"مراد" و"الكومي" يفتتحان أيام الأدب العربي بزيورخ
تحدث الكاتبان عن تجربتهما في كتابة الرواية والرؤى والتصورات التي ينطلقان منها في الكتابة الروائية في أول أيام الأدب العربي بزيورخ
برعاية المؤسسة الثقافية السويسرية "بروهلفتسيا"، عقدت أولى فعاليات "أيام الأدب العربي" بسويسرا، الجمعة، والذي يستضيفه بيت الأدباء بزيورخ، حيث نظمت لقاء جمع بين الروائيين المصريين أحمد مراد ووجدي الكومي والمترجمة علا عادل لقراءة أجزاء من أعمالهما بحضور حاشد وكبير من كتّاب وجمهور سويسري حرص على متابعة الفعالية.
تدور المناقشات حول ما يمر به العالم العربي من عملية تحول يتفاعل فيها الأدب مع هذه التغيرات عن طريق التحليل ومراقبة التطورات الاجتماعية والثقافية والتعليق عليها، ومن خلال الندوات المنعقدة ستطرح محاولات للإجابة عن: كيف يقوم الأدباء بتصوير المجتمع في رواياتهم وقصصهم وأشعارهم؟ أية لغة يستخدمونها؟ كيف يفهمون وضعهم بين الحرية التي حصلوا عليها مؤخرا والقيود المتزايدة؟ ما هي التحديات التي يواجهها كل من الناشرين والمترجمين؟
في ندوة بعنوان «تراب الماس وفيرتيجو وإيقاع في أدب الشباب المصري: قراءة ومناقشة»، أدارها من الجانب السويسري، جينيفر خاكشوري، تحدث كل من الكاتبين الشابين عن تجربتهما في كتابة الرواية والرؤى والتصورات التي ينطلقان منها في الكتابة الروائية..
«فرتيجو» كانت أولى أعمال أحمد مراد الروائية (صدرت في العام 2007)، وتحولت لاحقًا إلى مسلسل تليفزيوني، وحققت نجاحًا مبهرًا ولفتت إليه الأنظار الكثيرين، خاصة بعد أن توالت طبعاتها خلال مدة لا تتجاوز أشهر معدودة، تحدث أحمد مراد عن روايته، وعن مجمل مشروعه، وعن آليات اشتغاله على مادته الروائية "أشتغل على الفكرة وأدرسها جيدًّا، وأحاول التحضر لها بكل تركيز واحتشاد، وأسعى قدر ما أستطيع إلى قراءة كل ما يتصل بمادة موضوع الرواية، تاريخًا كان أو أدبًا أو أساطير وفلكلورًا أو مادة علمية، على أن أضفر هذه المادة في بنية العمل دون أن تكون هدفًا لذاتها، لكن في خدمة النص واتساقًا مع الرؤية الكلية له، وأجتهد في أن أحافظ على إيقاع العمل، إن جاز التعبير، والإفادة من دراستي للسينما في توظيف عنصر التشويق والجذب لمتابعة القراءة منذ الجملة الأولى في العمل وحتى السطر الأخير".
الروائي أحمد مراد، قال في تصريحات لـ «العين» إنه سعيد بالمشاركة في هذا الملتقى الأدبي الكبير، خصوصا أن يحظى بصحبة عدد من الأصدقاء الكتاب والناشرين المصريين والعرب؛ منهم وجدي الكومي وشريف بكر واللبنانية علوية صبح والسورية روزا الحسن، وأضاف أن مشاركته في أيام الأدب العربي بزيورخ تمثل له أهمية خاصة أنها جاءت بالتزامن مع صدور ترجمات جديدة لبعض أعماله إلى الألمانية وصدور بعضها عن دور نشر سويسرية وهو ما رآه "أمرًا مشجعًا وجميلًا". مراد تابع أنه يستعد لطرح أحدث أعماله الروائية بعنوان «أرض الإله» التي ستصدر قريبًا.
أما «إيقاع» لوجدي الكومي، فهي روايته الرابعة، صدرت عن دار الشروق المصرية، مطلع 2015، خلال المناقشة تحدث الكومي عن روايته التي حملت رؤية ناقدة للتحولات التي ضربت المجتمع المصري خلال السنوات الأخيرة. الكومي أوضح أنه "عبر الحفر وراء هوية المكان، والاشتغال على تاريخ منطقة بين السرايات (إحدى الفضاءات المكانية الأثيرة لأعماله الروائية) أتتبع مصائر شخوص الرواية المتعددة، أرصد ظواهر أفرزها المجتمع الذي يئن تحت وطأة الانهيار الشامل في السياسة والاقتصاد جراء الفساد المتراكم والمتغلغل منذ عصر مبارك وحتى ما بعد ثورة 30 يونيو".
