الفلسطينيون يكثفون حراكهم المندد بهجوم إسرائيل على الإعلام
الفلسطينيون يوجهون رسالة احتجاج شديدة اللهجة إلى الأمم المتحدة على الإجراءات الإسرائيلية بحق الإعلام في فلسطين
وجه الفلسطينيون رسالة احتجاج شديدة اللهجة، اليوم الاثنين، إلى الأمم المتحدة على الإجراءات الإسرائيلية بحق الإعلام في فلسطين، فيما تكثفت الفعاليات المنددة بالانتهاكات الأخيرة التي نفذتها قوات الاحتلال وطالت مؤسسات وإعلاميين فلسطينيين.
وسلم وكيل وزارة الإعلام محمود خليفة، ونقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبوبكر، المستشار السياسي لمبعوث الأمم المتحدة في مكتب الأمم المتحدة برام الله، باسم الخالدي، رسالة الاحتجاج ووضعوه في صورة الإجراءات الإسرائيلية والتحريض الإسرائيلي على القيادة والشعب الفلسطيني.
وطالب الفلسطينيون في الرسالة الأمين العام بان كي مون، والأمم المتحدة اتخاذ ما يلزم من إجراءات في ظل تصاعد الهجمة الإسرائيلية على وسائل الإعلام والإعلاميين، التي كان آخرها اقتحام مقر شركة ترانس ميديا للخدمات الإعلامية ومقر فضائية فلسطين اليوم في رام الله، وسبقها اقتحام إذاعات محلية فلسطينية في الخليل و"سرقة" أجهزتها ومعداتها.
واستعرضت الرسالة الاحتجاجية نماذج من بلاغات التهديد التي وصلت باسم جيش الاحتلال ومؤسساته بتواريخ تسبق الانتفاضة الحالية، وإخطارات بإغلاق مؤسسات محلية وشهادات لصحفيين تعرضوا للتهديد المباشر بالهواتف الخلوية، وشهادة أحد الصحفيين الذي تعرض للتهديد من قبل متصل عرف عن نفسه أنه يتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، وطالبه بعدم العمل في الإعلام.
كانت مخابرات الاحتلال هددت أمس مراسلي قناة فلسطين اليوم التابعة لحركة الجهاد الإسلامي من استمرار العمل معها، وهددتهم بالاعتقال، واتهم المسؤولان الفلسطينيان إسرائيل بخرق كافة المواثيق والمعاهدات وتتدخل "بشكل وقح" في عمل المؤسسة الفلسطينية.
بدورها أكدت القوى الوطنية والإسلامية، رفضها وإدانتها للتهديدات الصادرة من الاحتلال ضد وسائل الإعلام الفلسطينية تحت ذريعة ما يسمى التحريض.
وقالت القوى خلال اجتماعها في رام الله، اليوم الاثنين، إن هذه الممارسات "إرهاب جديد لكم الأفواه وإسكات الصوت الحر والكلمة التي تفضح سياسات الاحتلال الإجرامية والفاشية، موجهة التحية لوسائل الاإعلام والعاملين فيه والذين سيبقون متحدين للاحتلال وكل محاولاته البائسة لإسكات صوت أبناء شعبنا المطالب بالحرية والاستقلال.
في السياق، دعا المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، المجتمع الدولي إلى وضع حد للاعتداءات الإسرائيلية اليومية بحق الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام المحلية والعالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأدان المركز وبشدة، في بيان له، قيام قوات الاحتلال إغلاق مقر فضائية فلسطين اليوم في الضفة الغربية، واعتقال ثلاثة إعلاميين، بينهم مدير القناة في الضفة.
وقال المركز إنه ينظر بخطورة إغلاق مقر فضائية فلسطين اليوم في الضفة الغربية، واعتقال مديرها، ويخشى من قيام قوات الاحتلال اتخاذ خطوات تصعيدية أخرى بهذا الصدد، في ضوء قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر يوم الخميس الماضي، بإغلاق مؤسسات إعلامية فلسطينية بدعوى ممارستها التحريض ضد إسرائيل.
اعتقال 7 صحفيين في 3 أشهر
بدورها، قالت مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، إن ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي من اعتقال لأكثر من 7 صحفيين فلسطينيين منذ بداية العام الجاري، واقتحام وإغلاق مكتب فضائية "فلسطين اليوم" في رام الله، هو "استمرار لسياسة الاحتلال الهادفة إلى قمع حق الفلسطينيين في التعبير عن قضيتهم ونقل جرائم الاحتلال للعالم".
وشددت على أن اعتقال الصحفيين يعد جريمة فاضحة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان والإعلان العالمي لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان.
وحسب إحصائيات مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان فإن قوات الاحتلال اعتقلت منذ بداية العام الجاري 7 صحفيين فلسطينيين، أبقت على 5 منهم رهن الاعتقال وهم: سامر أبوعيشة، ومجاهد السعدي، وسامي الساعي، وفاروق عليات وإبراهيم جردات.
ويقبع في سجون الاحتلال 20 صحفيًّا فلسطينيًّا، أقدمهم الصحفي المحكوم مدى الحياة محمود عيسى، الذي كان يعمل مراسلاً لصحيفة صوت الحق والحرية قبل اعتقاله عام 1993.
خيمة احتجاجية
إلى ذلك أقامت قناة الأقصى الفضائية، اليوم خيمة احتجاجية أمام مقر المركز الفرنسي في مدينة غزة؛ احتجاجًا على وقف تردداتها على القمر الصناعي "يوتلسات" استجابة من فرنسا لطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال مدير البرامج في الفضائية سمير أبو محسن: إن الخيمة ستستمر لثلاثة أيام على التوالي، من أجل مطالبةً فرنسا بالعدول عن قرارها والسماح بعودة ترددات قناة الأقصى.
كان القمر الفرنسي حجب ترددات القناة التابعة لحركة حماس؛ حيث قامت بالبث عبر تردد جديد تحت اسم وشعار جديدين.
واعتبر محمد ثريا مدير الفضائية، أن ما تم بحق قناة الأقصى من وقف تردداتها، وفلسطين اليوم من إغلاق مقراتها بالضفة؛ "قرار سياسي بامتياز".
ورأى أن "ملاحقة الإعلام المقاوم من قبل الاحتلال يؤكد أن الانتفاضة أوجعته؛ حيث لم يعد الإعلام هو رأس الحربة؛ بل هو الحربة بذاتها" حسب تعبيره.
وقال ثريا: "نحن لا نعادي لا طائفة ولا جنس.. وليس لدينا مشكلة مع أحد، وكل مشكلتنا هي احتلال أرضنا"، مطالبًا برفع سطوة الاحتلال عن الإعلام والشعب الفلسطيني.