100عملية خلال 5 أشهر..ممارسات إسرائيل العدوانية تؤجج الطعن
قرار رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي بإلزام جنود حمل أسلحتهم خلال إجازتهم،يعكس حجم المخاوف التي خلفها ذلك النوع من العمليات الفدائية
يكشف قرار رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوت، إلزام جنود حمل أسلحتهم خلال إجازتهم، خشية التعرض لعمليات طعن على أيدي فلسطينيين، حجم المخاوف التي خلفها ذلك النوع من العمليات الفدائية.
ويقف جيش الاحتلال وأجهزة الأمن الاسرائيلية عاجزة عن تفسير ظاهرة إقدام شبان وفتية فلسطينيين على تنفيذ عمليات فدائية بشكل فردي، ودون أوامر من تنظيم أو جماعة.
وتقر أجهزة الأمن والجيش الإسرائيلي ارتفاع وتيرة العمليات الفدائية الفلسطينية ضد الأهداف الإسرائيلية خلال انتفاضة القدس التي انطلقت قبل 5 أشهر.
ووفق إحصائيات شبه رسمية فقد نفذ الفلسطينيون نحو 230 عملية، من بينها 96 عملية طعن بالسكين، فيما تنوعت العمليات الأخرى بين الدهس بالسيارات وإطلاق النار، فضلًا عن إلقاء أكثر من 800 زجاجة حارقة، أدت جميعها إلى مقتل 33 إسرائيليًّا، وإصابة المئات.
الحكومة الإسرائيلية الأمنية المصغرة "الكابنيت" اتخذت سلسلة إجراءات تضمنت هدم بيوت ذوي منفذي العمليات، وتقييد حركتهم، وسحب تصاريح العمل، وفرض عقاب جماعي على المنطقة التي يخرج منها الفدائي، وغيرها من الإجراءات التي لم تفلح في وقف عمليات الفلسطينيين، ضد جنود الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وجود الاحتلال وسياساته:
ويعتقد الكاتب السياسي مصطفى عبد الحميد، أن السبب الرئيسي لاستمرار عمليات الفلسطينيين هو وجود الاحتلال ذاته على الأرض الفلسطينية وبين الفلسطينيين، بحواجزه العسكرية وقواته المنتشرة بين المدن الفلسطينية؛ تقتحمها ليل نهار وتنكل بالفلسطينيين، وتدمر منازلهم، وتعتقل أبناءهم، وتقتلهم بدم بارد.
ويضيف عبد الحميد لبوابة "العين"، سبب واحد يدفع الشباب لتنفيذ عمليات ضد الاحتلال، فكيف إذا تجمعت عدة أسباب في لحظة ومكان واحد، ويتابع: "هل تريد من شاب يافع يرى التنكيل على أيدي الجنود أن يقف مكتوف اليدين؟"، بكل تأكيد سيتحرك في الاتجاه المضاد.
ويقول إن هناك أكثر من 600 حاجز عسكري منتشر في طرقات الضفة الغربية، تتحكم في حياة 3 ملايين ونصف مليون فلسطيني، وتنكل بهم، وتعرقل حركة سيرهم، وتهدد أمنهم واستقرارهم.
ويشاطره الرأي المحلل السياسي جمال الحاج، ويقول إن اتساع العمليات الفدائية ضد الاحتلال يعود بالأساس إلى وجوده العسكري بينهم.
ويشير إلى أن الاتصال المباشر والاحتكاك اليومي بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال ونحو نصف مليون مستوطن في الضفة الغربية من خلال الطرق المشتركة والممارسات التي يشاهدها الفلسطيني في كل لحظة هي محفز لهذا الجيل للقيام بالعمليات الفردية.
ويقول الحاج لبوابة "العين"، حكومة نتنياهو وأجهزتها الامنية وجيشها يعرفون بالضبط أسباب ارتفاع العمليات الفدائية ضد جنودهم والمستوطنين، وهم يدركون أن بقاء تلك الأسباب في الضفة سيزيد من تعقيد الأمر، ولعل هذا ما يبحث عنه نتنياهو في المرحلة الحالية.
تصعيد مدروس:
ويشير الحاج، نتنياهو ووزراء حكومته من قادة اليمين المتطرف يوفرون بيئة التسخين في الضفة الغربية للوصول إلى مرحلة متقدمة في الصراع لخدمة أهدافهم في تدمير ما تبقى من إمكانية لإقامة دولة فلسطينية على أراضي حدود عام 67.
ويعتقد عبد الحميد أن الاحتلال الإسرائيلي لن يحقق من جره الضفة الغربية أيًّا من أهدافه "لأن الفلسطينيين باتوا يدركون مراميه، لذلك هم قرروا الاستمرار في الهجوم حتى تحقيق أهدافهم المرحلية".
ويشير إلى أن نتنياهو أغلق باب الحلول السياسية مع السلطة الفلسطينية، استجابةً لقوى اليمين المتطرف المتنامية قوته في الشارع الإسرائيلي، وأخذ يلبي مطالبهم في استفزاز واضح للفلسطينيين والمجتمع الدولي على حد سواء.
وأطلق نتنياهو يد قواته والمستوطنين تعتدي على المسجد الأقصى والمقدسات في مدينة القدس، وتهود المدينة، وتصادر الأراضي الفلسطينية لصالح المستوطنات، وسط غياب لأي أفق سياسي يمكن أن يأتي بأي حلول للفلسطينيين.
ووفق تقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية، قبل 5 أشهر لم تتوقع حكومة نتنياهو اندلاع الانتفاضة، واليوم لا تستطيع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية معرفة ما سيحدث في المستقبل وإلى أين تتجه هذه الانتفاضة، حسب صحيفة معاريف الإسرائيلية.
وذكرت معاريف، أن أجهزة الأمن رسمت 3 سيناريوهات، لمستقبل الوضع الفلسطيني، كلها قاتمة بالنسبة للاحتلال، ويتمثل السيناريو الأول، في نزول الفلسطينيين كلهم للشوارع ضد الاحتلال.
فيما السيناريو الثاني، الذي تعتبره أجهزة الأمن أشد خطورة من الأول، أن تنضم الفصائل الفلسطينية المسلحة إلى الانتفاضة، وعندها ستصبح العمليات أشد خطورة وأكثر ضررًا لإسرائيل، أما السيناريو الثالث، الأشد خطورة من سابقيه، فهو أن يتضرر التنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية.