الجيش التابع للسلطات الليبية المعترف بها دوليًّا يحقق تقدمًا كبيرًا لاستعادة بنغازي، بعدما سيطر على منطقة الليثي، أبرز معاقل "داعش"
حقق الجيش التابع للسلطات الليبية المعترف بها دوليًّا تقدمًا كبيرًا في معركته الطويلة لاستعادة بنغازي، بعدما سيطر على منطقة الليثي، أبرز معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي في المدينة، جاء ذلك في وقت عجز فيه البرلمان عن التصويت على منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة.
ولليوم الرابع على التوالي، واصلت القوات الحكومية التي يقودها الفريق أول خليفة حفتر، تقدمها في بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس) نحو معاقل الجماعات المسلحة المناهضة لها، وبينها جماعات متطرفة على رأسها تنظيم "داعش".
وقال فضل الحاسي، آمر مكتب التحريات في القوات الخاصة في بنغازي "حررنا منطقة الليثي بالكامل".
وفي تسجيل فيديو نشره الثلاثاء المكتب الإعلامي لقواته، قال حفتر: إن "النصر الذي تحقق كان ناتجًا عن صبر كبير جدًّا"، مضيفًا: "نحن نتوق إلى النصر النهائي الذي يلوح في سماء هذه البلاد كلها".
وتقع الليثي في وسط بنغازي، وتُعَد أبرز معاقل الجماعات الإرهابية التي تقاتل القوات الحكومية في ثاني مدن البلاد، منذ نحو عامين.
ويطلق سكان المدينة على هذه المنطقة اسم "قندهار بنغازي"، في إشارة إلى المدينة الأفغانية، ونظرًا للنفوذ الكبير الذي تتمتع به الجماعات الإرهابية فيها.
وحاول مواطنون دخول المنطقة بعد سيطرة القوات الحكومية عليها، أملًا ببلوغ منازلهم التي غادروها منذ أشهر طويلة بفعل الاقتتال، لكن عناصر الأمن منعوهم من ذلك حتى ينتهي التمشيط، وسمحوا بدخول إعلاميين وبعض الشبان فقط.
ومساء، سمحت القوات الحكومية بدخول السكان بعض الشوارع، فازدحمت مداخل الليثي بالسيارات التي أطلقت أبواقها احتفالًا، بينما كان آخرون يطلقون النار في الهواء.
وبدت أثار المعارك واضحة على بعض المنازل في المنطقة، حيث دمرت أجزاء منها، بينما انتشرت على الجدران شعارات لتنظيم "داعش".
ويأتي الإعلان عن التقدم في بنغازي بعد 4 أيام من انطلاق عملية عسكرية تحت اسم "دم الشهيد"، تمكَّنت خلالها القوات الحكومية، بحسب ما أكد قياديون فيها، من استعادة السيطرة على ميناء المريسة في غرب بنغازي، وعلى مستشفى الهواري.
وقتل في العملية العسكرية منذ انطلاقها أكثر من 20 عنصرًا من قوات السلطات المعترف بها، بحسب مصادر طبية في بنغازي.
اشتباكات قرب العاصمة:
وفي موازاة العمليات العسكرية في بنغازي، قتل 6 مسلحين محليين في درنة القريبة خلال تصديهم لهجوم جديد لتنظيم "داعش" حاول من خلاله دخول المدينة.
ويحاول داعش" منذ أسابيع الاستيلاء مجددًا على درنة (1300 كلم شرق طرابلس) بعدما طرده منها مسلحون من أبناء المدينة في يوليو/تموز.
وقرب العاصمة الليبية طرابلس الخاضعة لسلطة حكومة لا تحظى باعتراف المجتمع الدولي، تشهد منطقة النهضة جنوب مدينة صبراتة اشتباكات بين المجلس العسكري لصبراتة، الجهاز الأمني الرئيسي في المدينة، وعناصر من تنظيم "داعش"، قتل فيها 4 من مقاتلي المجلس.
وقال عميد بلدية صبراتة (70 كلم غرب طرابلس) حسين الدوادي: إن "اشتباكات تدور بين مقاتلي المجلس العسكري للمدينة ومجموعة من تنظيم داعش في منطقة النهضة" الواقعة على بعد 15 كلم جنوب صبراتة.
التصويت على الحكومة:
وتسعى الأمم المتحدة إلى توحيد السلطتين المتنازعتين في حكومة وفاق وطني، على أمل أن تتمكن مثل هذه الحكومة من مواجهة خطر "داعش".
ووقع أعضاء من برلماني طبرق وطرابلس في ديسمبر/كانون الأول في المغرب اتفاقًا برعاية الأمم المتحدة قضى بتشكيل حكومة وفاق وطني.
وتم تقديم تشكيلة أولى لهذه الحكومة إلى البرلمان الذي رفضها، ثم تم تقديم تشكيلة ثانية، لكن الخلافات لا تزال تمنع التصويت عليها.
وقال النائب محمد العباني: "لم يتحقق النصاب المطلوب (89 نائبًا) لافتتاح جلسة التصويت، الثلاثاء".
وأرجئت الجلسة إلى الأسبوع المقبل.
وقال النائب علي القايدي إن هناك خلافات بين النواب، وان مجموعة من الأعضاء أبدت "تحفظات" على أعضاء في المجلس الرئاسي الليبي برئاسة فايز السراج، رئيس الحكومة المقترحة، بينما تعارض مجموعة أخرى برنامج الحكومة على خلفية "الكلام عن نوايا الحكومة طلب تدخل أجنبي".
aXA6IDMuMTQwLjE4NS4xOTQg جزيرة ام اند امز