قرار روسي منفرد لمعاقبة منتهكي الهدنة وأمريكا ترفض
فشل الهدنة ينذر بتدخل عسكري واحتمال كبير للتقسيم
الهدنة السورية باتت مهددة بالانهيار بعد الخلاف بين موسكو وواشنطن على صيغة مشتركة لمراقبة سير الهدنة
مع استمرار انتهاكات وقف الأعمال القتالية في سوريا، المطبق منذ ثلاثة أسابيع، دعت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، اليوم الاثنين، لعقد اجتماع عاجل مع ممثلين أمريكيين للاتفاق على صيغة مشتركة لمراقبة سير الهدنة هناك، لكن رفضا أمريكيا بحجة أنه "تم التعامل مع ذلك بالفعل بشكل بناء" دفع روسيا بالتهديد بـ"رد منفرد" على منتهكي الهدنة السورية إن لم تتلق ردا أمريكيا.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن رئيس إدارة العمليات التابعة لهيئة الأركان العامة الروسية سيرغي رودسكوي القول: إن موسكو أرسلت اقتراحاتها الخاصة بالرقابة على وقف إطلاق النار في 25 من فبراير/شباط الماضي.
وأشار رودسكوي إلى أن مزيدا من التأخير في تنفيذ القواعد المتفق عليها للرد على انتهاك نظام وقف إطلاق النار في سوريا "غير مقبول"، وسيتسبب بسقوط مزيد من القتلى المدنيين.
وأكد أن بلاده ستلجأ للتصرف بشكل منفرد بداية من الغد، إن لم تتلق ردا من الولايات المتحدة، وأوضح أن القوة العسكرية ستستخدم فقط في حال الحصول على معلومات مؤكدة تثبت أن جماعات مسلحة تخرق شروط الهدنة باستمرار، وقال إن روسيا لن تستخدم القوة ضد المدنيين أو الجماعات الملتزمة بالهدنة.
ارتفاح حصيلة الانتهاكات
وعلى الرغم من اعتراف جميع الأطراف بأن الهدنة التي تم التوصل إليها في سوريا، هي هدنة هشة، بما في ذلك الطرف الأمريكي، إلا أن تعليق واشنطن على مخاوف روسيا بشأن انتهاكات وقف القتال، جاء سلبيا حيالها ووصفها مسؤول أمريكي في جنيف بـ"المضللة والتي تم بحثها بشكل مطول بالفعل وما زال يجري بحثها بشكل بناء" بحسب تصريحه لرويترز.
وبحسب تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الذي يوثق انتهاكات الهدنة في يومها الخامس والعشرين، فإن التصريحات والإعلانات السياسية والإعلامية تسير في اتجاه، والممارسات على الأرض تسير في اتجاه آخر.
ووثقت الشبكة الحقوقية، ما لا يقل عن 591 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار من جانب النظام السوري والطيران الحربي الروسي، بقصفه لمواقع المدنيين، منذ بداية الهدنة في نهاية فبراير/شباط الماضي، وحتى اليوم.
وتم التوصل لاتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا بضغوط روسية وأميركية مشتركة، ودخل حيز التنفيذ في الـ27 من فبراير/شباط الماضي.
ماذا لو فشلت الهدنة؟
وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير قد أكد في مؤتمر صحفي مع نظيره الدنماركي، كريستيان يانسن،، أنه في حال عدم التزام النظام وحلفائه بالهدنة "هناك خيارات أخرى".
كذلك صرح وزير خارجية الولايات المتحدة، جون كيري، عن وجود خيارات لخطة بديلة، في إشارة إلى خطط طوارئ غير محددة، يعتقد أنها تشمل العمل العسكري وإمكان التدخل البري في سوريا.
كما حذر كيري خلال حديث أدلى به للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، من أنه سيكون من الصعب الحفاظ على وحدة سورية إذا لم يتوقف القتال، مشيراً إلى أن "البرهان سيظهر في الأفعال التي ستحدث عندما تدخل الهدنة حيز التنفيذ".
وتابع قوله: "سنعلم خلال شهر أو اثنين ما إذا كانت عملية الانتقال هذه جادة.. سيتعين على الرئيس السوري بشار الأسد اتخاذ بعض القرارات الحقيقية بشأن عملية حكم انتقالي حقيقية"، مشيراً إلى أنه "ربما يفوت الأوان لإبقاء سورية موحدة إذا انتظرنا فترة أطول".