آمنة خليفة.. قصة نجاح إماراتية تنطلق من عجمان
الدكتورة آمنة خليفة أكاديمية باحثة في شؤون المرأة والتربية، ورئيسة لمجلس سيدات أعمال عجمان بالإمارات العربية المتحدة.. قصة نجاح نسوية.
أن تكون ناجحا أو مشهورا، فهذا شيء حدث، ويحدث كل يوم في كافة المجالات وكل الدول.. لكن أن تكون نموذجا يشار إليه بالبنان، ومثالا يحتذي، فهذا هو التميز الحقيقي في أنقى صوره.
كثيرات هن الناجحات في دراستهن وعملهن، لكن أن تكون المرأة نموذجا طموحا متميزا، فقليلات هن من حققن ذلك.
مرت الدكتورة آمنة خليفة بمحطات كثيرة، وما أكثر الصعوبات التي تواجه المرأة العربية وهي تنشد التميز، فهي امرأة أكاديمية مثقفة واعية، باحثة في شئون المرأة والتربية. همها الأول المرأة وتقدمها، فكانت ولا زالت تسعى عبر أبحاثها ومقالاتها، ودورها كرئيس لمجلس سيدات أعمال عجمان بالإمارات العربية المتحدة، ان تكون لهن سندا ليظهرن مهاراتهن ومشاريعهن للعالم أجمع، لا في المنطقة العربية فحسب.
تقول الدكتور آمنة خليفة: "كانت حياتي مجموعة محطات، أولها حصولي على الثانوية العامة من قطر، حيث انتقلت وعائلتي هناك لظروف عائلية، وكنت ضمن العشرة الأوائل على مستوى الدولة، وتمنيت أن التحق بكلية الإعلام لحبي في الكتابة منذ الصف الابتدائي والإعدادي، وللأسف لم تكن لدينا كلية للإعلام بعد، ولا جامعة بشكل عام في الإمارات فالتحقت بكلية المعلمين تخصص دراسات إسلامية ولغة عربية لأحصل على بكالوريوس تربية".
مواصلة التفوق
تم تعيين الدكتورة آمنة بعد تخرجها لتفوقها معيدة بجامعة الإمارات في مدينة العين، ثم أرسلت في بعثة دراسية إلى مصر للحصول على الماجستير والدكتوراه، وكان بحثها للماجيستير حول اقتصاديات التعليم، وهدفت إلى الحصول على الدكتوراه في التخطيط التربوي لتكمل مسيرتها نحو التنشئة وتنمية المجتمع.
وتقول: "ابتعثت لدراسة الماجستير في مصر، والتحقت بكلية التربية جامعة الأزهر، واجهتني صعوبات بالطبع ومنها عدم معرفتي بالطرق حتى منافذ ومكتبات الكتب، لكنني تجاوزت كل صعوبات الغربة لاطمئناني أني في دولة عربية شقيقة، وحصلت على دبلوم خاص في التربية ثم الماجستير في التربية بعنوان "اقتصاديات التعليم"، حيث طبقت الدراسة الميدانية على طلبة المرحلتين الابتدائية والإعدادية في الإمارات حول عوامل تسرب الطلبة من التعليم وكان ذلك في العام 1985. وبعد حصولي على رسالة الماجستير انتقلت إلى جامعة عين شمس، كلية التربية، لأحصل على الدكتوراه في (التخطيط التربوي)، وكانت الدراسة تتناول الدور الثقافي والتعليمي للجمعيات النسائية وكانت دراسة تقويمية، وكان ذلك في العام 1988".
بداية الأعمال
بعد حصولها على الدكتوراه، عادت إلى الإمارات، وعملت عضوا في هيئة تدريس بمراكز الانتساب بكلية التربية لسنتين، وفي السنة الثالثة أصبحت مديرة لمركز الانتساب الموجه بأم القيوين، بعدها نقلت إلى إدارة مركز الانتساب الموجه بالشارقة، وبقيت في منصب مدير لهذا المركز تسعة سنوات.
بعد ذلك حان موعد انطلاقها إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتكتسب خبرات جديدة ومهارات أكبر، سعت لاكتسابها في منحة (فولبرايت) في جامعة مينيسوتا، لمدة ستة أشهر، تعرفت خلالها عبر الزيارات الميدانية على منظومة التعليم هناك وكثير من الأفكار والمناقشات حول الفكر الغربي وثقافته.
