أين كانت السينما الأردنية قبل "ذيب" المرشح لـ"الأوسكار؟
الأردن لن تنام الليلة حتى تعرف هل يعود ابنها ناجي أبو نوار، مؤلف ومخرج "ذيب" بالأوسكار "سالماً غانماً".
فتح فيلم "ذيب" العين على السينما الأردنية، بعد أن كانت شبه غائبة، بل ودلّ الباحثين عن السينما العربية إلى فضاء أرحب، بعد أن ترشح الشريط لجائزة "الأوسكار" لأفضل فيلم أجنبي 2016، والتي ستُعلن نتائجها بعد ساعات قليلة.
الأردن لن تنام الليلة حتى تعرف هل يعود ابنها ناجي أبو نوار (المؤلف والمخرج) بالأوسكار "سالماً غانماً" أم يبقى فيلمه على كل لسان مكتفياً بوصوله إلى هوليود فقط.
أسئلة كثيرة يطرحها النقاد العرب والجمهور الأردني والعربي حول أهمية الفيلم الرمزية ومفردات الصحراء البسيطة والمعاني القاسية التي تحتزنها حبات الرمل والقيم المثالية التي اتصف بها الشقيقان "ذيب" و"حسين" بعد أن تركا مضارب القبيلة وراحا يلاقيان الصعاب في رحلتهما المميتة.
زمن الفيلم يعود إلى مطلع الثورة العربية الكبرى في عهد الاحتلال العثماني وأثناء الحرب العالمية الأولى (1916م)، حيث الحياة مفتوحة على مصاريعها في كل ما للعنف بصلة.
ذيب الذي يقرر الالتحاق بشقيقه لإيصال ضابطا إنجليزيا إلى سكة القطار الحجازي، لكن صندوقاً غريباً يحمله الأخير يفتح الشك في عقل ذيب (11 سنة)، الذي لا يتوقف عن طرح الأسئلة لإرواء فضوله وذكائه، لكن قطاع الطرق يقتلون الإنجليزي وشقيقه ليبقى وحيداً يصارع الحياة، وحين يلتقي برجل آخر تتوضح الحكاية أكثر.
ولعل المميز أكثر في الفيلم هو اختيار أبطاله من البادية الأردنية نفسها، بعد إخضاعهم لدورات مكثفة في التمثيل، حيث صُور الفيلم في وادي رم بالأردن.
ونال الفيلم جوائز دولية وعربية أبرزها أفضل إخراج في مهرجان فينيسيا الدولي، وجائزة لجنة التحكيم لأفضل تصوير من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2014.علماً أن ذيب هو أول فيلم روائي طويل لناجي أبو نوارة، لكنه سبق أن أخرج فيلماً قصيراً "موت الملاكم" في 2012، الأمر الذي يدفعنا أكثر للغوص في السينما الأردنية، فأين كانت هذه السينما قبل ذيب؟
أين كانت السينما الأردنية قبل "ذيب"؟
كان أول فيلم أردني يتم إنتاجه هو "صراع جرش" عام 1959 لمخرجه واصف الشيخ ياسين والكاتب فخري أباظة.
ويحكي الشريط حياة سائحة في مناطق سياحية أردنية مع رجل أمن هو صديق سابق لوالدها، إلا أن عصابة تتربص بها، لتتصاعد الأحداث بين السائحة ورجل الأمن وأفراد العصابة عند آثار جرش.
توقف الإنتاج السينمائي في الأردن، إلا أن عودة المخرج فيصل الزعبي من الاتحاد السوفييتي السابق بشريطه "الحرباء" عن قصة للروسي أنطون تشيخوف، غيّر المعادلة في الأردن نوعاً ما.
وفي عام 1994 شهدت الأردن ولادة عدة أفلام روائية قصيرة، منها فيلمان للمخرج الشاب نبيل الشوملي بالتعاون مع مخرج أردني شاب يدرس السينما في إيطاليا هو عبد الحكيم أبو جليلة.
وعاينت المخرجة راما كيالي في فيلمها التسجيلي المعنون "لص اللحظة" مسيرة رسام الكاريكاتير والفنان التشكيلي المصري جورج بهجوري.
وعن قصة لمحمد طميلة قدم المخرج الشاب صلاح أبو عون فيلمه القصير "الكابوس" وفيه يتناول قصة شاب لا يتمكن من النوم بفعل صوت المياه القادم من حنفية المنزل.
في 2008 عاد المخرج محي الدين قندور بعد هجرة الى الولايات المتحدة الأمريكية لينجز الفيلم الروائي الطويل "الشراكسة".
وجاء "الشراكسة" حافلاً بالعديد من مفردات اللغة السينمائية والفكرية المصحوبة بذلك الأداء اللافت لمجموعة من الممثلين الأردنيين والاشتغالات التقنية الجذابة وكأنه يدفع باتجاه تفعيل المسيرة السينمائية الأردنية التي طالما ظلت - إلا ما ندر في بعض المحطات – متعثرة عن اللحاق بمثيلاتها من الإنجازات التي كانت تقدمها السينما العربية.
الآن، بدأت أسماء أردنية شابة تنجز إبداعات سينمائية على غرار أفلام "الجمعة الأخيرة" ليحي العبدالله، و"فرق 7 ساعات" لديما عمرو، و"لما ضحكت موناليزا" لفادي حداد، وسواها من أعمال لمحمد الحشكي وأصيل منصور وماجدة الكباريتي وعبدالسلام الحاج وغيرهم.
وهناك مخرجون يستعدون لإطلاق تجارب جديدة تحكي عن محطات في السيرة الذاتية للشاعر الأردني الراحل مصطفى وهبي التل "عرار" وعازف الربابة والمغني "عبده موسى"، مع محاولات لأفلمة العديد من الروايات لأبرز الكتاب الاردنيين مثل روايتي "نحن" و"دفاتر الطوفان" لسميحة خريس، ورواية "سلطانة" لغالب هلسا، ورواية "أنت منذ اليوم" لتيسير السبول، إضافة إلى عدد من القصص القصيرة والكتابات المسرحية والنصوص لهاشم غرايبة ومحمود الريماوي ويوسف ضمرة وخليل قنديل وبسمة النسور وهزاع البراري ومحمد طملية ومفلح العدون وأحمد حسن الزعبي وجميلة العمايرة وجعفر العقيلي ومؤنس الرزاز، وغيرهم،، بحسب ما نشره الملف الثقافي لاتحاد وكالات الأنباء العربية.
بطاقة "ذيب" الفنية
أشرف على الفيلم كمنتج منفذ نادين طوقان وإنتاج باسل غندور وروبرت لويد، وشارك في الإنتاج ناصر قلعجي وليث المجالي، بإدارة شركة "بيت الشوارب" و"نور بيكتشرز" و"الخلود" للإنتاج الفني، ودعم "صندوق سند" في أبو ظبي، و"مؤسسة الدوحة للأفلام"، و"صندوق فيجونز سود إيست".
ويضم طاقم العمل كلاً من جاسر عيد، وحسن مطلق، وحسين سلامة، ومرجي عودة، وجاك فوكس، وسيناريو ناجي أبو نوار وباسل غندور، ومونتاج روبرت لويد، وتسجيل الصوت فلاح حنون، وتصميم الصوت داريو سويد، والموسيقى جيري لاين، وتصميم الديكور أنا لافيل، وتصميم الملابس جميلة علاء الدين، والشعر والمكياج سليمان تادرس، ومساعد المنتج ينال قصاي عيد الصوالحين ومعن عودة.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTE1IA== جزيرة ام اند امز