مسرحية أثرية عن النبي موسى ونصف مليون وثيقة بين قمامة مصر
كشف النقاب عن حكايات على أوراق بردى بينها خطاب عن مسرحية حول النبي موسى، ظلت مخفية لقرون طويلة في مكب للنفايات المصرية
المهمة التي بدأت منذ عشرات السنوات وصلت إلى خواتيم سعيدة.. الرحلة العلمية الاستكشافية التي بدأها كل من عالمي الآثار الإنجليزيان برنار جرينفيل وآرثر هانت في عام 1896، للبحث تحديدًا عن أية أعمال أدبية أو نصوص مسرحية مجهولة من العصر اليوناني في المنيا بصعيد مصر، أدت إلى الوصول إلى اكتشافات ثقافية وأثرية مهمة.
البحث الذي تركز في مدينة أوكسيرينخوس القديمة، (التي تعني "الأنف الحاد")، المدينة المصرية القبطية التي تبعد 160 كيلومترًا جنوب غرب القاهرة في محافظة المنيا بصعيد مصر، ويطلق عليها حديثا "بهنسا"، كشف النقاب عن وثائق مصرية قديمة بينها خطاب مفقود منذ زمن طويل عن مسرحية حول النبي موسى.
الوثائق وجدت مكتوبة على أوراق بردى، كانت مخفية لقرون طويلة في مكب للنفايات المصرية القديمة، وكُشف عنها بعد تجميعها بمساعدة "جيش" من العلماء والمتطوعين في إطار مشروع علمي ضخم تشرف عليه جامعة "أوكسفورد".
وتتنوع القصص المكتوبة على الوثائق من تقرير طبيب حول غرق أمة (عبدة) تبلغ من العمر 12 عامًا، إلى تمثيل "سفر الخروج" بأسلوب التراجيديا الإغريقية، وفقًا لخطاب حول شخصية النبي في الكتاب المقدس يعود تاريخه إلى القرن الثاني قبل الميلاد يوضح كيف أعطي موسى هذا الاسم، لأنه عثر عليه على ضفة النهر، حسب ما نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية.
ويعني ذلك أن القصة التوراتية الكلاسيكية، ودور النبي موسى سبق أن أداه ممثل مجهول قبل أكثر من 2000 سنة، ولم يكن تشارلتون هيستون أول من لعب دور موسى عام 1956 في رائعة "الوصايا العشرة" التي حصدت جائزة أوسكار أفضل مؤثرات بصرية عام 1957.
وهذه الوثائق تم بناؤها جزئيا بفضل مساعدة 250 ألف متطوع من جميع أنحاء العالم، أسهموا في نسح أجزاء ورق البردى التي عثر بين نصف مليون وثيقة قبل 119 عامًا في مدينة "أوكسيرينخوس" المصرية القديمة.
وخلال الفترة بين عامي 1897 و2012، ترجمت 5000 وثيقة فقط، ولكن الآلاف من الوثائق ترجمت بفضل "جيش" من المتطوعين الذين تفقدوا الوثائق التي وضعت على الإنترنت.
وباستخدام خوارزميات (أنظمة حسابية) وضعها علماء الفيزياء الفلكية في جامعة أكسفورد، لإعادة التدقيق في تدوين النصوص المعروفة ولتقييم مدى دقة عمل الأفراد المتطوعين، سمح المشروع الذي خرج إلى النور في عام 2014، حتى تلاميذ المدارس بالخوض في أسرار أوراق البردى.
وفي هذا الإطار قال مدير مشروع "الحياة القديمة"، البروفيسور ديريك أوبينك من جامعة أكسفورد، في تصريحات للصحيفة: "من خلال السماح بوصول الجمهور إلى واحد من أكبر المشاريع الأثرية غير المكتملة في العالم، تمكنا من تجاوز مرحلة عالم واحد مع ورق بردى وعدسة مكبرة، لنسخ ما بين 100 ألف و200 ألف نص إضافي، والبعض منها قد أكلته الديدان جزئيا، أو استخدم للف الأسماك، أو ما هو أسوأ".
وتشمل الاكتشافات التي من المقرر أن يعلن عنها، كشف البروفيسور أوبينك في الجمعية الملكية الجغرافية، مجموعة من الوثائق الرسمية، وتقرير رسمي لطبيب يعود تاريخه للقرن الثالث، وأخرى أدبية، بما في ذلك مقتطفات من "اندروميدا"، وهي مسرحية مفقودة كتبها يوريبيديس مستمدة من أسطورة اندروميدا، ويعتقد أنها أنتجت أول مرة عام 417 قبل الميلاد.
في عام 1896 بدأ عالما الآثار الإنجليزيان رحلة علمية استكشافية للبحث تحديدًا عن أية أعمال أدبية أو نصوص مسرحية مجهولة من العصر اليوناني في مدينة أوكسيرينخوس القديمة، وتعنى "الأنف الحاد"، وهي مدينة مصرية، قبطية، تبعد 160 كيلو مترًا جنوب غرب القاهرة في محافظة المنيا بصعيد مصر، ويطلق عليها حديثا "بهنسا".
تسجل كل هذه الاكتشافات في الوقت الذي لا توهي مذكرات برنار جرينفيل وآرثر هانت التي دوناها في أثناء عملية التنقيب، أنهما كانا سعيدان بما عثرا عليه من مئات الآلاف من البرديات المحفوظة في سلال "قمامة"، مدفونة في حفر في الأرض لا تحتاج لأي مجهود يذكر لاستخراجها.. لكنها لم يدركا آنذاك أنهما عثرا على كنز ثمين لا يقدر بثمن ولا يمكن مقارنته بأي اكتشاف آخر في أي مكان في العالم.
http://www.independent.co.uk/news/science/ancient-egypt-citizen-scientis...