الأسد والدستور والانتخابات .. 3 مستحيلات في "جنيف 4"
جولة جديدة انطلقت من مفاوضات جنيف بين وفد المعارضة السورية، والوفد الحكومي السوري، تلك المفاوضات التي تعترضها 3 نقاط أساسية.
جولة جديدة من المفاوضات بين وفد المعارضة السورية بقيادة محمد علوش، والوفد الحكومي السوري برئاسة بشار الجعفري، انطلقت اليوم الاثنين، في جنيف، تلك المفاوضات التي تعترضها 3 نقاط أساسية، يبدو الاتفاق حولها في حكم المستحيل، هذه النقاط هي:
أولًا: مصير الأسد والهيئة الانتقالية
تبدو مسألة التوافق حول مصير بشار الأسد أبرز "المستحيلات"، التي تقف أمام مفاوضات جنيف، إذ يقف وفدا المفاوضات من هذه المسألة على طرفي نقيض، فبينما يصر وفد المعارضة المشارك على هيئة حكم انتقالية "بدون الرئيس السوري بشار الأسد"، يتمسك الوفد السوري الحكومي بحكومة موسعة تضم أطيافًا من المعارضة تحت رئاسة الأسد.
وتتطلع الهيئة العليا للمفاوضات "الممثلة للمعارضة" أن تبدأ المفاوضات ببحث "هيئة حكم انتقالي"، تحمل جميع الصلاحيات، بما فيها صلاحيات رئيس الجمهورية، والتي لا دور فيها، في هذه المرحلة وفي المرحلة القادمة، لكل من اقترف الجرائم بحق الشعب السوري بمن فيهم الرئيس السوري بشار الأسد.
غير أنه، بالنسبة للوفد الحكومي السوري، فمن "غير الوارد" بحث انتخابات رئاسية أو مصير الأسد، كما يرى الوفد في المرحلة الانتقالية مجرد "تحوير وزاري" يؤدي إلى تشكيل "حكومة وحدة" أي توسيع الحكومة لتضم معارضين مع بقائها تحت سلطة الأسد.
ثانيًا: وضع دستور جديد
إشكالية وضع دستور جديد ثانٍ مستحيل يعترض وفدي المعارضة والحكومة في سوريا، حيث ترى المعارضة السورية أن "هيئة الحكم الانتقالية بدون الأسد" ستتولى ضمن مسؤولياتها الإعداد لوضع دستور جديد، يكفل متطلبات الشعب السورى تحت ظل قيادة جديدة.
بينما يرى الوفد الحكومي السوري الدستور الجديد منبثقًا من الدستور القائم كنسخة معدلة، بحيث تتولى هذه الحكومة الجديدة الموسعة تعيين لجنة لصياغة دستور جديد أو تعديل الدستور الحالي، ثم يتم عرض النص الجديد على استفتاء شعبي.
ثالثًا: انتخابات رئاسية وتشريعية
تأسيسًا على "المستحيلين" السابقين، يقف "إجراء الانتخابات" كمستحيل ثالث أمام الاتفاق بين وفدي المعارضة والحكومة في جنيف، فبينما ترى المعارضة الانتخابات الرئاسية إجراءً مكملًا لهيئة الحكم الانتقالي التي ستتولى السلطة بدون الأسد.
وفي المقابل، يرى الوفد الحكومي المفاوض مسألة انتخابات الرئاسة "غير واردة من الأساس"، ولا ينبغي أن تطرح على مائدة مفاوضات جنيف.
تلك المستحيلات الثلات هى ذاتها الركائز التى أعلن عنها المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا كأساس مبدئي للمفاوضات، ما أثار تصريحات منددة ورافضة من جانب وفدى المعارضة والحكومة على السواء، وحتى انعقادها اليوم، ظلت الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف دون أجندة واضحة.
ويأتي ذلك في ظل عام سادس يدخل فيه الصراع المسلح الدامي بين الأطراف السورية، أودى بحياة أكثر من 270 ألف سوري، وأسفر عن مئات الآلاف من الجرحى والمعاقين، ودفع بنصف السوريين إلى اللجوء وعرض البحر، وفتح الباب أمام سيطرة التنظيمات المتطرفة على أكثر من نصف مساحة سوريا.
وفي ظل الانحياز الروسي لنظام الأسد، تغيرت موازين القوى بين أطراف التفاوض، وباتت الأزمة دولية باقتدار، تتصارع فيها القوى العالمية سعيًا وراء النفوذ بهذه المنطقة ذات الأهمية البالغة، فيما قوى التفاوض السورية تبدو فاقدة للقدرة على الاتفاق، الذي صار بمثابة "رابع المستحيلات".
aXA6IDMuMTQ1LjEwMy4xNjkg جزيرة ام اند امز