ميركل: الحكومة لن تغير سياستها بشأن الهجرة
المستشار ميركل أعلنت أن حكومتها لن تغير سياستها بشأن الهجرة، غداة هزيمة حزبها المحافظ في الانتخابات المحلية التي شهدت تقدمًا للمعارضة.
أعلنت المستشار الألمانية أنجيلا ميركل، أن حكومتها لن تغير سياستها بشأن الهجرة، والتي شهدت توسعًا كبيرًا قبل نحو عام في استقبال اللاجئين خاصة السوريين، لتشهد البلاد دخول نحو 1,1 مليون لاجئ في 2015.
وتخضع ميركل لضغوط غداة هزيمة حزبها المحافظ في الانتخابات المحلية التي شهدت اختراقًا للشعبويين على خلفية المعارضة المتزايدة لسياسة استقبال اللاجئين التي انتهجتها السلطات.
وحل الاتحاد المسيحي الديموقراطي ثانيًا في انتخابات جرت في معقله التاريخي بادن-فورتمبرغ (جنوب غرب) وفي رينانيا بالاتينات (غرب)، وإن كان المحافظون فازوا في ساكسن-انهالت (غرب)، إلا أن حزب "البديل من أجل المانيا" الشعبوي حل بعدهم بفارق ضئيل.
وكانت سياسة استقبال طالبي اللجوء التي اعتمدتها ميركل الصيف الماضي، في صلب النقاشات الانتخابية وتثبت النتائج الاستثنائية التي حققها "البديل من أجل ألمانيا" في المقاطعات الثلاث (بين 12 و24%) حجم المعارضة التي تواجهها.
خط واضح
واستبعد مسؤولون سياسيون، منذ مساء الأحد، أن تغير ميركل نهجها؛ إذ إنها ترفض تحديد سقف لعدد اللاجئين الذين تستقبلهم ألمانيا.
وقال سيغمار غابرييل نائب المستشارة وزعيم الاشتراكيين-الديموقراطيين، شركاء ميركل في الائتلاف الحكومي: " لدينا خط واضح حول السياسة المتعلقة باللاجئين وسنستمر فيه".
وأقر أمين عام الاتحاد المسيحي الديموقراطي بيتر تاوبر بأن "المرحلة صعبة"، لكنه أكد أنه "لا يتوقع" تغييرًا في نهج المستشارة.
لكن بالنسبة إلى الاتحاد المسيحي الاشتراكي، الحليف البافاري للاتحاد المسيحي الديموقراطي والذي يعارض سياسة ميركل للهجرة، فإن نتائج الانتخابات تثبت أنه لا بد من تغيير الاتجاه.
ورأى المسؤول البرلماني هانس ميشلباخ أن "سبب النتائج السيئة التي حققها الاتحاد المسيحي الديموقراطي يعود إلى السياسة التي تسمح بتدفق اللاجئين بأعداد كبيرة دون أي ضوابط".
وأضاف "أن النتيجة الوحيدة المنطقية لهذه الأرقام ستكون تصحيح سياسة الهجرة".
أما الصحف الإلكترونية فكتبت أن الاتحاد المسيحي الديموقراطي الخاسر الأكبر وحزب "البديل من أجل ألمانيا" الفائز الأكبر، مشيرة إلى أن ميركل تجد نفسها في وضع غير مريح بعد أن هيمنت على الحياة السياسية في ألمانيا لسنوات.
وكتب موقع صحيفة "در شبيغل" أنه "أحد أسود للمستشارة أنجيلا ميركل، لقد أملت لفترة طويلة في الفوز على الرغم من المعارضة لسياستها حول المهاجرين" بمنطقتين.
وأضاف "لكن في النهاية لم يحصل ذلك، وسيتعين على ميركل التعايش مع المآخذ عليها بأنها سمحت لحزب البديل من أجل ألمانيا بتثبيت موقعه".
والتقدم الكبير الذي حققه حزب البديل من أجل ألمانيا الذي كثف هجماته الكلامية ضد المهاجرين، يشكل سيناريو غير مسبوق منذ 1945 في بلد يسعى دائمًا إلى المثالية الأخلاقية بعد ماضيه النازي.
والنتيجة سيئة خصوصًا للحكومة الألمانية الحالية لأن موقع الحزب الاشتراكي-الديموقراطي تراجع أيضًا، فإن كان فاز في رينانيا بالاتينات، إلا أنه في المقابل حصل على أقل من 15% من الأصوات في المنطقتين الأخريين حيث تقدم الحزب الشعبوي عليه.
موقع ميركل بات ضعيفًا في الاتحاد الأوروبي
وكتب موقع صحيفة "بيلد" الشعبية أنه يتعين على الحزبين اللذين يهيمنان على الحياة السياسية الألمانية منذ 1945 "تضميد الجروح" بعد "هذا الاختبار المهم حول سياسة الهجرة".
وهذه النتائج ستضع ميركل في موقع صعب على المستوى الأوروبي، حيث إن رفضها إغلاق أبواب الاتحاد الأوروبي أمام تدفق اللاجئين، وخصوصًا السوريين الفارين من الحرب، كان موضع انتقادات شديدة من قبل دول أعضاء عدة.
وتدعو المستشارة إلى حلول لاستقبال المهاجرين على المستوى الأوروبي وإلى قبول اتفاق مثير للجدل بين تركيا والاتحاد الأوروبي، يتم التفاوض بشأنه قبل القمة المقررة في 17 و18 من آذار/مارس، والمعروف باتفاق (لاجئ مقابل لاجئ).
وانتقدت أيضًا الدول الواقعة على طريق البلقان التي يمر عبرها المهاجرون للوصول إلى أوروبا الشمالية، لإغلاقها حدودها، ما أبقى عشرات آلاف الأشخاص عالقين في اليونان في ظروف سيئة للغاية.
مسؤولون كبار في ألمانيا بينهم وزير الداخلية توماس دو ميزيار أعربوا عن ارتياحهم لإغلاق الحدود، ما أدى إلى تراجع عدد الوافدين إلى ألمانيا بين يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط بـ33%.
ويعتبر البعض أن على ميركل أن تعترف بالواقع على ضوء نتائج الانتخابات السيئة.
وكتبت صحيفة "نورنبرغر نخريشتن" أن "ميركل تستفيد من عملية إغلاق الحدود التي تنتقدها (...) وعليها تقديم حجج الآن أكثر من أي وقت مضى بعد هذه الانتخابات".