خبراء عسكريون لـ"العين": "رعد الشمال" نسفت حلم المد والتقسيم
المناورة تضمنت رسائل عديدة أهمها لإيران و"داعش"
"رعد الشمال" حملت العديد من الرسائل فحواها أن الدول العربية والإسلامية ما زالت كتلة واحدة في وجه أي عدو خارجي أو داخلي
لم تزل أصداء المناورة العسكرية العربية الإسلامية الكبرى "رعد الشمال" داخل الأوساط السياسية والعسكرية بالمنطقة والعالم، إذ أكد خبراء عسكريون مصريون لـ"بوابة العين" الإخبارية أن المناورة حملت بين طياتها الكثير من الرسائل كأول مواجهة فعلية حقيقية للتهديدات التى طالت المنطقة وأحرقت بنيران أطماعها عددًا من دولها.
وأكد الخبراء الرسائل من وراء تشكيل قوة "رعد الشمال" من جيوش 20 دولة عربية وإسلامية جاءت واضحة للداخل والخارج بأن الأمن القومي العربي والإسلامي جزءًا واحدًا لا يتجزأ، واصفين المناورة بأنها بمثابة صخرة قوية تتحطم عليها أحلام المد الطائفي الإيراني بالمنطقة.
وقال مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق بأكاديمية ناصر العسكرية العليا اللواء محمد الغباري، إن "رعد الشمال" كشفت عن عدد كبير من الرسائل؛ أهمها أن العرب والمسلمين قادرون على مواجهة الأخطار الطارئة ووأدها في مهدها، معتبرها رسالة إلى التنظيمات الإرهابية بأن الدول الإسلامية جادة في حربها على أفكارهم المتطرفة وعازمة على اجتثاثهم من فوق الأرض.
ولفت الغباري إلى أن المناورة شملت شقين رئيسيين، أولهما تقليدي عبارة عن التدريب على الحرب النظامية بين الجيوش، أما الشق الثاني هو تشكيل مجموعات قتالية مشتركة وتدريبها على حروب العصابات والحروب غير النظامية، من خلال عمل محاكاة واقعية بإنشاء مناطق واقعة في قبضة الإرهابيين، وتدريب العناصر القتالية على المشاركة في تحريرها.
بدوره، وصف رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط والخبير في الشئون العسكرية والإستراتيجية اللواء محمد مجاهد الزيات، مناورة "رعد الشمال" بأنها "غير مسبوقة"، موضحًا أن أكبر مناورة عربية مشتركة بهذه التقنية الحديثة تضمنت رسائل لأعداء المنطقة العربية والإسلامية في الداخل والخارج.
واعتبر الزيات أن المناورة بمثابة صخرة قوية تتحطم عليها أحلام المد الطائفي الإيراني في المنطقة، متوقعًا أن إطلاق "رعد الشمال" سيتبعه عدد من السيناريوهات والخطوات أهمها إنشاء غرفة عمليات "عربية-إسلامية" مشتركة، لمتابعة وتبادل الخبرات والمعلومات الاستخباراتية والأمنية والعمل على تطويرها أولا بأول، وأكد أن المشاركة الكبيرة فى "رعد الشمال" قد تستتبعها مناورات أخرى فى القريب.
وفي السياق ذاته، قال رئيس القسم العسكري بصحيفة الأهرام المصرية جميل عفيفي إن رسالة "رعد الشمال" الأهم موجهة إلى إيران التي تسعى إلى إثارة الفتن والانقسامات والصراعات الطائفية في المنطقة، معتبرًا المناورة العسكرية الضخمة رسالة رادعة حقيقية لإيران أو غيرها من محاولات العبث بالأمن القومي للخليج العربي، الذي لا ينفصل بأي حال عن الأمن القومي العربي.
وأكد عفيفي أن المملكة العربية السعودية استطاعت أن تجمع على أراضيها هذا العدد الضخم من القوات العسكرية، ما يدل على الترتيب المتقن لمسرح العمليات والتنسيق العالي بين القوات المشاركة من خلال عمليات النقل الإستراتيجي للقوات والأسلحة.
وأشار المحلل العسكري إلى أن حجم المناورة يتجلى في عدد الدول المشاركة والأسلحة والمعدات التي تمثل الأفرع المختلفة للقوات المسلحة؛ حيث تتضمن ما يقرب من 350 ألف مقاتل، و20 ألف دبابة، و2500 مقاتلة جوية من الطرازات المختلفة، و450 طائرة مروحية، ومئات السفن الحربية.
aXA6IDMuMTQxLjE5OC4xNDcg جزيرة ام اند امز