أخطاء لغوية تفتح باب الشكوك في وثائق "سكاي نيوز" عن "داعش"
شكك محللون في صحة الوثائق المسربة التي تحوي بيانات شخصية لعناصر في تنظيم داعش الإرهابي
شكك محللون أجانب في شؤون الجماعات الإرهابية في صحة الوثائق المسربة والتي تحوي بيانات شخصية لعناصر في تنظيم داعش الإرهابي، لوجود أخطاء ظاهرة للعيان وعبارات غريبة عن قاموس التنظيم الإرهابي، وفقًا لوكالة فرنس برس.
وقالت الوكالة في تقرير مطول لها، إن شبكة "سكاي نيوز" البريطانية نشرت بيانات انتساب شخصية لعناصر من تنظيم داعش ينحدرون من 51 دولة، حصلت عليها من عنصر منشق سرقها من شرطة الأمن الداخلي في التنظيم المتطرف.
وكانت شبكة التلفزيون البريطانية قد قالت إن الوثائق وبعد مراجعتها تخص 22 ألف مجند في تنظيم داعش، لكن الموقع الصحفي "زمان الوصل" السوري المعارض الذي قال إنه حصل على الوثائق نفسها، وإن البيانات تتعلق في الواقع بـ1700 اسم فقط، وإن آلاف الأسماء الأخرى مكررة.
وورد في وثائق "سكاي نيوز" أسماء إرهابيين معروفين مثل عبدالماجد عبدالباري، مغني الراب البريطاني السابق الذي نشر صورة لنفسه على موقع "تويتر" وهو يحمل رأس إنسان.
والوثائق المسربة عبارة عن استمارات تشمل 23 خانة منها اسم المنتسب إلى التنظيم، وعائلته واسمه الحركي، وجنسيته وتحصيله الدراسي ومدى إلمامه بالشريعة.
كما تشمل أسئلة حول الخبرات القتالية والدول التي سافر إليها المنضم، والطريق الذي وصل منه إلى التنظيم، فضلاً عن سؤاله حول إذا كان يريد الانتساب "كمقاتل أم استشهادي أم انغماسي".
وقالت فرانس برس إنها وجدت ومحللون أن البيانات تحتوي معلومات متضاربة؛ إذ كتب على سبيل المثال اسم التنظيم الإرهابي بطريقتين مختلفتين في الوثيقة الواحدة، وهما "دولة الإسلام في العراق والشام" و"الدولة الإسلامية في العراق والشام".
ومن بين الخانات الواردة "تاريخ القتل والمكان" بدلا من مصطلح "استشهاد" الذي يستخدمه التنظيم.
وأشار الخبير في شؤون الجماعات المسلحة رومان كاييه، على حسابه على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" إلى شعار جديد لم يستخدمه التنظيم الإرهابي من قبل؛ وهو عبارة عن "شعار دائري كتب فيه دولة الإسلام باقية".
وقال شارلي وينتر الباحث في الجامعة البريطانية، إن البيانات على الرغم من أهميتها، "تحيط بها الشكوك"، وخصوصا فيما يتعلق بالاختلاف في اسم التنظيم الإرهابي والشعار والأخطاء اللغوية، الأمر الذي "لا ينطبق مع ما اعتاد عليه التنظيم".
وقال وينتر "من الضروري أن ننتظر إلى أمر بهذه الأهمية بكثير من الشك والوعي".
وكتب الصحفي والخبير في الشؤون الجماعات المسلحة وسيم نصر على حسابه على تويتر، إن "بعض المعلومات قد تكون صحيحة إلا أنها قدمت بتصميم مركب للترويج لها وبيعها بثمن مرتفع لمشترين كثر".
وحصلت "سكاي نيوز" على هذه الوثائق من مقاتل سابق في الجيش السوري الحر، كان التحق بالتنظيم الإرهابي ويطلق على نفسه اسم "أبوحامد"، حسب ما أوردت.
وسلم أبوحامد الوثائق إلى صحفي في تركيا، وظهر في تسجيل فيديو بثته "سكاي نيوز" وقد حجب وجهه وأعرب عن الأمل في أن تتيح الوثائق تدمير التنظيم.
ويشكك الخبير في شؤون الإرهاب في مركز منتدى الشرق الأوسط الأمريكي الباحث أيمن التميمي بمصداقية هذا المصدر.
وقال لفرانس برس إن "ادعاء الانشقاق عن تنظيم داعش عمل مربح في جنوب تركيا؛ إذ يطلب المستفيدون مبالغ طائلة مقابل إجرائهم مقابلات أو بيع ملفات إلكترونية يدعون أنها للتنظيم المتطرف".
وأضاف أن الوثائق التي من الممكن الاعتماد عليها هي "الأصلية وليس المنقولة في ملفات إلكترونية"، التي من الممكن الحصول عليها مباشرة من شخص موجود في سوريا وليس في تركيا.
على صعيد متصل رجحت الشرطة الجنائية الألمانية صحة بيانات متعلقة بمواطنين ألمان انضموا إلى التنظيم الإرهابي.
وقال متحدث باسم الشرطة الألمانية إن" الشرطة الجنائية الفدرالية على علم بهذه الوثائق العائدة لما يسمى تنظيم داعش، مضيفا "ننطلق من مبدأ أن الأمر يتعلق على الأرجح بوثائق صحيحة، ونحن نأخذها بالاعتبار في إطار ملاحقاتنا الجنائية وإجراءاتنا الأمنية".
لكن المتحدث لم يشر إلى وثائق "سكاي نيوز"، ورفض إعطاء أي تفاصيل حول عدد الوثائق التي اطلعت عليها السلطات الألمانية.
وانضم آلاف المواطنين الأوروبيين إلى التنظيم الذي يسيطر على مساحات شاسعة في سوريا والعراق، وتخشى السلطات في الدول التي قدموا منها، أن يقوموا باعتداءات في حال عودتهم إليها.
وحسب جهاز المخابرات الداخلي الألماني، فإن 740 شخصًا تقريبًا غادروا ألمانيا إلى سوريا أو العراق، وعاد ثلثهم تقريبا وقتل حوالى 120 منهم.
aXA6IDMuMTcuNzYuMTc0IA== جزيرة ام اند امز