الفلسطينيات في يوم المرأة .. مسيرات تطالب بالإنصاف
مسيرات بالضفة الغربية وغزة تدعو إلى منح المرأة حقوقها في جميع المجالات، وأشرن إلى ما قدمته المرأة من شهيدات وجريحات ومعتقلات.
أحيت المرأة الفلسطينية، يوم المرأة العالمي، الذي يصادف، اليوم الثلاثاء، بفعاليات واسعة في الضفة الغربية وقطاع غزة، دعت خلالها إلى إنصاف المرأة الفلسطينية، عبر تطوير منظومة القوانين، وسن تشريعات تحمي المرأة وتصون حريتها.
ودعت مئات النساء، في مسيرة شهدتها شوارع مدينة الخليل (أكبر المدن الفلسطينية) إلى منح المرأة حقوقها في جميع المجالات، وأشرن إلى ما قدمته المرأة من شهيدات وجريحات ومعتقلات منذ نشوء القضية الفلسطينية قبل نحو 7 عقود.
وطالبت المؤسسات النسوية في المدينة، في بيان وزعوه خلال المسيرة، بسياسة اجتماعية واقتصادية وقانونية عادلة تحقق الأمن والكرامة الإنسانية للنساء، وضرورة الإسراع في إقرار التعديلات القانونية اللازمة لفتح المجال أمام المرأة، للمشاركة بفعالية في جميع مناحي الحياة، ولحمايتها من العنف والتمييز، والإسراع في ملاءمة القوانين المحلية مع المواثيق الدولية.
وفي مدينة رام الله، أطلق الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والجمعيات والمراكز النسوية الفلسطينية، والحملة النسائية لمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي، نداء للمنظمات والتعاونيات النسائية العالمية، للانضمام ودعم حركة مقاطعة الاحتلال "BDS"، وسحب الاستثمارات منها، وفرض عقوبات عليها.
ودعت المؤسسات النسوية، خلال مؤتمر صحفي، عقده الاتحاد العام للمرأة، في رام الله، اليوم، ضمن فعاليات يوم المرأة العالمي، جميع نساء العالم للانحياز إلى جانب نضال المظلومات، وتشجيع حركة المقاطعة، نظرًا لما لها من تأثير في عزل الاحتلال عن العالم نتيجة لما يرتكبه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني.
وقالت رئيسة الاتحاد انتصار الوزير، إن حركة المقاطعة التي انطلقت عام 2005 هي استراتيجية سلمية، تهدف إلى عزل الاحتلال دوليًّا، وإيقاف تبادل السلع والمنتجات معها، ردًّا على ما تنتهجه بحق شعبنا الفلسطيني، وتشجيعًا لمنتجاتنا الوطنية.
من ناحيته، قال أحد مؤسسي حملة المقاطعة عمر البرغوثي، إن للنساء دورًا رياديًّا في حركة المقاطعة، مؤكدًا أن هذا دور نضالي لمقاومة الاحتلال والتطبيع.
نموذج للعطاء والتضحية:
وفي غزة أكدت النائبة هدى نعيم، أن المرأة الفلسطينية في يومها العالمي سطَّرت نموذجًا وعنوانًا للصمود ومدرسة في التحدي والدفاع عن الحقوق في وجه الحصار واستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني.
وقالت نعيم، في كلمة لها خلال مؤتمر نظمته الحركة النسائية في غزة، ظهر اليوم، إن المرأة الفلسطينية نموذج خاص وفريد ومدرسة وهي الأسطورة.
وأوضحت أن يوم المرأة يوم مختلف تمامًا؛ فالمرأة الفلسطينية "وجدت في أماكن وأدوار قلمًا وجدت فيها المرأة في العالم؛ فهي المجاهدة والاستشهادية والأسيرة والمحررة والمربية والحاضنة للمقاومة؛ فهي أم الأسير وأخت الشهيد وابنه الجريح".
ودعت نعيم لأن يكون يوم الثامن من آذار يوم دعم للمرأة الفلسطينية، بجميع أنواعه لتنطلق المشاريع والبرامج من كل العالم العربي والإسلامي والغربي لدعم المرأة الفلسطينية.
