سي إن إن: 11 سبتمبر.. من سياسة التوحد إلى الانقسام
عبر 15 عاما من هجمات 11 سبتمبر تغيرت سياسة أمريكا في مواجهة الإرهاب.
في الذكرى 15 لهجمات 11 سبتمبر الدامية، تغيرت سياسة العالم والولايات المتحدة في مواجهة الأعداء، وانقسمت القوى السياسية حول طرق محاربة الإرهاب، وظهر الانقسام واضحاً في موقفي مرشحي الرئاسة الأمريكية، وفقاً لتقرير نشره موقع "سي إن إن" الأمريكي.
ووجه المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، لوماً للرئيس السابق جورج بوش وحمله المسؤولية كاملة عن وقوع هجمات 11 سبتمبر، منتقداً زيارة بوش للمركز الإسلامي في واشنطن التي جاءت بعد مرور 6 أيام من الهجوم والتي أكد فيها أن الإسلام سلام، كما استند ترامب في قراره بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة على هجمات 2011.
واليوم أصبح المناخ السياسي مختلفاً تماماً وبعد أن عملت هيلاري كلينتون عضو مجلس الشيوخ عن نيويورك آنذاك مع رودي جولياني عمدة نيويورك بعد أحداث الهجمات، أصبح جولياني من أشد مناصري ترامب، ومن أكبر خصوم كلينتون.
وحتى اليوم ما زالت المرشحة الديمقراطية كلينتون تحاسب على قرارتها التي اتخذتها عقب الهجوم ويوجه لها سؤال معتاد حول دورها المؤيد لقرار الحرب ضد العراق في 2002، ويعتبر الكثيرون أن لكلينتون دوراً كبيرًا في تغيير المناخ السياسي بعد هجوم 11 سبتمبر.
وبحسب استطلاع الرأي الذي قام به موقع "سي إن إن"، فإن أغلب الأمريكيين خلال الخمس سنوات الأخيرة يشعرون بخوف وغضب عندما يتذكرون الهجمات الدامية.
وأشار الموقع إلى أن الحديث عن الإرهاب في الوقت السياسي الحالي أصبح غير مرغوب فيه، خاصة مع تزايد الهجمات الإرهابية على الدول الأوروبية، والشعور بالتهديد الدائم مع ظهور مصطلح "إرهاب الإسلام الراديكالي".
وتظهر الخلافات والانقسامات واضحة خلال حملتي ترامب وكلينتون، ومحاولات المرشحين خلال الأيام الماضية لإثبات وجهات نظرهما نحو قرار غزو العراق.
وعلى الرغم من تصويت كلينتون مسبقاً بالموافقة على غزو العراق، إلا أنها اعتبرت فيما بعد أنه كان قراراً خاطئاً، بينما أصر ترامب على رأيه قائلاً: "دائماً كنت ضد مثل هذه القرارات"، وفي كلتا الحالتين الرأي العام غير راضٍ عن المجهود المبذول في الحرب ضد الإرهاب.
وأوضح الموقع أنه بعد مرور 15 عاما على هجمات 11 سبتمبر، ومع ظهور تنظيم "داعش" الإرهابي، ربما تتغير إستراتيجية مرشحي الانتخابات الأمريكية في التعامل مع داعش وهجماته المتتالية التي تؤثر على البيئة السياسية بأمريكا.
ويسعى ترامب لإظهار أخطاء كلينتون في الحرب بمنطقة الشرق الأوسط، وخروج ملايين اللاجئين من الحرب القائمة في سوريا والعراق ضد داعش، وعلى الجانب الآخر وصفت كلينتون منافسها بمرشح "داعش" لقراره بمنع المهاجرين المسلمين من دخول البلاد، مؤكدة أنها ستعمل على إنهاء وجود الإرهاب بالمنطقة.
بينما اعتبر ماثو داليك، أستاذ الإدارة السياسية بجامعة جورج واشنطن، أنه خلال 15 عاماً خسرت أمريكا حربها مع داعش خاصة في سوريا، موضحًا أن الرئيس القادم يجب أن يجمع بين قرارات بوش وأوباما في الحرب والانسحاب ضد الإرهاب بمنطقة الشرق الأوسط.
aXA6IDE4LjE5MS45Ny4xMzMg جزيرة ام اند امز