مناقشون رأوا أن الكومي في «إيقاع» انحاز (فنيًّا) لمطربي المهرجانات الشعبية بكل ما تستدعيه هذه المهرجانات من صخب وضجيج، لكنه يتجاوز هذا الرصد السطحي إلى التوغل في هذا العالم والكشف عن تفاصيله ومكوناته، وطارحًا في الآن ذاته تفسيرًا روائيًّا متعاطفًا مع هذه الشريحة من المصريين، الذين ضاق بهم الحال وانسدت أمامهم السبل فقرروا أن يثوروا بطريقتهم ويتمردوا على أوضاعهم بخلق كلماتهم الخادشة الخشنة، وتوليف ألحان لها بإيقاعاتها الصاخبة المدوية وكأنهم في طقس تطهري أشبه بالزار في عنفه وحركاته الطائشة والباطشة معًا.
وجدي الكومي قال لـ «العين»: ليست المرة الأولى التي أزور فيها سويسرا، أو أشارك في نشاط لبيت الأدباء بزيورخ، لكن هذه المرة تختلف في أني أقرأ للمرة الأولى من روايتي «إيقاع» ثم مناقشتها بصحبة أحمد مراد. الكومي رصد تقاليد الاحتفال بالأدباء والإصدارات الجديدة هناك "خلال زياراتي لسويسرا وحضوري العديد من حفلات القراءة الأدبية (وهو تقليد غربي بامتياز في الاحتفاء بالأعمال الأدبية والترويج لها والحث على قراءتها) حضرت قراءة أدبية للكاتب السويسري الروائي "يوناس لوشر" Lüscher Jonas في مدرسة ثانوي قبل أكثر من عام في زيورخ. اللافت أن المدارس السويسرية تستضيف هذه القراءات الأدبية، وتدفع للكاتب مقابلًا ماديًّا بعد حضوره، وتخصيص ساعة أو ساعة ونصف من وقته للمناقشة مع الطلاب حول كتابه".
يتابع الكومي "المدرس في المدرسة السويسرية يقوم باختيار مقاطع أو أجزاء عشوائية من الرواية أو المجموعة القصصية أو الديوان الشعري، ويطلب من الطلبة أن يقرؤوها، ثم يعدوا "ريفيوهات" عنها، ومن الممكن أن يمتحنهم فيها، وينظم قراءة أدبية للفصل مع الروائي أو الشاعر صاحب الرواية أو الديوان".
واختتم الكومي "صحيح أن كل المناقشات كانت تجري بالألمانية، وكان يوناس يساعدني بالترجمة إلى الإنجليزية، لكني كنت سعيدًا بمشاهدة هذه التجربة الرائعة، وسعدت أكثر بهذا التجاوب العظيم من الطلاب وتحضيراتهم الرائعة للمناقشة التي كانت تصل إلى درجات من السخونة قد لا نتصورها هنا في عالمنا العربي".
يذكر أن فعاليات «أيام الأدب العربي» بزيورخ تقام على مدى الأيام 26، 27، 28 فبراير الجاري، يتحدث خلالها ناشرون من مصر ولبنان يعرضون فيها لتجاربهم وخبراتهم العملية في مجال النشر، من خلال مناقشة مع الناشر المصري شريف بكر والكاتبة اللبنانية علوية صبح والناشرة المصرية كرم يوسف، وتدير الحوار هبة شريف.
من ضمن الفعاليات، «حكايات من دمشق: قراءة ومناقشة»، إحدى الندوات التي ستعقد أيام الأدب العربي، مع رامي العاشق والكاتبة السورية روزا ياسين حسن، وتدير المناقشة من الجانب السويسري لاريسا بندر.
وعن الترجمة، وتحت عنوان «ألف حكاية وحكاية عن الترجمة»، ستعقد ورشة عمل ومناقشة مع هارتموت فاندريش ولاريسا بندر وتدير المناقشة الصحفية والكاتبة السويسرية سوزان شاندا، في ما ينظم لقاء آخر عن «موسيقى جديدة من العالم العربي»؛ عرض ومناقشة وحفل موسيقي مع توماس بركهالتر ونجاة سليمان وحسن طه، وتدير الجلسة كريستينا كابريز.
ندوة أخرى بعنوان «أصوات نسائية .. قراءة ومناقشة مع نجاة وعلوية صبح»، وتدير الجلسة ناتاشا ويه، ثم مناقشة بين الكاتب السويسري يوناس لوشر ومترجمته علا عادل، حول روايته «ربيع البربر»، ويدير الجلسة مارتن إيبيل.
وجلسة نقاشية ختامية مع نجاة عدواني ورامي العاشق ووجدي الكومي وروزا ياسين حسن وأحمد مراد وعلوية صبح، تدير الجلسة كريستينا كابريز.
aXA6IDMuMTQ1LjE2My4xMzgg جزيرة ام اند امز