الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف يبدأ زيارة لألمانيا يلقي خلالها خطابًا من البرلمان الألماني ويشارك في ملتقى الأديان العالمي
في خطوة جديدة نحو تقارب الأديان، توجه الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأحد، إلى العاصمة الألمانية برلين، في زيارة تستغرق عدة أيام، يلقي خلالها خطابًا عالميًّا إلى الغرب، من البرلمان الألماني "البوندستاج".
وسيشارك شيخ الأزهر في مؤتمر "مقومات السلام في الأديان"، والذي سيقام تحت عنوان "السلام عليكم" بمدينة مونستر، كما سيجري عددًا من اللقاءات الإعلامية والصحفية مع وسائل الإعلام الألمانية، لنشر قيم التسامح والتعايش المشترك وصحيح الدين الإسلامي الحنيف.
زيارة شيخ الأزهر إلى ألمانيا ستشهد أيضًا عددًا من الأنشطة والفعاليات، حيث يلتقي رئيس البرلمان الألماني نوربرت لامرت، وعددًا من الوزراء والمسؤولين الألمان، كما يجري نقاشًا مفتوحًا مع عدد من النواب وممثلين عن الطوائف الدينية وبعض العلماء والباحثين حول سماحة الإسلام تحت عنوان "الإسلام والسلام".
وبحسب وسائل إعلام إيطالية فمن المقرر أن تشهد زيارة شيخ الأزهر إلى ألمانيا لقاءًا مع البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، بعد قطيعة استمرت قرابة 5 أعوام بين الكنيسة الكاثولوكية والأزهر الشريف.
ومنذ عام 2006 توترت العلاقات بين الأزهر والفاتيكان بعد تولي البابا بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان السابق، عندما استشهد بابا الفاتيكان السابق في أحد خطاباته بربط أحد الفلاسفة بين الإسلام والعنف، في محاضرة ألقاها البابا لطلبة كلية دينية، ما أثار استياء الأزهر، وجمد على أثرها الحوار مع الفاتيكان.
وعاد الحوار بين كنيسة روما وبين الأزهر مرة أخرى في عام 2008، وسرعان ما انقطعت العلاقات بين الأزهر والفاتيكان في عام 2011، بعد تصريحات البابا بنديكت السابق حول حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية في يناير/كانون الثاني من ذلك العام، والتي طالب فيها بحماية المسيحيين في مصر، وهو ما اعتبره شيخ الأزهر تدخلًا في الشؤون المصرية.
وقبيل زيارة شيخ الأزهر إلى ألمانيا، قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر في تصريحات صحفية، إن الأزهر التقى على مدار الأسابيع الماضية بممثلي الكنائس الغربية وسفير الفاتيكان، مشير إلى أن الأزهر أعلن استعداده تقديم يد المساعدة دائمًا لكل ما يخدم الإنسانية وليس المسلمين فقط، وأن رسالته العالمية تنشد تحقيق الاستقرار للبشرية جميعًا.
وأشار شومان إلى الاتفاقية الموقعة بين الأزهر والفاتيكان منذ عام 1989، والتي اعتبر أنها تحتاج لإعادة نظر وتعديل بما يتناسب مع المستجدات الحالية للمساهمة فى مواجهة الإرهاب والتطرف وتحقيق السلام والاستقرار.
ورغم تضارب الأنباء حول لقاء شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان، إلا أن تصريحات ممثلي الكنيسة الكاثوليكية في القاهرة تشير إلى قرب عودة العلاقات بين الأزهر وكنيسة روما.
فمن جانبه، أرجع الأب رفيق جريش، المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية بمصر، توتر العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية في روما ومؤسسة الأزهر إلى ترجمة قناة الجزيرة الخاطئة لحديث بابا الفاتيكان السابق بانيديكت السادس عشر عام 2011، ونسبت له مطالبات بتدخل الغرب لحماية المسيحيين الموجودين بالدول العربية الإسلامية المختلفة، خاصة مصر، وذلك بعد حادث كنيسة القديسين.
