نبيل المالح يرحل مودعًا: "عالشام .. عالشام"
محبو المخرج السوري المعروف نبيل المالح تناقلوا خبر وفاته على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر الأربعاء.
صداقته وتواضعه مع الجميع كانت السبب الكافي لأن يكون محبوبًا، يتذكره كثيرون وهو يمشي في أروقة المدينة الجامعية بالعاصمة السورية دمشق، حيث يوزع تعليماته على طلاب أنتجوا أفلامهم للمرة الأولى، كونه يشرف على تعليمهم.
هذا الكلام قبل الأزمة السورية، ولكن في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة رآه الكثيرون حاضرًا رغم مرضه في المناسبات الثقافية والفنية والشعبية، أما في دمشق فتدور كاميرته الاستثنائية وهو يعلم أنه بفيلم "الكومبارس" مثلًا سيخلد اسمه عالميًا.
كان يحمل نار الثورة في داخله، لا ككثيرين استسلموا للظروف الصعبة، بل إن شعلة الحرية بقيت متقدة في صدره، وخاصة حين أُرغم على هجرة دمشق، حيث معبودته.
رحل وهو يردد: عالشام.. عالشام
اليوم، يتناقل محبو المخرج السوري المعروف نبيل المالح خبر وفاته على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي عرض آخر أفلامه الوثائقية "عالشام.. عالشام" في دبي بعد منع عرضه في وطنه الأم.
واعتبر ناقدون سينمائيون هذا الفيلم واحدًا من التجارب السينمائية الإشكالية في سوريا، حيث يعرض هجرة الشباب من الريف إلى المدن وحالات الفقر، ويمهد لأسباب الأزمة السورية التي بدأت منذ أكثر من 5 سنوات.
عُرض الفيلم في دبي مول قبل أشهر بكثير من الحفاوة ولاقى الكثير من الترحيب النقدي السينمائي.
كان يقيم في لؤلؤة الخليج، إلا أن عشقه للشام كان أكبر ما يمتلكه، أما أفلامه الكثيرة فكانت خير مثال على تجربته وتنوعه في الطرح السينمائي.
غادر المالح العالم وفي جعبته أكثر من 150 فيلمًا تنوعت بين الروائي والوثائقي، بينما ترك آخر منشور له على صفحته الافتراضية في موقع فيسبوك وهو عبارة عن حوار أجراه معه الصحفي إبراهيم الجبين لجريدة "العرب" اللندنية، بتاريخ 24/1/2016.
الكومبارس.. خالد في ذاكرة السينما العالمية
درس نبيل المالح الإخراج السينمائي في معهد السينما في براغ 1957، وعُرف كمخرج أفلام روائية هامة، ومن أوائل صنّاع السينما السورية.
ومن أهم أفلامه الروائية الطويلة نابالم (1969)، الفهد (1972)، المخاض (1978)، بقايا صور (1978)، الكومبارس (1992)، وغيرها.
في فيلم "الكومبارس" من بطولة الفنانين بسام كوسا وسمر سامي، ثمة فضاءات مفتوحة لشاب هادئ الطباع متأمل في حالته المعيشية والوجدانية، إلا أن الكثير من المفاجآت تغير مجرى الفيلم مع شريكة عمر كوسا، كل هذا لتحقيق الاستقرار والأمل.
أما في فيلم "الفهد" فتحن أمام عوالم أكثر من خاصة، حيث جسد بطولته الفنان أديب قدورة بالأبيض والأسود، ووقتها تمت دعوة السينما السورية لمهرجان بوزان الدولي للأفلام الآسيوية لاختيار "الفهد" عام 2005 ضمن الأفلام الخالدة كأهم الأفلام في تاريخ السينما الآسيوية، بعد أن حصل على جائزة مهرجان بوزان الدولي للسينما في كوريا الجنوبية.
كتب الفيلم حيدر حيدر، وأدت فيه إغراء دورًا مميزًا، وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، حيث أغلبية أفلامه كانت تحت راية هذه المؤسسة الرسمية.
هذا الكلام ليس ببعيد عن فيلمه الآخر "بقايا صور" الذي كتبه الروائي السوري حنا مينة، صاحب أكثر من 60 رواية، وسيناريو سمير ذكرى ومحمد مرعي وحسن سامي يوسف.
الفيلم يصور حياة بائسة لأسرة صغيرة (أبو سالم)، أحلامها صغيرة، فالزوجة مغلوب على أمرها ومريضة، والزوج في مغامرات فاشلة، وأطفال يفتحون أعينهم على عالم قاسٍ.
أهم الجوائز العالمية
أما أهم أفلامه الوثائقية فكانت حلب (1965)، إكليل الشوك (1969)، الصخر (1978)، النافذة (1978)، العتمة المضيئة (2003)، عالشام عالشام (2006)، وغيرها.
كان المالح مدرسًا لمادة الإخراج السينمائي، فقد درّسها مع السيناريو في عدة جامعات كجامعة السينما في أوستن - تكساس وجامعة السينما في لوس أنجلوس - كاليفورنيا.
تلفزيونيًا، له مسلسل حكايا وخفايا 2005، من تأليف وإخراج فراس دهني.
حاز المالح على أكثر من 60 جائزة عربية وعالمية، فقد نال "الكومبارس" جائزة أحسن إخراج من مهرجان القاهرة وجائزتي التمثيل من مهرجان السينما العربية في باريس، وأحسن سيناريو من مهرجان فالنسيا وفضية مهرجان ريميني.
وبخصوص موقفه من الأزمة في بلاده قال لإحدى وسائل الإعلام: "قبل أن تتصعد المطالب الشعبية في سورية إلى إسقاط النظام، كان مطلب المتظاهرين مؤثرًا جدًا، ويتمثل في الشعار (حرية وكرامة وبس)، لكن هذا المطلب لم يفهمه من تعود على سلب حرية وكرامة المواطن السوري".
aXA6IDMuMTM3LjIwMC41NiA= جزيرة ام اند امز