلية فرض مناهج إسرائيلية بدلاً من المناهج الفلسطينية التي يتلقاها 300 ألف طالب فلسطيني في حوالي 180 مدرسة في القدس.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMy4yMCA=
جزيرة ام اند امز