البرلمان الإيراني.. قبضة التشدد تخنق فوز الإصلاحيين
مراقبون: الفائزون ليس بإمكانهم تغيير سياسات الدولة
النتائج الأولية لانتخابات البرلمانية الإيرانية على عكس ما توقعته الأوساط الأصولية قبل أيام من إجراء الانتخابات
جاءت النتائج الأولية لانتخابات البرلمانية الإيرانية على عكس ما توقعته الأوساط الأصولية قبل أيام من إجراء الانتخابات، فقد استحوذ الإصلاحيون على 29 مقعدًا برلمانيًّا من المقاعد الثلاثين التي تمثل محافظة طهران في البرلمان الإيراني من أصل 290 مقعدًا، في حين جاء ترتيب المرشح عن التيار الأصولي غلام علي حداد عادل وفقًا للنتائج المعلنة، بحسب وكالة إرنا للأنباء حتى آخر ساعة من ليلة الأحد في المركز الثلاثين ضمن مرشحي طهران.
ومع ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد، ذكرت وكالة مهر للأنباء، أن موقع حداد عادل تراجع إلى الرتبة الحادية والثلاثين، وفي حال استمر بالتراجع أمام منافسيه الإصلاحيين ومن يوصفون بالمعتدلين يكون التيار الأصولي قد مني بهزيمة ساحقة.
ويرى مراقبون أن التيار الإصلاحي ومن يُوصفون بالمعتدلين ليسوا من مؤيدي التشدد والتدخل الإيراني الواسع في ملفات المنطقة، ولكن هذا لا يعني أن بإمكانهم إحداث تغيير كبير في سياسات النظام الإيراني، وذلك لأن دور البرلمان يقتصر على سن بعض القوانين الداخلية وتأييد مواقف النظام لا أكثر، كما أن الحرس الثوري مثلًا ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون وبعض المؤسسات القيادية وذات الدور الرئيسي في سياسات إيران التوسعية ليست بيد البرلمان الإيراني، حتى لو سيطر الإصلاحيون على غالبية مقاعده.
وكانت وزارة الداخلية الإيرانية قد نشرت بيانًا ليلة الأحد للأنباء أكدت فيه هذه النتائج لكنها عادت وقالت فيما بعد أن فرز الأصوات مازال مستمرًا وأن النتائج النهائية لم تتبين بعد، لكن حسين علي أميري المتحدث باسم الوزارة أكد أن هناك 13 دائرة انتخابية على الأقل ستجرى فيها انتخابات برلمانية للمرحلة الثانية بسبب عدم اكتمال النصاب اللازم لكسب المرشحين عن تلك الدوائر الأصوات الكافية لدخول البرلمان.
وفي المحافظات الإيرانية الأخرى غير طهران، ذكرت صحيفة كيهان الأصولية في عددها الصادر الأحد، أن الأصوليين استحوذوا على أكثر من 62% من مقاعد البرلمان الإيراني، وهي النتائج التي لا يمكن البت بها قبل الإعلان عن الانتهاء من عملية فرز الأصوات بشكل نهائي.
وكان ما يقارب 33 مليون ناخب قد شارك في الانتخابات البرلمانية الجمعة التي أجريت بالتزامن مع انتخابات مجلس خبراء القيادة الذي ينتخب المرشد الأعلى ويُشرف على أدائه.
من جانب آخر، أظهرت النتائج الأولية لفرز أصوات انتخابات مجلس خبراء القيادة تربع هاشمي رفسنجاني، رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، وحليف الرئيس الإيراني حسن روحاني، على صدارة قوائم مرشحي طهران لعضوية مجلس خبراء القيادة المكون من 88 مقعدًا تمثل المحافظات الإيرانية الـ 31.
وأظهرت النتائج خسارة المرجع الديني المتشدد محمد تقي مصباح يزدي أمام منافسيه من حلف هاشمي - روحاني، وتراجع كلّ من أحمد جنتي رئيس مجلس صيانة الدستور ومحمد يزدي، رئيس مجلس خبراء القيادة الحالي، إلى مؤخرة مرشحي طهران.
وكان الإصلاحيون والمعتدلون بزعامة محمد رضا عارف وعلي مطهري قد تحالفوا مع كل من حسن روحاني وهاشمي رفسنجاني ضمن قائمة "الأمل"، وقادوا حملة دعائية قوية ضد التيار الأصولي خصوصًا في الساعات الأخيرة من الفترة القانونية لممارسة الأنشطة الدعائية، ودعا فيها أنصار "الأمل" الإيرانيين للمشاركة في الانتخابات على نطاق واسع بهدف تغيير الخارطة السياسية داخل البرلمان ومجلس خبراء القيادة وتفويت الفرصة على المتشددين للسيطرة على المشهد السياسي لولاية تشريعية جديدة.
بهذا تكون ملامح البرلمان ومجلس خبراء القيادة الجديدة قد تبلورت بشكل أولي وسط تساؤلات حول مدى تأثير هذه التغييرات الشكلية على دور إيران في قضايا المنطقة وأهمها ملفات سوريا والعراق واليمن.
وتتجه الأنظار حاليًا لمجلس خبراء القيادة الذي سينتخب المرشد الأعلى القادم نظرًا لكبر سن المرشد الحالي ومرضه، واستبعاد تمكنه من متابعة مهامه لفترة السنوات الثماني القادمة وهي فترة ولاية هذا المجلس.
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4yMTIg جزيرة ام اند امز