جريش، أكد رغبة البابا فرانسيس في عودة العلاقات بين الأزهر والكنيسة الكاثوليكية الأم في الفاتيكان، مستشهدًا بحديث البابا فرانسيس عن أهمية الحوار مع الإسلام، ورغبته في لقاء مشترك مع أحد ممثلي المؤسسات الإسلامية الكبري، وهو الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.
وأوضح أنه لم يحدد موعد اللقاء بين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان حتى الآن، متوقعًا أن يكون هذا اللقاء قريبًا ويعلن عنه على مستوى وسائل الإعلام العالمية.
من جهتها، أكدت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الشريف، أن الزيارات الخارجية لشيخ الإزهر تهدف لتصحيح مفاهيم الدين الإسلامي لدى الغرب ونشر رسالة الإسلام الداعية إلى السلام ونبذ العنف.
وأوضحت شاهين في تصريحات لـ"بوابة العين"، أن مشاركة الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر في مؤتمر الأديان العالمي خطوة هامة نحو التواصل بين العالم الإسلامي والغرب في ظل القضايا المشتركة التي تهم الجانبين حاليًا وعلى رأسها مواجهة الإرهاب والتطرف.
وأشارت أستاذ العقيدة، إلى أهمية مد جسور التواصل بين مؤسسة الأزهر والكنيسة الكاثوليكية عن طريق لقاء شيخ الأزهر الشريف والبابا فرانسيس بابا الفاتيكان في ظل السياسية المعتدلة التي ينتهجها بابا روما الحالي والتي تختلف عن نهج سابقه بانيديكت السادس عشر.
فيما أثنى الدكتور محي الدين عفيفي عميد كلية العلوم الإسلامية، وأمين عام مجمع البحوث الإسلامية، على زيارة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إلى ألمانيا، لتوضيح حقيقة الدين الإسلامي الحنيف ونشر السلام في كافة المجتمعات وبناء حوار حضاري بين العالم الإسلامي والغرب.
وأكد عفيفي في تصريحات خاصة لـ"بوابة العين"، أن الزيارات الخارجية التي يقوم بها شيخ الأزهر وأعضاء المؤسسات الدينية الإسلامية في الوقت الحالي تمثل أهمية قصوي في مواجهة التيارات المتطرفة التي تسئ إلى الدين وتربط الإسلام بالتطرف.
واتفق مع الرأي السابق، الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية،مؤكدًا أهمية زيارة شيخ الأزهر إلى الدول الأوروبية والغرب لتوضيح حقيقة الدين الإسلامي الحنيف.
وأكد النجار في تصريحات خاصة لـ"بوابة العين"، أهمية مشاركة شيخ الأزهر في ملتقى الأديان في ألمانيا لخلق حائط صد ضد التطرف والإرهاب والذي أصبح كل العالم يعانى منه الآن سواء في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي أو أوروبا.
وشدد النجار على أهمية لقاء الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر مع البابا فرانسيس بابا الفاتيكان للتأكيد للاتفاق على دعوة جميع الأديان إلى السلام وعدم استغلال الأديان في غير الغرض الذي أنزله الله من أجله، وهو تنظيم العلاقة بين الإنسان وأخية الإنسان وبين الإنسان وربه.
وتظهر خطوات الإمام الطيب أن مؤسسة الأزهر تسعى إلى نشر السلام في جميع المجتمعات، وبناء حوار حضاري بين الشرق والغرب، يقوم على احترام وتقبل الآخر.. في مقابل محاولات من الكنيسة الكاثوليكية لإنهاء القطيعة والخلاف مع الأزهر.. فهل تشهد الأيام القليلة القادمة لقاءً تاريخيًا بين الدكتور أحمد الطيب والبابا فرانسيس.. هذا ما ستكشف عنه الأيام القليلة القادمة.
aXA6IDEzLjU4LjYxLjE5NyA=
جزيرة ام اند امز