وبعد عودتها من المنحة تم انتدابها إلى مؤسسة حميد بن راشد النعيمي للتطوير والتنمية البشرية بعجمان لتكون مديرا عاما للمؤسسة، التي ظلت فيها سبع سنوات كانت معنية خلالها بالعنصر البشرى. وتقول: "المؤسسة تخدم 4 فئات: المرأة والطفولة والموارد البشرية والشباب، نقدم لهم الدورات التدريبية وورش عمل لتطوير المهن كل في مجاله كنت سعيدة جدا أني أقوم بهذا العمل تجاه المرأة لأنه كان هدفي من البداية هو خدمة المرأة والارتقاء بها. ثم عدت إلى جامعة الإمارات لعملي السابق عضو هيئة تدريس".
عملت الدكتورة آمنة خليفة هناك لمدة عامين، شعرت خلالها بالسعادة وهي تنقل خبراتها للطلبة والطالبات، ولتستعد لمحطتها القاسية، حيث تقدمت باستقالتها لظروف مرض والدتها كي تتمكن من رعايتها، ولسفرها مع والدتها إلى ألمانيا لإجراء عملية خطيرة، ولكن الصدمة تشتد بوفاة الأم الصديقة الحبيبة، التي طالما دعمتها لتكون امرأة متميزة.
تقول: "يرجع الفضل في كل ما وصلت إليه إلى والدتي، رحمها الله، كان لديها وعى كبير وحرص شديد على تعليم أبنائها، وكانت تزرع في نفوسنا الطموح للتميز، وكانت دائما ما تردد لي أنا وإخوتي أن علمي وشهادتي هو سلاحي في الحياة".
عرض عليها بعد ذلك العودة إلى جامعة العين، لكنها اعتذرت، فقد كان في ذهنها أن تقوم بدور أكبر لخدمة المجتمع، سعت منذ بداية حياتها الأكاديمية نحوه، وعبر أبحاثها التي شاركت بها في كثير من المؤتمرات الدولية.
تقول: "من نتائج دراستي تبين أن الجوانب الاقتصادية من أكثر أسباب الخلافات بين الزوجين، ومن هنا حرصت على تقديم العون للمرأة لتحسين ظروفها خاصة أن هناك كثيرات يملكن الموهبة ويفتقدن الدعم المادي ومهارة إدارة الأعمال".
طلب مجلس إدارة سيدات الأعمال من الدكتورة آمنة وقتئذ تشكيل مجلس لسيدات أعمال عجمان وتقديم الخدمات لهن، ووجدت الدكتورة آمنة هدفها بدأ يتحقق، واليوم هي رئيس للمجلس، فنجحت في استقطاب ومساعدة كثير من السيدات الطموحات اللائي أصبحن يملكن مشروعات اقتصادية بدلت حالهن وحسنت مستوى معيشتهن ومن ثم حمت بعض الأسر من التفكك بالانفصال وأخريات عاونتهن أثبتن أنهن رائدات أعمال دون كفيل.
تقول: "عبر المجلس وضعنا خطة استراتيجية بشكل عام تتسق واستراتيجية عجمان، وقدمنا خطة لتطوير قدرات ومهارات المرأة عبر التدريب في التنمية البشرية وإدارة الأعمال والتسويق ومنحناهن رخصا تجارية معفاة لمدة 3 سنوات من الدوائر المختلفة، وأصبح لدينا 43 نشاطا، كما وفرنا 10 سيارات بالتقسيط، تحمل أرقاما معينة ليعرفها رجال المرور، ونجحت كل هذه الأمور بالتعاون مع الدوائر المعنية في الدولة".
وتمكنت من تحقيق هوايتها بل ومساعدة كل من تملك فن الكتابة في المشاركة بآرائهن عبر إصدار مجلة "أنامل وطنية"، وهى مجلة دورية تجمع أنشطة السيدات والشابات وتسوق لمنتجاتهم ومشاريعهم.. تصدر منها 20 ألف نسخة توزع في الإمارات العربية المتحدة ككل، وليس في عجمان وحدها.
وسعت الدكتورة آمنة أن تصل بالسيدات نحو العالمية بمنتجاتهن لتحفيزهن، فشاركن في العديد من المعارض الدولية في الأردن ومصر والصين وماليزيا.
وها هي اليوم تشارك في المحافل والمؤتمرات الدولية من أجل تفعيل مشاركات المرأة العربية، والتي كان أحدثها منذ أيام في المؤتمر الدولي لجمعية سيدات الأعمال شريكات النجاح، الذى أقيم بجامعة الدول العربية، وضم مئات من سيدات الأعمال حول العالم.
aXA6IDE4LjExOS4xMDguMjMzIA== جزيرة ام اند امز