الأسباب السبعة في فك طلاسم سحر دراما بوليوود
لم يعد غريبًا أن تدخل إلى الحسابات الرسمية لنجوم مسلسلات بوليوود، لتجد الجمهور العربي وقد علق على ما ينشروه من تغريدات وصور باللغة العربية، وكأنه يعتقد أن هؤلاء النجوم باتوا قادرين على فهمه، تمامًا كما نجح هو في فهمهم وتفاعل مع شخصياتهم في الأعمال التي عرضتها بعض الفضائيات العربية.
هذه الظاهرة باتت ملفتة للغاية، وصار التساؤل الذي يشغل بال المهتمين بالدراما هو: كيف نجحت الدراما الهندية في احتلال قلب المشاهد العربي في فترة وجيزة للغاية؟ حتى أن البعض بات يقول: إنها لم تترك مكانًا لنظيرتها التركية، التي كانت حتى وقت قريب هي الأهم بالنسبة للمشاهد.
في سعينا للإجابة على هذا السؤال، يمكن رصد سبعة أسباب، ربما تساعد في فك طلاسم هذا السحر الهندي، وهي:
1- توقيت ظهور هذه المسلسلات
إذا رجعنا إلى بداية ظهور هذه الظاهرة المسماه بـ "الدراما الهندية"، سنكتشف أنها جاءت في وقت تصاعدت فيه أحداث العنف في العالم العربي، لتؤثر هذه الأحداث بتطوراتها على نفسية المواطن العربي، الذي صار أكثر إحباطًا.
وفي محاولة للخروج من هذه الحالة، وجد المواطن العربي ضالته في تلك المسلسلات، ذات الطابع الرومانسي جدًّا؛ ليهرب معها المواطن من عالم العنف والدم إلى عالم الرومانسية الحالمة.
2- طبيعة الرومانسية الهندية
ربما يرد البعض على السبب الأول، بأن الدراما التركية هي الأخرى تتمتع بهذا الطابع الرومانسي، فلماذا إذن تفوقت الهندية؟
وهنا يأتي السبب الثاني، والذي يتعلق بطبيعة الرومانسية في الدراما الهندية، فهي رومانسية "غير واقعية"، أشبه بمشاهد الأفلام الهندية، التي ارتبط بها المشاهد العربي منذ عقود، وهو ما لا يتوفر في الدراما التركية.
فعلى سبيل المثال، فإن مسلسل "من النظرة الثانية"، الذي تعرض الجزء الثاني منه حاليًا إحدى الفضائيات العربية، ارتبط به المشاهد بشكل كبير، وتحمل ما به من مط وإطالة، بسبب قصته الرومانسية والتي نجحت فيها الفتاة الفقيرة "كوشي" في اجبار الشاب المغرور الثري "أرناف"، على الاعتراف بحبه لها.
وتدور كل أحداث المسلسل بجزأيه الأول والثاني حول مواقف رومانسية تجمع الاثنين، غير أن الشاب المغرور يرفض الاعتراف بحبه، وتبادله الفتاة الفقيرة هذا العناد، ويواجه الاثنان أزمات يصعب منطقيًّا تجاوزها، غير أن طبيعة الدراما الهندية -كما الفيلم الهندي- تجعلهما ينجحان في ذلك، وصولًا إلى اللحظة التي يحدث فيها الاعتراف بالحب.
3- شعبية الفيلم الهندي
وكما أن الرومانسية المقدمة بالدراما الهندية تأثرت بروح الفيلم الهندي، فإن أحد الأسباب التي توفرت للدراما الهندية، ولم تتوفر لنظيرتها التركية، هي شعبية الفيلم الهندي التي مهدت الطريق للدراما إلى قلب المشاهد العربي.
ومنذ عقود تعلق المشاهد العربي بالفيلم الهندي، ربما لأن نهايته دائما ما تأتي مرضية له، وذلك بانتصار الخير على الشر، وهي النهاية التي كانت تأتي في كثير من الأحيان، غير واقعية، وغير متسقة مع العقل والمنطق.
وشقت الدراما الهندية طريقها إلى قلب المشاهد العربي متسلحة بنفس الأسلوب، الذي يجعل المشاهد يبيت ليلته وهو سعيد، بالانتصار السريع لقوى الخير.
4- الموضوعات الاجتماعية
في السنوات الأخيرة، درجت الدراما العربية على تقديم موضوعات سينمائية في إطار درامي، وابتعدت عن الموضوعات الاجتماعية، فوجد المشاهد العربي ضالته في الدراما التركية، ومن بعدها الهندية.
5-تشابه العادات والتقاليد
وبعد سنوات من الارتباط بالموضوعات الاجتماعية التي تقدمها الدراما التركية، جاءت الدراما الهندية، ليكتشف المشاهد فيما تعرضه من أحداث الكثير من أوجه الشبه مع القيم والعادات والتقاليد العربية، لتأخذ مكانًا كبيرًا في قلبه، انطلاقًا من هذا التشابه.
فقيمة احترام الكبير، واحترام علاقة الأخوة، والاعتراف بقيمة الأم والأب، والاعتزاز بهما، كلها قيم لا تخلو منها الدراما الهندية.
6-أداء الممثلين
وينجح الممثلون الهنود في توصيل هذه القيم بأداء تمثيلي رائع، لا يخلو من خفة ظل، تنتزع الضحكات من المشاهد، الذي بات يبحث عن البسمة، وسط الكثير من مشاهد الألم التي تبثها شاشات الفضائيات.
7-ضعف المنتج المحلي
وأمام دراما تعرض موضوعات جيدة، تحتوي قيم وعادات شرقية، ويقدمها ممثلون بأداء جيد، تقف الدراما العربية عاجزة عن مسايرة ذلك.
فأغلب ما تعرضه الدراما العربية هي موضوعات مكررة لا تخلو من مشاهد العري والعنف، فلا تحقق بالتالي أي استمتاع للمشاهد.