مقديشو .. الدفع بالهواتف يعوض قلة البنوك وغياب الأمن
ظروف الحرب والدمار، دفعت الصوماليين إلى مواكبة تكنولوجيا نقل وتخزين الأموال، حتى صارت مقديشو من أكثر المدن تطورًا في هذا المجال.
يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن العاصمة الصومالية مقديشو، معاناة السكان التي لا تنتهي مع الحرب، لكن التعايش مع هذه الظروف كانت له جوانبه الإيجابية أيضًا، إذ أصبح الصوماليون من أكثر الناس استعمالًا لتقنية الدفع عبر الهواتف النقالة كتعويض عن العملة.
في الصومال، هذا البلد العربي الذي تمزقه الحرب منذ عقود، باتت تنتشر بغزارة تقنية دفع الفواتير والمستحقات عبر الهواتف النقالة، إلى الدرجة التي تحولت معها العاصمة مقديشو إلى مدينة تسبق كثيرًا من المدن في العالم، حسبما ذكر تقرير لموقع "كوارتز" التابع لشركة أبل الأمريكية.
ويستعمل الصوماليون هذه التقنية كتعويض عن محدودية انتشار البنوك في هذا البلد، ومع الوقت صارت مألوفة للجميع، فأصبح الباعة في الأسواق أو محطات الخدمات أو المقاهي وحتى الباعة المتنقلين يرفضون استعمال العملة ويطلبون تسديد مستحقاتهم عبر الهاتف النقال.
وتطور نظام الدفع عبر الهواتف النقالة، وفق ما يذكر التقرير، بشكل لافت، فصارت الشركات تتنافس في تقديم خدمات متنوعة كالدفع التلقائي وتنبيه الزبون عبر الرسائل القصيرة إلى رصيده المالي، كما يتم تقديم الخدمة بالعملة المحلية والدولار أيضًا.
ويعود سبب استعمال الهواتف النقالة بدل العملة، إلى سببين حسب الخبراء، الأول أن السكان صاروا يرفضون معهم حمل النقود لغياب الأمن في الطرقات بسبب حالة الحرب المستمرة، أما الثاني فهو عدم ثقة الصوماليين في البنوك جراء حالة عدم الاستقرار الاقتصادي التي تميز البلد.
وبحسب غاليم أدن، وهو عضو المنتدى الاقتصادي الصومالي، فإن خدمات الدفع بالهواتف النقالة، وفرت على الصوماليين عبء حمل العملة معهم، مما جعلهم في وضع أكثر راحة لقضاء حوائجهم في الشارع، كما شجع ذلك الكثيرين على أن يقيموا مشاريعهم التجارية الخاص بهم، دون خوف من عمليات النصب أو المتمردين.
والملاحظ مؤخرًا، أن انتشار الدفع بالهواتف النقالة يزداد بشكل مضطرد في القارة الإفريقية، إذ تؤكد جمعية متعاملي الهاتف النقال في العالم "جي أس أم" أن 52% من عمليات الدفع في العالم تجري في إفريقيا، حتى أن كينيا مثلًا أصبحت رائدًا عالميًّا في هذا المجال.
وتوفر هذه التقنية في إفريقيا إمكانية فك العزلة على أماكن بعيدة لا تنتشر فيها البنوك، وهو ما جعلها الأكثر انتشارًا بسبب اعتماد العمال عليها في إرسال الأموال إلى عائلاتهم .. وتقول الإحصائيات إنه مع نهاية 2015 وصلت هذه التقنية إلى 93 بلدًا عبر العالم.
aXA6IDMuMTM3LjE3NS44MCA= جزيرة ام اند امز