بعد عام من إقالته.. مقدم "توب غير" من "هيرو" إلى "زيرو"
جيريمي كلاركسون خسر وظيفته وبيته ووالدته وانفصل عن صديقته
جيريمي كلاركسون، بدا وكأنه الرجل الأكثر حظًا في العالم، ولكن حاله تبدل من بطل إلى شخصية محطمة، و"توقف حظه فجأة".
لسنوات، بدا جيريمي كلاركسون، وكأنه الرجل الأكثر حظًا في العالم، شهدت محطات حياته طفولة سعيدة، تعليمًا جيدًا، حسناوات شقراوات، وحياة مهنية ناجحة بشكل أسطوري في الصحافة والتلفزيون.
مقدم برنامج "توب غير" السابق، كان واثقا دائما على ما يبدو، يضحك، ويتصرف بشكل سيء.. يشرب ويدخن ويحطم السيارات، وقح، طريف، لا يتقيد بالخطوط السياسية حول أي شيء أو أي شخص.
في نهاية المطاف تبدل حال الرجل الذي يتابعه أكثر من 6 ملايين شخص على "تويتر" من بطل إلى شخصية محطمة، حيث قال في مقابلة نشرتها مجلة "تايم" الأمريكية، إنه قبل ثلاث سنوات "توقف حظي فجأة".
ومنذ ذلك الحين، أقيل من قبل هيئة الإذاعة البريطانية، "بي بي سي" وانفصل عن صديقته فيليبا سيج، وخسر منزله في عام 2014، وتوفيت أمه بعد معركة استمرت 5 سنوات مع سرطان الثدي.
وفي بداية حياته العملية، نجح كلاركسون إلى جانب زملائه جيمس مايو وريتشارد هاموند، في تحويل برنامج "توب غير" الذي يذاع على "بي بي سي" إلى ظاهرة عالمية، وحقق أرباحا أكثر من 30 مليون جنيه استرليني.
غير أن تلك الأحداث المتراكمة دفعته إلى تصرف لا يتطابق مع شخصية كلاركسون، حيث عزل نفسه "في مكان ما مثل السجن لمدة شهر ليصفي ذهنه، ويهدأ قليلا"، وهو يصر على أن هذه الفترة ليست إعادة تأهيل، ولكنها تبدو مثل ذلك، حيث توقف عن الشرب، ويمارس اليوغا في الصباح الباكر، ويذهب إلى الفراش في العاشرة مساء، وتجنب الشرب لبضعة أشهر.
ولكن تبين أن الكثير من طباع كلاركسون الذي نعرفه ونحبه أو لا نستسيغه ليست كما تبدو، حيث يقول إن كل شيء مجرد تمثيل، وشخصية جيريمي كلاركسون التي يعشقها مشاهدو التلفزيون ليست شخصيته الحقيقية.
جيريمي، على ما يبدو، في الواقع مثل زهرة حساسة، يبكي لتذكر والدته ويحب الطيور، نجح في التنكر بعناية عن طريق خفة دمه اللاذعة منذ أن كان عمره 14 عاما، وكان يتعرض لترهيب (زملائه المتنمرين) في المدرسة الداخلية.
كان يتعرض للضرب في كل ليلة بحقائب فارغة في الرأس والظهر والكتفين والأرداف، ما كان يصيبه بكدمات، وفي الصباح، كان يغطس في المغطس، ذي المياه المتجمدة، وبدافع من إلهام، أدرك أنه لوقف تلك الاعتداءات، كان عليه أن يجعل معذبيه يضحكون. ففي النهاية، لا يمكنهم أن يغضبوا منه إذا غرقوا في نوبات من الضحك.
كانت خطة جيدة، نجحت معه طيلة سنوات خففت مواقف صعبة، وهونت عليه خلال الورطات التي لا نهاية لها التي وجد نفسه فيها بداية من الشرب في وقت مبكر، والتدخين والتغيب أيام عن المدرسة، وخلال أيام عمله الأولى كصحفي في "روثرهام" للإعلان، وكمراسل أخبار سيارات شاب في لندن.
