سرطان الثدي.. مرض يصيب الرجال بسبب هجمات 11 سبتمبر
عشرات الآلاف من الأشخاص الذين عاشوا أو عملوا في هذه المنطقة خلال هذا الوقت، وجدوا أنفسهم يتنفسون هواء محملا بأبخرة سامة.
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن آلاف ممن عاشوا أو عملوا في مدينة مانهاتن، خلال هجمات 11 سبتمبر 2001 على مركز التجارة العالمي في نيويورك، تعرضوا لأبخرة سامة من الأبراج المدمرة تسببت في إصابتهم بأمراض نادرة.
وذكرت الصحيفة أن عشرات الآلاف من الأشخاص الذين عاشوا أو عملوا في هذه المنطقة خلال هذا الوقت، وجدوا أنفسهم يتنفسون هواءً محملاً بأبخرة سامة وجزيئات تخرج عن ناطحات السحاب المشتعلة.
ومنذ حينها، أصبح الكثيرون مرضى ومات آخرون، فيما لا يزال تتكشف حالات جديدة طوال الوقت مرتبطة بالسموم التي كانت موجودة في الهواء حول الحطام، وأحدث مثال على ذلك إصابة مجموعة من الرجال بسرطان الثدي.
سرطان الثدي لدى الرجال عادة ما يصيب واحد من بين كل 100 ألف رجل كل عام، حيث إن أقل من 1% من الرجال يصابون بالمرض، وكان جون مورماندو، أحد هؤلاء الرجال.
مورماندو كان يعيش بصحة جيدة، فقد كان عداءً ويستعد للمشاركة في مسابقة الرجل الحديدي، لكنه فجأة لاحظ وجود كتلة في صدره مارس/آذار الماضي، فتوجه لإجراء فحص لدى الطبيب، ليتلقى تشخيصاً صادماً، وهو إصابته بسرطان الثدي.
مورماندو (51 عاماً) كان في حيرة كيف يشرح حالته النادرة، خاصة أن ليس لديه تاريخ عائلي من الإصابة بالمرض، لكن زملاءه ذكروه بعمله الذي كان على مقربة من موقع هجمات 11 سبتمبر الإرهابية.
وقال مورماندو: "عدنا للعمل بعد أسبوع بالضبط من هجوم 11 سبتمبر، بينما كان البرجان لا يزالان مشتعلين وكل شيء حولنا منهار. قيل لنا إن الهواء لا يشوبه شيء، واحتاجنا العودة للعمل. كان شيئاً سخيفاً. كانت المباني لا تزال مشتعلة. تلك المباني اشتعلت فيها النيران لعدة أشهر".
يخضع مورماندو لعلاج كيماوي، وهو واحد من بين 15 رجلاً على الأقل ممن قضوا وقتاً قرب "جراوند زيرو/أرض الصفر" في نيويورك، وتم تشخيص حالتهم بالإصابة بسرطان الثدي، طبقاً لمحاميهم مايكل باراش، وعلى الأرجح هناك غيرهم الكثير.
ويعتبر تشخيص المجموعة الجديدة من الرجال بالإصابة بسرطان الثدي وجهاً واحداً من الأزمة الصحية التي تزداد سوءاً رغم مرور 17 عاماً على الهجمات الإرهابية.
مايكل جويديس، رقيب متقاعد من شرطة نيويورك، عمل في الحفر بالحطام والبقايا التي تم نقلها إلى مكب النفايات الموجود في جزيرة ستاتن، وكانت العواقب الصحية آخر شيء يمكن أن يخطر بباله، وقال: "لا تفكر حقاً في الأمر. أنت فقط تريد إنجاز المهمة".
جويديس، (65 عاماً) تم تشخيص حالته بالإصابة بسرطان الثدي منذ ثلاثة أعوام بعد عثوره على كتلة في صدره، وقد خضع لجراحة وعلاج كيماوي وعلاج إشعاعي ولا يزال يتلقى أدوية.
كان قد تم التصديق على إصابة 9375 عضواً بالبرنامج الصحي التابع لمركز التجارة العالمي بالسرطان نتيجة أحداث سبتمبر، فضلاً عن وفاة 420 عضواً آخرين بالبرنامج كانوا أيضاً مصابين بالسرطان، كما تم التصديق على إصابة أكثر 43 ألفاً بحالات صحية مرتبطة بهجمات 11 سبتمبر.