الجلبي .. وقف في وجه صدام ودعم التدخل الأميركي في العراق
رحيل زعيم المؤتمر الوطني، حارب سياسة الاقتصاد ودفع نحو قانون محاربة غسيل الأموال
رحل أمس "أحمد الجلبي" الذي عرف بمعارضته لصدام حسين، ودعمه للتدخل الأمريكي في العراق سنة 2003، عن عمر يناهز الـ 70 عامًا.
على فراشه في منزله الكائن في منطقة "الكاظمية" شمالي بغداد، فارق أحمد الجلبي زعيم حركة المؤتمر الوطني العراقي الحياة، عن عمر ناهز الـ70 عامًا، السياسي البارز وأحد عرابي التدخل الأمريكي في العراق عام 2003، بعد مدة طويلة قضاها خارج العراق عاد بعدها مع الغزو، وأصبح عضوًا بارزًا في المشهد السياسي العراقي منذ ذلك الوقت.
في حديث خاص بـ"العين" قال النائب البرلماني عزيز علوان العكيلي عن كتلة المواطن التي ينتمي إليها الجلبي: "إنه عاصر الراحل لدورتين برلمانيتين، وأن أهم مراحل حياته كانت تلك التي عاشها معارضًا لنظام الرئيس الأسبق صدام حسين خارج العراق، وقال: إن الجلبي كان يعد السياسة الاقتصادية للعراق منحرفة عن المسار الطبيعي، وأنها تعتمد بشكل أساسي على النفط وهو أحد عيوبها".
وأضاف السيد علوان، بأن الجلبي تصدى للجنة المالية البرلمانية بسب الموازنة المالية للأعوام 2014، و2015، وقال بان موازنة عام 2014 كانت خاوية تمامًا، كما شهدت موازنة عام 2015 عجزًا مقداره (25) تريليون دينار عراقي، أي ما يعادل حوالي (20) مليون دولار.
وأكد بأنه كان يراقب الإصلاحات التي قامت بها حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، ويعدها إصلاحات شكلية لا تنفع البلد وإنما تمتص نقمة التظاهرات الشعبية وحسب، وكان يعتقد أن الاصلاح الحقيقي يأتي من إصلاح الاقتصاد.
أما النائب محمد اللكاش من كتلة المواطن فصرح لـ"العين" بأن الجلبي كان شخصية اقتصادية تمتلك نظرًا ثاقبًا فيما يتلق بوضع الاقتصاد العراقي، وكان يتوقع أن ينهار الاقتصاد بأي لحظة وهو ما حصل بالفعل، ولديه الكثير من النظريات وهيَّأ للكثير من ملفات الفساد، وعرضها على اللجنة المالية في البرلمان العراقي، ومن المؤمل أن تسلم إلى رئاسة البرلمان، متوقعًا أن تسلم تلك الملفات إلى القضاء العراقي بعد وفاة الجلبي.
وكان للجلبي -بحسب اللكاش- دور في إصدار قانون غسيل الأموال الذي تمت المصادقة عليه من قبل البرلمان الشهر الماضي، وذكر نقلًا عن الجلبي، بأن ما تم نقله من أموال عراقية خارج البلاد كغسيل للأموال خلال عام 2013 يعادل ميزانية دولة الإمارات العربية المتحدة.
وعن مراسيم تشييع الجلبي ودفنه قال بأن التشييع سيجري داخل المنطقة الخضراء بوسط بغداد، اليوم (الأربعاء) أو غدًا الخميس، اما عملية الدفن فإن القائمين عليها بانتظار وصول أفراد من عائلته من بريطانيا وهم ابنته وأولاد عمه، وأنه سيدفن حسب وصيته، ولم يذكر اللكاش مكان دفنه، لكنه من المرجح أن يدفن في مقبرة النجف.
ولد أحمد عبد الهادي الجلبي في بغداد عام 1945، ثم غادر العراق مع عائلته عام 1958 بعد انتهاء الحكم الملكي؛ إذ كان والده وزيرًا للتجارة في ذلك العهد، وعاش معظم حياته بعد ذلك في الشرق الأوسط وبريطانيا والولايات المتحدة، التي حصل فيها على الدكتوراه في الرياضيات من جامعة شيكاغو عام 1969.
تقلد رجل الأعمال السابق والسياسي عددًا من المناصب في المرحلة الجديدة في البلاد، منها عضو مجلس الحكم ونائب رئيس الوزراء، ورئيس هيئة اجتثاث البعث التي شكلها الحاكم الأمريكي للعراق "بول بريمر" عام 2003.
انضم الجلبي ومؤتمره إلى التحالف الوطني العراقي، وأصبح ضمن كتلة المواطن النيابية، حيث شغل قبل وفاته منصب رئيس اللجنة المالية في مجلس النواب.
يعد الجلبي أحد الشخصيات المصرفية ويتمتع بإمكانات في إدارة الاقتصاد، أسهم في تأسيس بنك البتراء في الأردن، وحكمت عليه محكمة عسكرية أردنية عام 1992 غيابيًّا بتهمة انهيار مصرف "بترا"، الذي شارك في تأسيسه عام 1977.
وحظى الجلبي بدعم في العديد من القطاعات داخل الكونجرس الأمريكي ووزارة الدفاع البنتاغون، ولكن يعتقد أنه لا يحظى بدعم يذكر بين أوساط المعارضات الأخرى التي تنأى بنفسها عن المؤتمر الوطني العراقي.
وكان الجلبي أحد أعضاء مجلس الحكم في العراق الذي شكل في عام 2004، والذي تسلم مقاليد الحكم حينه.