بعد 150 مليون سنة .. باحثون يحلون لغز انقراض الـ"إكتيوصورات"
باحثون بجامعة ليج البلجيكية يفسرون لغز انقراض مجموعات ناجحة من الزواحف البحرية الشبيهة بالدلافين المسماة (إكتيوصورات).
من بين الألغاز التي لا يزال يكتنفها الغموض في علوم الأحياء القديمة انقراض مجموعات ناجحة من الزواحف البحرية الشبيهة بالدلافين المسماة (إكتيوصورات) التي ازدهرت في البحار على كوكب الأرض طيلة أكثر من 150 مليون سنة.
وأرجع العلماء انقراضها قبل 94 مليون سنة إلى توليفة من ارتفاع درجة الحرارة في العالم وعجزها عن التطور والارتقاء بسرعة كافية.
ويمثل البحث أشمل تحليل حتى الآن لانقراض هذه الزواحف وهو يَجُبُّ تفسيرات سابقة تقول إن (الإكتيوصورات) ظلت تتدهور على امتداد عشرات الملايين من السنين، وإن مفترسات أخرى تفوقت عليها منها زواحف بحرية مرعبة تشبه السحالي تسمى (موساصورات) كانت قد وصلت لتوها إلى ذاك المشهد.
وأظهرت الدراسة أن (الموساصورات) الضخمة لم تظهر في واقع الأمر إلا بعد انقراض (الإكتيوصورات).
وقال فالنتين فيشر عالم الأحياء القديمة بجامعة ليج البلجيكية: "وجدنا أن (الإكتيوصورات) كانت متنوعة خلال الفترة الأخيرة من حياتها"، وأشار إلى وجود عدة أنواع ذات أشكال مختلفة في الجسم وبيئات المعيشة على الرغم من أن تطور (الإكتيوصورات) بات شبه معدوم.
وقال روجر بنسون عالم الأحياء القديمة بجامعة أكسفورد: "وجدنا أن الانقراض كان فجائيًّا ولم يكن تدريجيًّا".
نشأت (الإكتيوصورات) منذ نحو 248 مليون سنة وأصبحت من اللاعبين الرئيسيين في المنظومة البيئية البحرية فيما كانت الديناصورات تتسيد البر.
وبسبب تصميم جسمها الانسيابي الشكل الشبيه بالدلافين، كانت (الإكتيوصورات) تتسم بالسرعة والكفاءة ومهارة السباحة وتنفس الهواء من الجو مع وجود زوائد عضلية ورقائق رأسية عند الذيل مثل أسماك القرش وليست أفقية مثل الحيتان والدلافين.
وكان لدى (الإكتيوصورات) عيون كبيرة للغاية تعينها على رصد فرائسها من الأسماك والحبار في المياه العميقة أو العكرة وكانت تلد ولا تبيض.
كان بعض هذه (الإكتيوصورات) يقل طوله عن المتر وكان بعضها ذي جسم ضخم مثل (الشونياصورات) التي عاشت منذ 210 ملايين عام والتي كان يصل طولها إلى 21 مترًا.
وقال بنسون: "ربما كانت (الشونياصورات) أضخم الحيوانات التي ظهرت على وجه الأرض في ذاك الوقت".
وقام الباحثون بعمليات فحص دقيقة للغاية لسجل حفريات (الإكتيوصورات) وأعادوا تشكيل التنوع الخاص بها في مجال النشوء والارتقاء وقاموا بالتمحيص في الأدلة الخاصة بتغير المناخ التي تزامنت مع اندثارها.
كانت درجة حرارة كوكب الأرض تزداد بسرعة آنذاك ووصلت إلى ذروتها خلال حقبة 250 مليون عام الأخيرة، ما أدى إلى حدوث تقلبات شديدة في منسوب البحار ودرجات الحرارة. وخلال تلك الحقبة خلت مساحات كبيرة من قيعان البحار من الأكسجين اللازم لمعيشة الحيوانات.
وقال فيشر في الدراسة التي وردت في دورية (نيتشر كوميونيكيشنز) إن مثل هذه التغيرات ربما تكون غيرت من مسارات هجرة (الإكتيوصورات) وتوافر الغذاء وأماكن التكاثر.
وكابدت كائنات بحرية أخرى -منها أبناء عمومة الحبار والمحار (الجندوفلي) الذي يقوم ببناء الشعاب المرجانية- خسائر فادحة.