بدورها قالت رئيسة الحركة النسائية الإسلامية رجاء الحلبي، إن المرأة الفلسطينية هي عنوان المرحلة؛ مشيرة إلى دورها في الرباط في المسجد الأقصى والدفاع عنه في وجه المستوطنين المتطرفين.
ولفتت إلى تاريخ طويل من انخراط المرأة الفلسطينية في الحياة اليومية بمختلف تفاصيلها؛ "فلم تترك مجالًا لم تكن حاضرة فيه وبقوة"، مضيفة: "لقد أثبتت المرأة بما لا يدع مجالًا للشك أنها تقوم بدورها على أكمل وجه رغم كل المعيقات".
بدوره أكد القيادي في حركة حماس خليل الحية، أن المرأة على مدار الزمان كانت حاضنة لجميع مشاريع المقاومة وهي شريكة الرجل في السلاح وتصنيعه والعمليات الاستشهادية، والتربية والتخطيط.
بدورها احتفلت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بيوم المرأة العالمي، في مركز التدريب المهني في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، تحت شعار "الإعداد للمساواة بين الجنسين لتناصف الكوكب بحلول 2030، خطوة نحو المساواة بين الجنسين".
وقالت القائم بأعمال مدير عمليات الأونروا ميليندا يونغ، في كلمة لها بحضور حشد من النساء والطلبة "في غزة، أشعر دائمًا بالحماسة والدافعية والذكاء الذي يتمتع به الطلاب في مدارس الأونروا، وسيكون الأمر مقلقًا إذا لم يحظى هؤلاء الطلبة والطالبات بالفرص في حياتهم، إن كليهما يستحق نفس الحقوق والفرص".
كما نظمت مبادرة النوع الاجتماعي، جلسة نقاش بعنوان "رفع الأصوات-النساء تستطيع إحداث التغيير في غزة"، بمشاركة عشرات الفلسطينيات اللواتي استعرضن تجاربهن الناجحة في تنظيم مبادرات تعزز التغيير.
معرض بعيونهن:
على صعيد متصل، افتتحت مؤسسة "بيت الصحافة"، اليوم، معرض صور "بعيونهن" ضمن برنامج دعم المبادرات الإعلامية في مقر المؤسسة بمدينة غزة.
والتقطت صور المعرض الفوتوغرافية، بعدسات ورؤية نسائية للمصورات، زينب عودة وسناء العاجز ونادية حسنية.
وقال مدير مؤسسة بيت الصحافة بلال جادالله، إن يوم المرأة مختلف في فلسطين عن أي مكان في العالم، فهنا المرأة الفلسطينية الصامدة المكافحة، التي تُطلق عليها رصاصات الاحتلال أمام الكاميرات ووسط صمت رهيب تجاه تلك المجازر.
ودعا جاد الله إلى دعم المرأة الفلسطينية والدفاع عن حقوقها وتعزيز دورها في المجتمع، وحمايتها وحماية حقوقها وتقدير صمودها ونضالها.
وأشارت المصورة الصحفية زينب عودة، إلى أن المعرض يهدف لرصد وإبراز الجماليات بجميع أشكالها بعدسة النساء، وإعطاء نموذج مشرف لدور المرأة في التصوير الفوتوغرافي في فلسطين.
ورصدت عدسات المصورات قصة معاناة وكفاح أول سيدة في غزة تعمل بمهنة النجارة، حيث قالت النجارة أمال القيق في كلمة لها بالاحتفال، إنها غيرت نظرة المجتمع للمرأة من خلال تحديها لظروفها الصعبة وامتهانها حرفة النجارة.
وأضافت القيق أنها أثبتت من خلال عملها أن المرأة قادرة على تحدي المستحيل ولا تقف عند حد معين في حياتها بسبب ظروفها، بل بالعكس؛ ستكون دافعها القوي نحو الحياة.
aXA6IDMuMTI5LjI0OS4xNzAg جزيرة ام اند امز