في مقالاته بأعمدة الصحف، وفي برنامجه "توب جير" نادرا ما كان يوقفه شيء - كان يسلي ويسخر بنفس القدر- يزعج سكان القرى بتهوره، والمثليين والنساء وشركات صناعة السيارات، وحتى دول بأسرها في الطريق.
مثل تلك المرة عندما اصطدم بسيارة "تويوتا هايلكس" في شجرة "كستناء الحصان" يعود تاريخها إلى 30 عاما، لاختبار قوة السيارة واضطرت "بي بي سي" للاعتذار دون تحفظ لمجلس مقاطعة "سومرست" ودفع غرامة 250 جنيها استرليني.
وبدأت الشكاوى تتزايد من جهات أخرى، والأكثر دمارا، صدامه اللانهائي مع مدير تلفزيون "بي بي سي"، داني كوهين الملتزم سياسيا آنذاك، حيث يقول: "داني وأنا، كنا وأظن أننا سنبقى إلى الأبد، متباعدين للغاية في كل شيء".
ولكن القشة التي قصمت ظهر البعير، كانت اعتداء كلاركسون على منتج برنامج "توب غير"، أويسون تيمون أثناء مشادة كلامية على العشاء في أحد الفنادق شمال يوركشاير بعد يوم تصوير طويل، حيث وصفه بأنه "أيرلندي كسول"، وسدد له لكمات في وجهه ومزق شفته، رغم أنه اعتذر مؤخرا وسوى الأمر مقابل صفقة لم يتم الإفصاح عن قيمتها يشاع أنها أكثر من 100 ألف جنيه استرليني.
وبعد 27 عاما عمل خلالها مع هيئة الإذاعة البريطانية، أقيل كلاركسون من منصبه في "توب غير"، رغم توقيع أكثر من مليون شخص على التماس حتى يتم إعادته، ولكن يبدو أن كوهين طفح كيله، ولم يعد يحتمل المزيد.
وما جعل الأمور أسوأ مليون مرة، وفاة والدته "شيرلي" عندما كان في موسكو للقيام بعرض حي بالتزامن مع تحقيق "بي بي سي" بشأن تعليقه، وهذا يعني أنهم استمروا في الاتصال به عندما كان في حالة من الحزن.
كلاركسون عاش فترة سيئة، وفي أحد الأيام أمضى وقتا كثيرا في قاع بركة السباحة مع خزان الأكسجين، لأنه كان يريد الابتعاد عن كل شيء، وعندما حاول مدرب الغوص إقناعه بالعودة إلى السطح، لم يرد حيث يقول "كان المكان هادئا للغاية هناك. لماذا سأرغب في الخروج؟".
وفي الوقت الراهن عاد بدرجة كبيرة إلى الشراب، ويدخن بلا نهاية ويبدو في طريقه للإصابة بنوبة قلبية محتملة على الرغم من أن لديه مدربا خاصا ويلعب التنس.
وأشار إلى أنه لا يعتقد أن الناس قادرون على التغيير، وأن شخصية كل فرد ترسم على الحجر من سن مبكرة للغاية، وكل شيء آخر هو قناع، على حد تعبيره.
وبعد مرور عام على إقالته من "بي بي سي"، يقول إن "توب غير" هو الشيء الوحيد الذي نجح في القيام به بشكل جيد في حياته، لذلك ربما يصبح أمرا حتميا أن يدشن كلاركسون، مع مايو، وهاموند وجزء كبير من فريق إنتاجه، شركتهم الخاصة.
ومجددا سوف يسافر الفريق مجدد إلى أماكن غريبة، يفجر السيارات، ويسرف في الشراب والتدخين، وينشر صوره سخيفة على "تويتر"، ويزعج كثيرا من الناس خلال برنامج سيارات جديد لشركة أمازون العام الجاري.
aXA6IDE4LjIyMi40NC4xNTYg جزيرة ام اند امز