حملات الانتخابات الرئاسية بأمريكا.. للكبار فقط
عبارة "للكبار فقط"، يبدو أن الأسر الأمريكية ستضطر إلى استخدامها عند متابعة حملات المرشحين للانتخابات، بسبب استخدام تلميحات جنسية
عادة ما تستخدم عبارة "للكبار فقط"، كتنويه عن الأفلام التي تحوي مشاهد جنسية يخشى على الأطفال الصغار من مشاهدتها، ولكن يبدو أن الأسر الأمريكية قد تجد نفسها مضطرة إلى استخدام العبارة نفسها عند متابعتها لحملات المرشحين لانتخابات الرئاسة الأمريكية.
وخرقت الحملات الانتخابية هذه المرة بروتكولات السياسة النزيهة، وشهدت شتائم متبادلة وتلميحات جنسية، دفعت بعض الأسر الأمريكية إلى استشعار الحرج عند متابعة لقاءات المرشحين التليفزيونية، لا سيما تلك التي تستضيف مرشحي الحزب الجمهوري.
وأشار موقع "بي بي سي" إلى أحد اللقاءات، التي أعاد الجمهوري "ماركو روبيو" خلالها إلى الذاكرة إهانة ترامب له فيما يخص "طول قامته"، ضمن حملته الانتخابية في ولاية فرجينيا.
وقال روبيو ساخرًا من ترامب، مشيرًا إلى يديه قائلاً "هل رأيتم يديه؟ أتعلمون كيف ينظر للرجال مع الأيدي الصغيرة؟ لا يستحقون الثقة".
وسيطر هذا التعليق على دونالد ترامب، وأخذه على محمل الجد جاعلاً من يديه موضوع نقاش في أحدث مناظراته على قناة "فوكس"، وقال عبارة تحمل إيحاءات جنسية بعدما رفع يديه للعلن.
وتقول ميشيل ليبرتون من ولاية نيوجرسي، تعليقًا على لقاء ترامب: "شاهدت مع ابنتي ذي (13 عامًا) الليلة الماضية تلك المناظرة.. وبمجرد أن صدر هذا التعليق نظرت في وجهها لمعرفة ردة فعلها التي بدت مدركة لمضمون التعليق".
وفي ردة فعل مماثلة، كتبت مراسلة "بي بي سي" السياسية، ترايسي بوتس "اعتاد أطفالي مشاهدة المناقشات برفقتي، ولكن ليس مناظرة الليلة الماضية"، وأضافت معلقة على تلميحات ترامب "لم أكن بصدد شرح رجولته أمامهم".
ولم تكن تلك المناظرة وحدها هي السبب في تفجير تلك القضية، فقبلها بدأ الكثير من الآباء والأمهات يطرح تساؤلات عما إذا كانت النقاشات السياسية -أو أي تغطية سياسية- تبدو ملائمة أمام متابعة الأطفال، خاصة أن الدورة الانتخابية شملت الكثير من الشتائم والألفاظ الإباحية.
وأورد تقرير "بي بي سي"، بعضًا منها، مثل تعليق ترامب على مذيعة قناة "فوكس" ميغين كيلي، التي شنت هجومًا لاذعًا عليه في المناقشة، فعلق قائلا: "الدم يسيل منها في مكان ما".
وسخر ترامب نفسه أيضًا من مراسل واصفًا إياه بـ"صاحب العضلات المشوهة"، وغيره من المرشحين الذين تراشقوا بعبارات الاستهزاء مثل السخرية من "العرق الزائد".
ودخل أطباء النفس على خط هذه الأزمة، وقال الطبيب النفسي في كلية هارفارد ستيفن سكلوزمان، إن "الانتخابات من المفترض أن تعلم الأطفال التهذيب والطرق السليمة للتعبير عن الرأي الشخصي".
وأضاف "من الصعب إيجاد ما يوضح لطفل يبلغ من العمر 10 أعوام تفسيرًا لتلميح ترامب الجنسي في لقائه الأخير على قناة فوكس".
وتشير ليندا صرصور، المديرة التنفيذية للجمعية العربية الأمريكية في نيويورك، إلى بعد آخر، وهو التصريحات العدائية التي تصدر من بعض المرشحين.
وقالت صرصور، التي استمعت مع ابنتها (11 عامًا) لتصريح روبيو، الذي قال إن "السلطة الفلسطينية التي لديها صلات إرهابية تغرس في نفوس الأطفال أن قتل اليهود أمر جيد".
وترى صرصور أن مثل تلك التصريحات تضر بهم وتخيفهم؛ لأنهم لا يدركون إلى من يشار إليه في الكلام، والذي قد يقصدهم".
والسؤال الذي تطرحه المديرة التنفيذية للجمعية العربية الأمريكية في نيويورك "ماذا لو كان أحد هؤلاء رئيسنا؟".
ونصحت صرصور ابنة فلسطين، بعدم مشاهدة الأطفال لتلك المناظرات، ودعت المسلمين في أمريكا إلى تبني حملات على صفحات فيس بوك لمنع أطفالهم من المشاهدة، أقلها عندما يكونون وحدهم.
ولا يعتبر لاري كوتنر، المختص بالطب النفسي للأطفال ومؤلف لستة كتب حول تنمية الطفل، الحرص المنزلي في تلك القضية عاملًا فعالًا، لتوفر مصادر أخرى قد تسهم في اطلاع الأطفال على تفاصيل تلك الانتخابات مثل المدرسة أو الوسائل الاجتماعية.
وقال: "إن كان الطفل يستهوي حضور تلك المناظرات فيجب مشاهدتها معهم".
aXA6IDE4LjExOC4zMC4xMzcg جزيرة ام اند امز