كان المشهد مختلفا في قسم الكيمياء التحليلية بالمركز القومي للبحوث بمصر، في أحد أيام شهر أغسطس من العام الماضي، حيث دخل د.إيهاب مصطفى عبد القوى إلى القسم، وخلفه سربا من القطط الجائعة.
لم يكن زملاء د.عبد القوي في القسم بحاجه لسؤاله عن السبب الذي استدعى سير القطط خلفه، فقد كانت رائحة مخلفات السمك التي يحملها، كافية لتفسير هذا المشهد، الذي كان بداية لجهد بحثي، انتهى في النهاية بنتيجة، ربما ستحرم قطط الشارع من هذا المصدر الغذائي.
وخلال عام كامل، عمل د.عبد القوي على تحضير مواد مصنعة من عظام السمك، بعد معالجتها إشعاعيا، ثم كيميائيا، وذلك لاستخدامها كفلاتر لإزالة بعض الملوثات في مياه الصرف الصناعي ، مثل عنصر الرصاص.
ويشرح د.عبد القوي لشبكة العين الإخبارية آلية عمل هذه الفلاتر، قائلا: " هي عبارة عن محطون عظام السمك بعد معالجته ، حيث يتم إذابته في الماء المراد تنقيته، ليلتقط العناصر الثقيلة منه".
ويضيف الباحث: " كانت النتائج إيجابية للغاية، ونجحنا في إزالة عنصر الرصاص بنسبة تصل إلى 80 %، باستخدام هذا المطحون".
والرصاص من أكثر المواد الملوثة التي تسبب ضررا للإنسان، وأشارت منظمة الصحة العالمية في نشرتها الصحية الدورية الصادرة في أغسطس من العام الحالي، إلى أن معدل تعرض الأطفال للرصاص يسهم سنوياً في إصابتهم بنحو 600 ألف حالة جديدة من حالات العجز الذهني، كما تشير تقديرات المنظمة إلى أن التعرض لهذا العنصر يتسبب في معدل وفيات يقدر بـ 143 ألف حالة وفاة سنوياً، تلقي بأثقل أعبائها على الأقاليم النامية.
ونوهت المنظمة في نشرتها إلى أن إقليم جنوب شرق آسيا التابع لمنظمة الصحة العالمية يرزخ تحت وطأة ما يقارب نصف عبء الأمراض الناجمة عن التعرض للرصاص، فيما يتحمل كل واحد من إقليمي غرب المحيط الهادئ وشرق المتوسط التابعين للمنظمة حوالي خمس هذا العبء.
aXA6IDE4LjE5MS4yNy43OCA= جزيرة ام اند امز