أعرق صحف لبنان تمهد لتوقف نسخها الورقية
كل ما تردد عن إقفال صحف لبنان المكتوبة لأبوابها وتوقف صدور أعدادها المطبوعة بات شبه مؤكد في خبر جاء كالصاعقة على لبنان وعلى صحفيه
كل ما تردد طوال الأسابيع الماضية عن إقفال صحف لبنان المكتوبة لأبوابها وتوقف صدور أعدادها المطبوعة بات شبه مؤكد في خبر مؤلم وقع كالصاعقة على هذا البلد وعلى صحفيه .. إذ تصبّح الزملاء في جريدة "السفير" اللبنانية بكتاب وقعه رئيس تحريرها الصحفي طلال سلمان، توقف فيه عند تحديات عديدة تواجه الصحيفة، وفي حين كان يتردد أن الصحيفة ستعلن في عيدها الـ43 عن توقف نسختها المطبوعة، يبدو أنها استبقت الأمر بكتابها هذا الذي جاء فيه "يهم رئيس التحرير أن يحيط الزملاء في أسرة "السفير" بأننا عشية العيد 43 لإطلاق هذه الصحيفة المميزة وذات الدور التاريخي نواجه ظروفًا وتحديات صعبة".
الظروف الصعبة التي تحدثت عنها إدارة الصحيفة بدت "مستغربة" من كثير من صحافييها الذين يلحظون تغييرًا وتجديدًا في ديكور المؤسسة، إضافة إلى توظيفها عدد من الزملاء الجدد.. إلا أن سلمان أضاف "صحيح أن "السفير" قد عاشت في قلب الصعوبة دائمًا إلا أن الظروف قد اختلفت، خاصة في ظل ثورة المعلومات (مواقع التواصل)، فضلًا عن تبدل الأحوال في طول الوطن العربي وعرضه، ونحو الأسوأ، مع الأسف. وكذلك فإن الظروف السياسية والاقتصادية فاقمت الأزمة، لاسيما وأنها قد انعكست على الدخل الإعلاني وعلى الاشتراكات وصولًا إلى البيع".
وأخيرًا اختتم سلمان "في مواجهة هذا الواقع الصعب نطرح الاحتمالات جميعًا للنقاش بما فيها التوقف عن الصدور، وفي انتظار تبلور القرار تستمر "السفير" بالصدور حاملة شعاراتها ومواصلة التزاماتها بخدمة وطنها.". مؤكدًا على صون حقوق العاملين.
يأتي هذا الإعلان بعد محاولة "السفير" في سبتمبر 2011 تخفيف الأعباء المالية عليها بعقد شراكة مع رجال الأعمال السوري الأصل جمال دانيال وتحويل الصحيفة من مؤسسة فردية إلى شركة وبيع دانيال 20% من أسهمها.
وفي حين عُرف عن "السفير" التزامها طوال أكثر من 40 سنة بدفع رواتب موظفيها بشكل منتظم ودون أي تأخير حتى في فترة الحرب اللبنانية وفي ظل الأزمات المتلاحقة، تعاني جريدة "النهار" -التي ترأس تحريرها حفيدة غسان تويني وابنة جبران التويني، نايلة التويني- من أعباء مالية متراكمة ومنذ نهاية العام 2015 تردد أنباء كثيرة عن توقف طبعتها المطبوعة من دون أن تعلن الجريدة ذلك رسميًا بعد.. إلا أن المؤكد أن الأعباء المالية على المؤسسة متزايدة منذ سنوات عديدة وأدت في الفترة الأخيرة إلى صرف نخبة من موظفيها والتأخر في دفع رواتب من حافظت على وجودهم في المؤسسة، الأمر عينه يطبق على تلفزيون وصحيفة المستقبل وصحيفة اللواء التي عممت كتابًا على موظفيها تعلن فيه فتح باب الاستقالات.
أزمة طالت معظم وسائل الإعلام اللبنانية التي دفعت البعض منها إلى البحث عن بيع أسهمها، أو حتى تغيير خطها السياسي تكرارًا بحثًا عن دعم مالي من جهات سياسية مختلفة تساعدها على الصمود.