من البتر إلى الغرغرينا.. شبح الموت يلاحق 1200 أسير فلسطيني
في ظل الإهمال الطبي الإسرائيلي المتعمد
أسرى فلسطين المرضى يعيشون يوميًّا صراعًا مع الموت في ظل الإهمال الطبي الإسرائيلي المتعمد
يصارع الأسير الفلسطيني بسام السايح -44 عامًا- الموت والمرض في سجون الاحتلال، بعدما تفشى في جسده السرطان وفاقمه الإهمال الطبي الإسرائيلي المتعمد.
الأسير السايح الذي يقبع حاليا في مستشفى سجن الرملة، قاسى الكثير وذاق مرارة الاعتقال والتعذيب مرارًا وتكرارًا منذ عشرين عاما، لكن اعتقاله الأخير هو الأخطر على حياته، فهو يعاني من أمراض خطيرة، أبرزها سرطان العظم وسرطان الدم.
خطورة حالة السايح دفعت هيئة الأسرى إلى تحميل السلطات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياته "نتيجة الإهمال الطبي الذي يتعرض له خلال فترة اعتقاله.
واعتقل السايح في الثامن من أكتوبر الماضي وسط تعمد مصلحة السجون الإسرائيلية عدم تقديم العلاج اللازم له مما زاد من تفاقم حالته الصحية في ظل إصابته بسرطان الدم والكبد.
وطالبت الهيئة -في بيانٍ، تلقت بوابة "العين" نسخة منه- بـ"ضرورة الإفراج الفوري عن الأسير السايح لمواصلة علاجه في الخارج"، مؤكدة أن استمرار احتجازه يزيد من تفاقم وضعه الصحي، فهو يعاني من أمراض جسدية صعبة للغاية يكاد أن يفقد حياته في أي لحظة.
والسايح هو واحد من 1200 أسير فلسطيني يعانون من أمراض متعددة في سجون الاحتلال، في ظل سياسة الإهمال الطبي التي كثيرًا ما تسبب بوفاة زملاء لهم في السنوات الماضية.
الفروخ مهدد بالبتر
والأسير جواد الفروخ -26 عامًا- من الخليل جنوب الضفة يعاني هو الآخر من تدهور صحي خطير.
ويحذر مدير نادي الأسير الفلسطيني في الخليل أمجد النجار، أن الفروخ مهدد ببتر يده اليمنى نتيجة إصابتها بالتهابات شديدة تسببت بخروج القيح منها، جراء إصابة تعرض لها على يد قوات الاحتلال في أثناء اعتقاله في تاريخ 12 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وبين النجار أن الأسير الفروخ الذي صدر بحقه قرار اعتقال إداري لمدة 4 أشهر، والقابع في سجن "النقب" في حاجة إلى علاج سريع قبل فوات الأوان، مطالبًا الصليب الأحمر الدولي بالتدخل العاجل لتوفير العلاج اللازم.
ولم يكن حال الأسيرة الجريحة ياسمين التميمي -21 عامًا-، أحسن حالا، فقد نقلت اليوم الأحد بشكل طارئ من سجن هشارون إلى مستشفى "شعار تسيدك"، بعد تدهور وضعها الصحي.
وحسب هيئة الأسرى فقد تم نقل الأسيرة التميمي إلى المستشفى بعد إصابتها بالتهابات حادة في يدها اليمنى المصابة بعدة رصاصات، وهناك خشية من إصابتها "بالغرغرينا"، وسبق أن أجري للأسيرة عدة عمليات في يدها اليمنى والجهة اليسرى من الخاصرة لإزالة الرصاص الذي أطلق عليها من قبل قوات الاحتلال بالخليل عند اعتقالها في 13 الشهر الجاري.
1200 أسير مريض
ويؤكد الباحث في شؤون الأسرى رياض الاشقر، لبوابة "العين"، أن من بين 7000 أسير في سجون الاحتلال هناك 1200 مريض ومصاب، بينهم 170 يعانون من أمراض خطيرة (سرطان، فشل كلوي، قلب، ضمور عضلات، سكر، ضغط..).
وأشار إلى أن 99% من المرضى والمصابين لا يتلقون العلاجات اللازمة، إنما مسكنات وأدوية بسيطة للتحايل على القانون.. "لمنع أي تحقيق حال استشهاد أي مصاب ومريض، فالحجة جاهزة كان هناك مستشفى ويتلقى علاج فيه".
واستشهد في 11 أكتوبر الماضي الأسير فادي الدربي في سجون الاحتلال، ليرفع عدد شهداء الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي نتيجة سياسة "الإهمال الطبي" المتعمد، إلى 55 فلسطينيا.
سجن أم مشفى؟
ويعالج الأسرى الأكثر خطورة في مستشفى سجن الرملة، الذي يصفه الأسرى بأنه مسرح آخر لممارسة التعذيب والتنكيل.
ويوضح الأشقر أن ما يسمى مستشفى الرملة هو جناح يقع في سجن الرملة، فيه بضعة عشرات من الأسرى وكم طبيب وأدوية بسيطة، يمارس فيه أبشع أنواع التنكيل بحق المرضى والمصابين.. الآن يمكث فيه 20 شخصًا، منهم 14 مريضًا "أمراض صعبة"، و6 مصابين بجراح خطيرة في الانتفاضة الحالية.
وتشهد الأراضي الفلسطينية مواجهات مع قوات الاحتلال منذ مطلع أكتوبر الماضي، استشهد خلالها 185 فلسطينيًّا وأصيب 16 ألفًا آخرين، فيما اعتقل 42 أسيرًا بعد إصابتهم بالرصاص وهم يعانون من جروح متفاوتة، وبينهم فتيات وأطفال.
وقال الأشقر: "42 أسيرًا مصابًا اعتقلوا خلال انتفاضة القدس، تلقوا علاجات خفيفة ونقلوا إلى السجون وهذا ما يهدد حياتهم لعدم توفر الرعاية الطبية اللازمة".
أمراض مزمنة
ويؤكد فؤاد خفش -مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، وهو أسير محرر سابق- أن هناك الكثير من الأسرى يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة للغاية، خاصة المرضى والمعاقين والمصابين بمرض السرطان وأمراض القلب والكلى، ولا يعيشون إلا على المسكنات، وأن حياتهم أصبحت مهددة في ظل عدم تقديم العلاج اللازم لهم.
وشدد -في حديثه لبوابة "العين"- على أن الاحتلال يرتكب انتهاكات جسيمة بحق الأسرى المرضى، ولا يكاد يمر يوم دون أن يكون هناك اعتداء أو تدهورًا لحالة أسير فلسطيني، وجميعهم يعاني من استمرار سياسة الإهمال الطبي.
aXA6IDE4LjE4OC45Ni4xNyA= جزيرة ام اند امز