سببان يجعلان "دي ميستورا" وسيطا غير نزيه في "جنيف4" (تحليل)
تلاقى مع وفد الحكومة في الموقف من المعارضة وأسلوب الحل
تصريحات دي ميستورا وأدائه في مفاوضات "جنيف 4"، يكشف عن أنه وسيط غير نزيه في الأزمة السورية
قبل أيام من بدء مفاوضات "جنيف 4" حول الحل السياسي للأزمة السورية، خرج ستفان دي ميستورا، المبعوث الدولي للأزمة السورية، بتصريح قال فيه، إنه قد يدعو أطياف أخرى من المعارضة السورية للمشاركة في المفاوضات.
وقتها شعرت هيئة التفاوض الممثلة للمعارضة، بأن هناك ضغوطًا ستمارس عليها، بالتلويح باستدعاء وفد آخر من المعارضة للمشاركة في المفاوضات، وهو ما تحقق اليوم بعد إعلان المبعوث الأممي أنه سيلتقي وفدًا من المعارضة القريبة من روسيا، والتي يرأسها قدري جميل وزير التجارة الداخلية الأسبق في الحكومة السورية، والمقيم في موسكو.
المفارقة، والتي تكشف أن هناك ميلا من المبعوث الأممي نحو أحد أطراف التفاوض، خروج تصريحات اليوم عن بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية في المفاوضات تدور في نفس الإطار.
الجعفري، انتقد في تصريحاته وفد هيئة التفاوض الممثل للمعارضة، بل أنه وصف أحد أعضائه، وهو كبير المفاوضين محمد علوش بـ "الإرهابي"، وقال: "لن نجلس مع هذا الإرهابي قبل أن يحلق ذقنه".
وألمح الجعفري في تصريحاته إلى أن الوفد الممثل للمعارضة في المفاوضات، لا يمثل كل الفصائل، وقال إن النقاش مع "دي ميستورا" ومساعديه تطرق إلى ضرورة "إيلاء الأهمية الكافية لناحية ضمان تمثيل أوسع طيف من المعارضات السورية".
هذا التلاقي بين وفد الحكومة ودي ميستورا حول ضرورة استدعاء أطياف أخرى من المعارضة السورية للمشهد، لم يكن هو الأول، فالمبعوث الأممي نفسه، سبق وصرح قبل بدء المفاوضات بأنها ستركز على تشكيل حكومة وطنية في سوريا، وهو ما اعتبر من قبل الائتلاف السوري المعارض"انقلابًا على مرجعية المفاوضات التي تم إقرارها في (جنيف1)"، والتي تقضي بتأسيس هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات.
وتتلاقى هذه الرؤية مع رؤية النظام السوري، والتي أعلنها قبل بدء المفاوضات في تصريحات لوزير الخارجية وليد المعلم، والذي قال: "المرحلة الانتقالية بمفهومنا لا تتضمن الرئاسة، بل دستور جديد وحكومة مشتركة".
ولا يمكن النظر لهذا التلاقي حول فكرة "الحكومة المشتركة" بمعزل عن التلاقي السابق حول دعوة أطياف أخرى من المعارضة السورية للمشاركة في المفاوضات، وهو ما يبدو جليًّا، بمراجعة تصريحات قدري جميل.
ويرى قدري جميل، والذي سيلتقيه دي ميستورا اليوم، أن الحكومة المشتركة يمكن أن تكون الحل للأزمة في سوريا، وتحدث عن ذلك في كثير من تصريحاته، وهو ما يعني أن "دي ميستورا"، استدعى الطرف الذي سيمرر من خلاله هذه الرؤية.
وإذا وضعنا الإنسحاب الروسي من سوريا في هذا المشهد، يصبح استدعاء المعارضة المقربة منها إلى جنيف هو المقابل الذي تم الاتفاق عليه من أجل الخروج بحل الحكومة المشتركة، بدلًا من رحيل حليفهم بشار الأسد.
aXA6IDE4LjE5MC4yNTMuNTYg جزيرة ام اند امز